دروس لا تبلى الثقة بالله ثم بالنفس عبدالرحمن عبدالله العبدان* |
يقول احد القادة العسكريين من اعمال الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وعوامل نجاحه: (إن اعمال جلالته تضارع اعمال الرجال العظام في العالم، وقد قام بها في ظرف ما كان يملك فيه عونا ولا نصيرا، بل كان محاطا بعدو يفوقه قوة وعدداً، وانجزها ووصل الى ما وصل اليه, ومن ابرز عوامل نجاحه: ايمانه بالله عز وجل، وتمسكه بأهداب الشريعة الغراء تمسكا شديدا، وثقته بنفسه وبرسالته,,).
ومن يتابع منجزات الملك المؤسس يدرك ان القائد العسكري كان دقيقا في وصفه، فالملك عبدالعزيز طيب الله ثراه كان قوي الثقة بالله عز وجل ملتزما بشرع الله، نقي العقيدة، وفي نفس الوقت شديد الايمان بأن ذلك من اهم عوامل انتصاراته، وهذا ما جعل ثقته بنفسه من ابرز صفاته - يرحمه الله -، وثقة الملك عبدالعزيز بنفسه لا تعني الثقة بقدراتها وسلامة مقاصدها فحسب بل تعني الى جانب ذلك معرفته مسبقا بالتزامه بشرع الله عز وجل حيث يكون واثقا من نصره، وتعني انسجام اهدافه مع مقاصد الشريعة الكبرى التي تحقق مصالح الامة، فالملك عبدالعزيز - رحمه الله - عندما قاد رجاله لفتح الرياض العاصمة وتأسيس المملكة لم تكن اهدافه استعادة ملك آبائه واجداده فقط وانما وضع ضمن اهدافه الكبرى بناء دولة مسلمة تطبق شرع الله عز وجل، وتعنى بتنقية عقائد المسلمين من الشوائب، وتقضي على الفتن، وترسخ الامن في كل جزء من اجزائها، كما كان يعبر عن ذلك في كل مناسبة رحمه الله رحمة الابرار, وكان صادقا مع نفسه، واثقا من نصر الله عز وجل في كل ذلك، ولهذا وثق به الناس والتفوا حوله، ونجح في تحقيق اهدافه الكبرى، ووحد اجزاء البلاد تحت راية واحدة، وحول انتماءات القبائل المتناحرة لوطن واحد، وولاءهم لله ثم لقيادة واحدة, وكل هذه المكتسبات ما كانت تتحقق لولا توفيق الله اولا ثم ثقة عبدالعزيز القائد بالله عز وجل ثم بنفسه، وايمانه الشديد بسلامة مقاصده، وهي دروس وتجارب خلفها الملك المؤسس طيب الله ثراه لاجيال امته جزاه الله عنها ما يجزي به عباده الصالحين.
* أمين عام المجلس الاعلامي
|
|
|