كبسولات الكحل الصحفي في العين الرمداء !! عبد الله العتيبي |
ما حدث على صفحات جرائدنا من بعض زملائنا اكثر اثارة مما حدث في ملعب ستاد طحنون بن محمد في القطارة في مدينة العين الاماراتية حيث تدنت القدرة الصحفية على الرؤية!!.
عجباً لمستوى هذه المعالجات وما فيها من التدفق المغلوط من الأحكام التي لا تقل غرابة عن بعض احكام اوكادا حكم لقاء الهلال والعين - وهو آخر لقاءات دور ربع النهائي لمنطقة غرب آسيا في مسابقة كأس الأندية الاسيوية لكرة القدم,, فقد ارتكب اوكادا في تلك المباراة اخطاء مسيئة لشخصه,, لكن الاخطاء الاخرى في بعض صفحاتنا الرياضية كانت اكثر من ذلك اساءة لكتابها ولصفحاتهم!.
نسي الاخوة ان حالات كتلك التي رافقت عروض الفريق الهلالي في مبارياته الثلاث في الامارات واردة في كرة القدم، ولا يشفع لأي فريق لتفادي مثل تلك الحالات كونه متصدراً فرق بلاده في منافسات الدوري بفارق شاسع من الأميال!,, لقد خسرت فرق ومنتخبات عالمية في فترات من برامج منافساتها السنوية,, سواء تزامن ذلك مع مسارات صعود فنية,, او مسارات تراجع وهبوط,,! ومنتخب البرازيل (زعيم ابطال كأس العالم) شاهد حي بوقائع نتائج مبارياته التي من اهمها لقاؤه في مباراته النهائية على كأس العالم الأخيرة التي مني فيها بخسارة كبيرة قوامها ثلاثة اهداف بلا مقابل امام المنتخب الفرنسي (الذي لم يسبق له الفوز بكأس العالم قبلها)!,, وقلنا يومها، وقال غيرنا من قبل ومن بعد ان في تلك اللقاءات ونتائجها من العبر ما ينبغي تفهمه لصالح التعايش مع المنافسات الرياضية المماثلة، وهي دروس جديرة بأن تحثنا على التعلم، والعمل في نفس الوقت وليس التواكل، والخلود الى المبررات تحت الأغطية الدافئة للتنصل من تبعات الأخطاء التي من الطبيعي ان تمس شأناً فنياً وادارياً في مسيرة اي فريق من فرق الاندية والمنتخبات!,, ولأن الاخوة الذين عنيناهم منذ قليل غير قادرين على تفهم ما حدث في مدينة العين الى تلك الدرجة التي اضروا عندها صحفياً بمسؤولياتهم ليتنازلوا عن هدوئهم والتزامهم بضوابط ممارسة المهنة فانهم في ظني غير قادرين على التعايش مع واقعهم المهني.
ألم يخسر منتخب المملكة (بطل العرب) في غضون فترة قصيرة من تحقيقه اللقب العربي بطولة كأس دورة الخليج وهو الذي كان منها قاب قوسين أو أدنى؟!,, ألم يخسر فريق الاتحاد السعودي مؤخراً فرصة نيل اول لقب خارجي في بطولة الاندية العربية مهدراً عوامل قيامها تحت تنظيمه، وعلى ارضه، وبين جماهيره وليست في الامارات وهو الفريق المؤهل؟ ثم تجاوز هذا الاخفاق على نفس الملعب في غضون اسابيع بفوزه بجدارة ببطولة اندية مجلس التعاون لكرة القدم؟,, لكن بصرف النظر عن معالجاتنا الصحفية المنفعلة التي لم توفق كثيراً فان ما يشفع لنا كي نستنكر عروض الهلال في الامارات هو كونه الهلال,, لأننا (لا) ننتظر منه ذلك وهو في الواجهة,, فهل كنا مثلاً سنتحدث هكذا عن الهلال لو كانت الصدارة في منافسات هذه الفترة بيد النصر او الأهلي او الاتحاد او الشباب او الاتفاق؟.
ولكن ايضا اذا كان الهلال لاخفاقه في مباراتين خارجيتين في ظروف غير مواتية فاشلاً هذا الموسم,, فماذا يمكن لمن تجرأ بهذا الوصف أن يصف سائر فرق الدوري السعودي وهي تلاحق بعضها للظفر بأحد المراكز الثلاثة المتبقية وراء الهلال وقد تصدر الجميع في دوري من اقوى مسابقات الدوري في الوطن العربي ان لم يكن اقواها فعلاً؟.
اذا كان المتصدر بفارق قياسي من النقاط فاشلاً,, فماذا لدى الاخوة الواصفين من اوصاف مناسبة للاهلي والشباب والاتحاد فضلاً عن النصر والاتفاق والرياض وبقية الفرق؟,, ولا يقلل التساؤل من احترامنا لجميع هذه الفرق التي تجتهد وتعمل وامامها فرصة واسعة كما لفريق الهلال رغم صدارته.
اما الانطلاق من نتائج تصفيات مجموعة في الامارات للتحدث عن احتمالات مقبلة مع منافسات المربع الذهبي المحلي,, فهو تفحيط يضر باصحابه,, لأن الربط هزيل والقياس هش,, ولا يبرر معالجات تسيء للفريق وتصادر جهوده الماضية,, اما ما يتعلق بوجاهة التخمينات المتحدثة عن مخاطر وضع الفرق في المربع الذهبي، والتذرع بذلك للحط من قدر الفريق,, فمن المؤسف حقاً ان تكون نتيجة لقاء اضافي قادم هي ما يحسم مصير بطولة موسم,, مع احترامي لعشاق الاثارة الذين يبحثون عنها في مباراة اضافية يعطون فيها رابع الفرق فرصة انعاش اخيرة للمغامرة كي يتوج بطلاً للموسم!,, ولو لم يكن الأمر كذلك,, لكان الفريق الهلالي المنفرد بقمة الدوري في وضع تأهب هذه الايام للاحتفال بمناسبة فوزه باللقب كجزاء منصف لجهد موسم!,,وهذا المركز دليل على مستوى اداء الفريق لهذا العام,, فرغم الظروف العامة للفرق المتنافسة (وهو احدها) امتاز الفريق بينها متمكناً من الصعود والتألق والاستمرار,, مع ان من المسلمات عند كل من كابد الميدان ان ليس من السهل لمن وصل للمركز الاول مواصلة النجاح بالنجاح للبقاء في الصدارة كل هذا الوقت,, فينفرد لأسابيع ويعمق انفراده في النهاية بثبات!,, والمسابقة الأساسية في رأيي انتهت,, ونحن على مشارف مسابقة اخرى!,, اما وضع المربع الذهبي فقد كاد الهلال بسببه ان يخسر العام الماضي (جهد الموسم) في مباراته النهائية امام الشباب مع انه كان الفريق الافضل بلا منافس طيلة معظم اسابيع المنافسة!,, وفريق الهلال نفسه فاز من قبل بالبطولة وكان رابعاً في الترتيب وخسرها ايضا وكان متصدراً!,, وهذا شيء وارد,, يتهدد مصير جهده ومصير جهد غيره لاحقاً,, فهكذا هي فلسفة المسابقة بشكلها القائم.
الا ان ذلك كله لا ينسينا الاقرار بوقوع اخطاء هلالية فنية وادارية ولعلها ضارة نافعة قبيل مرحلة تحديد بطل الدوري,, فليس هناك الفريق الذي لا يهزم، او الفريق الذي بلا اخطاء,, لكن اخطاء المربع الذهبي باهظة الثمن لانها مسابقة التتويج!,, وربما هذا هو السبب في استثارة محبي الهلال بين المناسبتين الخارجية والمحلية في ضوء تواضع عروض الفريق ونتائجه في هذا الوقت!,, كما لا ينسينا ذلك كله الاشارة الى اخطاء بعض اللاعبين السلوكية التي لا مبرر لها حتى وان وجدنا في ضغط برنامج الفريق، والتزاماته وضغط المنافسة، واخطاء الحكام المألوفة (ضدهم وضد منافسيهم) فرصاً للتبرير,, فالمنافسة لها بعد وطني وجانب اعلامي، والخبرة الدولية ان لم تستثمر في مثل هذه الظروف والمواقف فمتى يسعنا القول بأننا قادرون على استيعاب فرص التعلم بالخبرة؟,, والخبرة ليست خبرة اللاعب في الملعب فقط,, بل والمدرب والمدير المرافق وادارة النادي,, وكل من ينتسب لنشاط الفريق ويشارك في تحقيق انجازاته ويستفيد من مواكبتها,, وهذا للهلال ولغيره,, فمن لم يتفهم ظروف غيره ويعتبر بها اليوم,, سيضطر مرغماً لتفهمها غداً!.
لن يقلل ما جرى في العين من شأن الهلال، ولن يكون انجازاً في ذاته لمنافسيه,, ولن يمنح عدم توفيقه في مباراتين خارجيتين فرص التصدر لغيره في منافسة الدوري المحلي، ولا يضمن ذلك لغيره موقعاً في المربع الذهبي، ولن يخسر الهلال مكانه في مرحلة الاربعة فرق وقد فاز بأولى بطاقات التأهل اليها,, فأي ضياع يتحدثون عنه، واي فشل عام يعيشه الفريق؟ واي اخفاق صحفي مؤسف عولج به الموقف الهلالي من اصابة العين؟!.
|
|
|