Friday 5th March, 1999جريدة الجزيرة 1419 ,الجمعة 17 ذو القعدة


صاحب المنار والملك عبدالعزيز 1-2
د, محمد بن سعد الشويعر

يعتبر الشيخ محمد رشيد رضا الحسيني نسبا من رجال الاصلاح الاسلامي وهو صاحب مجلة المنار التي اصدرها بعدما رحل إلى مصر عام 1315ه كما يعتبر من رجالات الشام، لكنه برز في مصر، حيث وجد ميدانا واسعا للدعوة والاصلاح، وقد تتلمذ على الشيخ محمد عبده وكان ضد البدع والخرافات، ويدعو إلى السلفية وتنقية الدين مما أدخل عليه، وكانت ولادته في عام 1289ه,
في مجلة المنار التي اصدر منها 34 مجلداً، يجد القارئ منهجه الدعوي، ورغبته في تصحيح اوضاع المسلمين وابعاد البدع والاباطيل، عن الاسلام وفي مقدمتها القبور وأضرحة الأولياء، وما يعمل حولها، من امور يتبرأ منها دين الاسلام، وحامل لواء الرسالة محمد صلى الله عليه وسلم.
ولما أعلنت الدولة العثمانية، دستورها، وتخلت بذلك عن دستور القرآن، إلى مجاراة بلاد الغرب في دساتيرها عام 1326ه زار محمد رشيد بلاد الشام، وبين منهج الاسلام، بخطبة على منبر الجامع، فاعترضه- كما قال الزركلي- احد أعداء الاصلاح، فكانت فتنة، عاد على اثرها إلى مصر، وأنشأ مدرسة: الدعوة والارشاد ثم قصد سوريا في ايام الملك فيصل بن الحسين، وانتخب رئيسا للمؤتمر السوري فيها، وغادرها على اثر دخول الفرنسيين إليها سنة 1339ه فأقام في وطنه الثاني مصر مدة، ثم رحل إلى الهند والحجاز وأوروبا ثم عاد إلى مصر، واستقر بها إلى ان توفي فجأة في سيارة، كان راجعا بها من السويس الى القاهرة عام 1354ه ودفن بها.
وله كتب وآثار أبرزها مجلة المنار، التي ينشر فيها آراءه وفتاواه,, وكانت مجلته منبراً للاصلاح الاجتماعي الاسلامي لحرصه على ازالة كل أمر يتنافى مع الاسلام، ومنهج الدعوة المصححة لما طرأ على مجتمع المسلمين، من امور نسبت إلى الاسلام، والاسلام يمقتها، لانها تتنافى مع قيمه وما تجردت النبوة المحمدية، إبلاغه للبشرية جمعاء وفق أمر الله وما أمر محمد صلى الله عليه وسلم بابلاغه لانه لكي تبتعد عما يبغضه الله، وتأباه نقاوة الاسلام، الذي لا يقبل الله من الثقلين دينا سواه.
وقد عرف الملك عبدالعزيز بعدما اتسع امره، ونمت دولته، وتتبع اخباره ورآه يسير على الدعوة التصحيحية التي دعا إليها الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وأيدها الائمة من آل سعود,, وسمع ما اشيع عن الاول واللاحق، فعرف المنهج السليم، ودافع عن منهجها، قبل ان يلتقي بأحد من قادتها ولا علمائها، لانه يدافع عن منهج اتضح له سلامته، وصدق الداعين إليه، وموافقة هذه الدعوة لما جاء في كتاب الله، وما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يدافع عن اشخاص.
يقول في المنار الجزء واحد، المجلد 28، يبين طريقته في الدعوة والانكار: وفي شهر صفر 1320ه، احتفل ديوان الاوقاف العامة بمرور مائة عام على تأسيس محمد علي باشا، للامارة المصرية، واحتفلت معه مشيخة الازهر، في الجامع الازهر، فانتقدت ذلك هنا، من حيث صرف الاموال الخاصة بالاوقاف الاسلامية، وتزيين المسجد بذكر أمراء الدنيا وسلاطينها، والاوقاف انما وقفت للتقرب الى الله تعالى، والمساجد إنما انشئت لذكره تعالى ثم قال: وذكرت يومئذ حرب محمد علي، للوهابية واعتقاد عموم المسلمين الجاهلين بالتاريخ، أنها كانت خدمة للاسلام، واعتقاد الخواص العارفين انها جناية عليه، وبينت فيما كتبته، ما كنت وقفت عليه، من حقيقة امر الوهابيين، في اتباعهم للسلف، واعتصامهم بالسنة، وسبب الطعن فيهم.
وكل ما كتبته في هذه السنين الاخيرة، يدور حوله، لا يزيد في بيان حقيقتهم عليه، فأنا أدافع عن الوهابية وأثني عليهم منذ ربع قرن.
وليبين صدقه واخلاصه في هذا الدفاع، وانه لم يرد به مصلحة دنيوية كما يحلو للمغرضين ان يصموه بذلك نراه يبين قصده من هذا الدفاع فقال: كتبت ذلك، يومئذ لوجه الله وخدمة للاسلام، وأنا لا آمن ايذاء أمير البلاد لي على ذلك، وقد فعل بقدر الامكان، في ذلك الزمان، وما كنت أرجو ان يكون لي تجاه هذا الايذاء، أدنى نفع من احد من الوهابيين، ولا أدري ان لهم أميرا يحسن ان ارسل اليه ما كتبت عنهم، وقد صار للوهابيين حزب كبير في القطر المصري، من نجباء علماء الازهر، وغيره من المعاهد الدينية وغيرها، بارشاد جريدتنا، لا تشوبه ادنى شائبة دنيوية.
ويتحدث الشيخ محمد رشيد، عن علاقته بالملك عبدالعزيز وسببها فيقول: بعد هذا التاريخ ببضع سنين بدأت المكاتبات بيني وبين الامير عبدالعزيز بن السعود، في مسألة العرب، وجزيرة العرب، ووجوب الولاء والتحالف بين امرائها، لأجل حفظها من تدخل الأجانب.
إلى ان قال في أمر الدفاع عن الحرمين وخوفه عليهما: كان من عناية الله تعالى في ابن السعود، ان استعمله وحده في انقاذ حرمه، وحرم رسوله، ممن سمى نفسه المنقذ، وقضى الله أمراً كان مفعولاً، فلم يستجب لنا غيره من المسلمين وملوكهم فكفانا الله تعالى بهذا الرجل العظيم، الذي انقذ الحجاز، وأمّنه تأمينا لم يسبق له نظير، إلا في صدر الاسلام، ثم ألف فيه المؤتمر الاسلامي العام، وقد كان هذا المؤتمر، أهم مقاصد جمعيتنا هذه فلم نحتج إلى استيكاف الاكف لجمع المال له، ولا لدعوة رجال الخافقين إليه، فقد انفق هو بسخائه وجوده، على انشاء المؤتمر وضيافة رجاله، هم ومن كان مع بعضهم، من اهل وخدم،و منذ وصلوا إلى الحجاز، إلى ان يخرجوا منه.
كيف لا أنصر ابن السعود، وأناضل خصومه، من المبتدعين والخرافيين، وقد فعل كل ذلك، ويرجى ان يفعل ما هو اتم منه وأكمل؟
وهو ما افنيت شبابي وكهولتي في الدعوة إليه، فإنني ادعو إلى مؤتمر اسلامي، يعقد في مكة من ثلاثين عاما، وهو من وسائل الاصلاح الذي ادعو إليه، من التوحيد واقامة السنن، وتقويض هياكل الوثنية والبدع، وتجديد اصلاح الاسلام، ومجد العرب، وقد ألقينا بطول الاختبار وبما ورد في دلائل النبوة من الاخبار، ان هذا الاصلاح والتجديد، لا يأتي إلا من الحجاز، وان كل ما قمنا به من الدعوة إليهما، لم يكن إلا تمهيداً لتأييد العالم الاسلامي لهما.
ويدافع عما يتهمه به اصحاب الاهواء، عن محبته للملك عبدالعزيز، وان ذلك لم يكن لطمع دنيوي، او مكسب مادي بل كان عن عقيدة، وقبل ان التقي به، لان افعاله سبقتني إليه، فيقول: انني أشهد الله تعالى وكل من يطلع على قولي هذا، انني أشعر في سريرتي وما يكن قلبي، بتقصير في الثناء على هذا الرجل، بالجهر بكل ما اعتقده، ما أرى فيه من المصلحة والنصيحة للمسلمين، ولما طالبتني نفسي بالقاء خطاب في شكره، والثناء عليه، كما فعل امامي بعض علماء الهند، وفصحاء المصريين، وغيرهم ولكنني كنت استحي ان اقف مواقفهم، وان كنت اجدر منهم، فقد أقمت بمكة زهاء ثلاثة اشهر، ولم يسمع خطابتي، وربما كنت اقدر على البيان، وأعلم بما يحسن بيانه بالحق، من كل من سمعت، إذا كان من الدعوى والغرور المذمومين، ان اقول اكثر من ذلك، وماأبرئ نفسي، من كراهة الاتهام بالتملق والتزلف، ان يعلق ببعض النفوس الصغيرة، وأنا آمن ان يلوح في جانب من جوانب نفسه الكبيرة.
والشيخ محمد رشيد رضا، كما يؤازر الملك عبدالعزيز، بالدفاع عنه، وابانة مناقبه، فإنه يدافع عن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، الموسومة بلقب الوهابية من باب التنفير، فيقول ضمن مقال من مقالاته في مجلة المنار: ان جريدتنا تدعو من اول انشائها إلى التوحيد الخالص، ومذهب اهل السلف الصالح، في عقائد الاسلام وهداتيه، كما يدعو إلى فنون العصر، وسنن الخلق في سياسته وقوته، ولم يكن في ذلك الوقت ملك ولا سلطان، نتهم بالطمع في مساعدته, بل لم نكن يومئذ نعلم ان الوهابية، يعتصمون بمذهب السلف، بل كنا نصدق الدعاية التركية التي اذيعت في العالم الاسلامي، منذ القرن الثالث عشر للهجرة النبوية، وجددها السلطان عبدالحميد، منذ أوائل القرن الرابع عشر، لاسباب سياسية، من ان الوهابية فرقة مبتدعة، معادية للسنة وأهلها وأول رجل سمعت منه، ان هؤلاء الوهابية، قوم مصلحون، أرادوا اعادة هداية الاسلام، إلى عهدها الاول، وانه كان يرجى ان يجددوا مجد الاسلام والعرب، هو: محمد مسعود بك المصري الكاتب، المؤلف المشهور، ثم قرأت ما كتبه في نشأتهم، مؤرخ عصر ظهورهم الشيخ عبدالرحمن الجبرتي الازهري، ثم ما كتبه محمود فهمي، المهندس المصري، في تاريخه: البحر الزاخر، وصاحب الاستقصاء في تاريخ المغرب الاقصى أحمد الناصري، ثم ما كتبه الشيخ عبدالباسط الفاخوري مفتي بيروت، في تاريخ الاسلام.
كما انه اتيح لي الاطلاع، في اثناء ذلك، على كتاب التوحيد، وكتاب كشف الشبهات، للشيخ الامام، المجدد، الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمة الله تعالى ثم على غيره من كتبهم بالتدريج، وأطلعت شيخنا، الامام محمد عبده، على كتاب التوحيد، وكشف الشبهات، فأثنى عليهما، ورأيته موافقا لرأي محمد مسعود، وأنه لم تظلم طائفة من المسلمين في التاريخ، بمثل ما ظلم به هؤلاء القوم، على كثرةطعن أعوان الدول والمذاهب، بعضهم في بعض.
وتحت عنوان: علماء مصر يؤيدون مذهب السلف الصالح، كتب يقول: ارسل صاحب الجلالة، عبدالعزيز بن سعود ملك الحجاز، وسلطان نجد وملحقاتها، برقية إلى الحكومة المصرية، يبسط فيها القول في حكم الشرع في المسائل الثلاث: زيارة القبور، والموسيقى، وشرب الدخان.
بسبب ما أذاعه دعاة السوء والتفرقة بين شعوب المسلمين، من ان حكومة جلالته في الحجاز، ستمنع كذا وكذا,, فسألت الحكومة المصرية، حكومة جلالته عما يريد ان يتخذه من الاجراءات، مما يتعلق بالحجاج، والمحمل على الاخص، فورد عليها جواب جلالته بالبرق، وهذا ملخصه، كما نشرته جرائد القاهرة قالت:
أما البرقية فطويلة، وقد استهل الملك ابن السعود، برقيته، بشكره الحكومة المصرية، وجلالة ملك مصر، وامتدحهما على ما بذلوه من المساعدة للحجاز وأهله ثم قال: انهم اي حكومة مصر وملكها، ذخر الاسلام، ولذلك فإنه يرجو ان يكونوا عونا له في إقامة ما امر الله به في كتابه، وما جاء في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
تكلم عن حالة الامن، واستتبابه في البلاد الحجازية، وعدم وجود ما يخشى منه، على سلامة الحجاج، وذكر انه يقابل المحمل، وركب المحمل على الرحب والسعة، ويرحب بهم الترحيب اللائق بمقامهم، وبمصر وبأهل مصر، وبملك مصر، ويسمح بدخول البعثات الطبية كلها.
وذكر انهم لا يتعرضون لعقائد الناس، ولا يتدخلون في معتقداتهم، ولكنهم يمنعون مالا يقره الدين.
وقال إنهم لا يمنعون احداً من زيارة القبور، ولكنهم لا يسمحون بالغلو في ذلك، مثل التمسح، وتقبيل العتبة، والحوائط، فإن الطواف لا يكون إلا ببيت الله الحرام فقط، اي الكعبة، وقد نهى الائمة والسلف الصالح عن الطواف بالقبور.
وتكلم عن الموسيقى والدخان، وذكر انه يلفت نظر حكومة مصر، ما سيذكره بشأنهما، ويرجو الموافقة عليه حفظا لأواصر الصداقة والود، فالموسيقى ولو كانت مسلية للجند، ومنظمة لسيرهم، فانها تلهي عن ذكر الله في البلاد التي أوجدها الله لذكره، وقال: انه يقبل مجيئها لغاية جدة فقط، لان فريقا كبيرا من اهل نجد وغيرهم، يعدها من الملاهي، التي لا يصح استعمالها، لاسيما في اوقات العبادة.
وقال عن الدخان: انه شجرة خبيثة، يجب ان نطهّر منها البلاد المقدسة، التي لا يحرق فيها إلا العود، والنّد والمسك، وذكر انه منع شرب الدخان جهراً,أ,ه.
وقد أحالت وزارة الداخلية هذا الكتاب إلى صاحبي الفضيلة: شيخ الجامع الازهر محمد أبو الفضل، والمفتي عبدالرحمن قراعة، فأيّدا في فتواه مذهب السلف الصالح.
ذكاء معن:
أراد معن بن زائدة، ان يوفد إلى أبي جعفر المنصور قوما يسلّون سخيمته - كما ذكر الطبري في تاريخه - ويستعطفون قلبه عليه وقال: قد أفنيت عمري في طاعته، وأتعبت نفسي، وأفنيت رجالي في حرب اليمن، ثم يسخط عليّ، أن انفقت المال في طاعته,, فانتخب جماعة من عشيرته من افناء ربيعة، وكان فيمن اختار مجّاعة بن الازهر، فجعل يدعو الرجال واحداً واحداً، ويقول: ماذا أنت قائل لأمير المؤمنين، إذا وجهتك إليه؟ فيقول: أقول وأقول حتى جاء مجاعة بن الازهر فقال: أعز الله الامير، تسألني عن مخاطبة رجل بالعراق وأنا باليمن، أقصد لحاجتك حتى أتأتى لها، كما يمكن وينبغي فقال: أنت صاحبي.
ثم التفت إلى عبدالرحمن بن عتيق المزني، وقال: شدّ على عضد ابن عمك، وقدمه أمامك، فإن سها عن شيء، فتلافه، واختار من اصحابه ثمانية نفر معهما، حتى تموا عشرة، وودعهم ومضوا، حتى صاروا إلى أبي جعفر.
فلما صاروا بين يديه تقدموا، فابتدأ مجاعة بحمد الله، والثناء عليه والشكر له، حتى ظن القوم انه إنما قصد لها ثم كرّ على ذكر النبي، وكيف اختاره الله من بطون العرب، ونشر من فضله حتى تعجب القوم، ثم كرّ على ذكر امير المؤمنين المنصور، وما شرفه الله به وما قلده، ثم كرّ على حاجته في ذكر صاحبه، فلما انتهى كلامه, قال المنصور: أما ما وصفت من حمد الله، فالله أجلّ وأكبر، من ان تبلغه الصفات، وأما ما ذكرت من النبي فقد فضله الله بأكثر مما قلت، وأما ما وصفت به امير المؤمنين، فقد فضله الله بذلك، وهو معينه على طاعته، إن شاء الله وأما ما ذكرت من صاحبك فكذبت ولؤمت، ثم امر المنصور بإخراجهم، قال: صدق امير المؤمنين، ووالله ما كذبت في صاحبي, فأخرجوا فلما صاروا إلى آخر الايوان، أمر برده مع اصحابه، فقال: أعد ماذكرت، فكر عليه الكلام، حتى كأنه في صحيفة يقرؤه، فقال له مثل القول الاول، فأخرج حتى برزوا جميعا، وأمر بهم فوقفوا، ثم التفت إلى من حضره من مضر, فقال: هل تعرفون فيكم مثل هذا؟ والله لقد تكلم حتى حسدته، وما منعني ان اتم على ذلك إلا ان يقال تعصب عليه لانه ربعي، وما رأيت كاليوم رجلا اربط جأشا، ولا أظهر بيانا، رده يا غلام.
فلما صار بين يديه أعاد السلام، وأعاد اصحابه، فقال المنصور: اقصد لحاجتك، وحاجة صاحبك, قال: يا أمير المؤمنين معن بن زائدة عبدك وسهمك، رميت به عدوك، فضرب وطعن ورمى ومدحه,, فقبل ابو جعفر وفادتهم وقبل العذر من معن وأمر بصرفهم إليه,, فلما وصل لمعن قبّل ما بين عينيه وشكر أصحابه, تاريخ الطبري 9:295 .
backtop
الاولــــى
محليـــات
مقالات
فروسية
أفاق اسلامية
عزيزتي
المزهرية
الرياضية
شرفات
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved