القيم التربوية ,, حضور أم غياب؟ الصورة ليست بهذه القتامة |
سعادة المكرم المشرف على صفحة عزيزتي الجزيرة بجريدة الجزيرة المحترم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأسعد الله اوقاتكم بكل خير دائما وبعد كتب الدكتور عبد العزيز العمر عن التعليم وذلك في العدد 9634 تحت عنوان (من المسئول) ملاحظاته على طلاب إحدى المدارس الثانوية خلال الفسحة الكبيرة كالآتي:
أ) الطلاب يفترشون سجاداتهم ويتناولون افطارهم.
ب) الطلاب يعودون لفصولهم بعد سماعهم الجرس المدرسي.
ج) الطلاب يرمون بقايا افطارهم على الارض.
د)اساءة الطلاب لمقاعدهم الدراسية ولجدران المدرسة ولحركة المرور, وانزعج الدكتور مما شاهده من قيام الطلاب في مؤسسة تربوية برمي بقايا الطعام على الارض والإساءة الى المقاعد الدراسية وجدران المدارس وحركة المرور وأكد انه لوحدث ذلك في مكان غير المدرسة لهان الامر عليه قليلاً ولكن ان تحدث تلك السلوكيات في المدرسة ومن شبا ب نعدهم للمستقبل فهذا امر غير مقبول وغير مبرر ورأى ان تصرفهم هذا يستحق التأمل وان المشكلة هي في القيم التربوية المتدنية التي ادت الى مثل هذه الظواهر المتخلفة ثم استطرد قائلا: لقد بدأت اشك اننا حققنا نجاحاً يذكر في بناء القيم التربوية الاساسية، هذا في جانب التربية اما في جانب التعليم فمازالت الذاكرة كما تعلمون هي الجزء الملتهب نشاطاً في ادمغة الطلاب ووحدة معالجة المعلومات المركزية معطلة حتى اشعار آخر بل مازالت الاختبارات هي الجزء الذي يقود ويوجه العملية التعليمية برمتها .
وقد اقر الدكتور بانه يتعذر تحميل شخص او مؤسسة مسئولية هذا التقصير لشمولية التعليم وتعقيده, ولكن هذا لا يعني عدم مسئولية مؤسساتنا التعليمية عن اي خلل يصيب نظامنا التعليمي والتربوي واكد ان معالجة الخلل لا تقتصر على المؤسسات التعليمية والتربوية فقط ورأى ان مؤسساتنا التعليمية لم تنتظم في خيط واحد مما يعني ان كل مؤسسة تعمل دون تنسيق مع مثيلاتها ومع المؤسسات الاخرى التي تلتقي معها في الاهداف العامة والخاصة ولذلك سوف يطول انتظار الحل لهذه المشكلة ولكن الامل لايزال قائماً.
ويوافق الكثيرون على ما ذهب اليه الدكتور عبد العزيز العمر، لان طموحاتنا يجب ان لا تقف عند حدود, فهذه سمة الكائن الحي وسمة الامم صاحبة الهمم العالية ولعل من اسباب بروز هذه الظواهر واهمها غياب القدوة والتناقض القائم بين بعض ما يدرس في مدارسنا وبين سلوكياتنا, فعدم التزام بعض المربين بالتعليمات والانظمة التي ينادون بها كشرب الدخان وعدم الالتزام بتعليمات المرور والنظافة والمعاملة الحسنة للطلاب ولافراد الاسرة وللجيران وكذلك التناقض بين ما يشاهدونه في التلفاز والدش والمجلات من أمور تتعارض مع مبادىء الدين الحنيف وهذه التناقضات تحدث لدى الكثير من الطلاب اللامبالاة بالقيم والاخلاق والمثل العليا، فيتمردون عليها ولا يلتزمون بها ويبدأ ذلك في المدرسة عند الدخول والخروج وفي الفسح وهذا غيض من فيض, اضف الى ذلك عدم المتابعة الجدية للأبناء والطلاب من اولياء الامور ومن بعض المسئولين في المدارس وغيرها, فولي الامر لا يسأل ابنه لماذا قام بتشويه جدران المدرسة او الحديقة او لماذا قام بتدمير اللوحات الارشادية او الكتابة عليها, وبعض المسئولين لا يكلفون انفسهم تقديم النصيحة او مجازاة من خالف النظام, كل هذه الامور تزيد من عدم إيمان طلابنا بما يجب عليهم تجاه انفسهم وتجاه غيرهم وتجاه مدنهم وقراهم ووطنهم.
ان واجب ولي الامر والمسئول والمعلم ان يكونوا قدوة لأولادهم ولمن حولهم ولمجتمعهم وللعاملين معهم وان يكون ما نتعلمه هو ما نطبقه وان الواجب ان نحافظ على المكتسبات الحضارية التي تحققت خلال الاعوام الماضية وما لم يكن لدينا القدوة قولاً وعملاً فلن تؤدي الاهداف التربوية التي نسعى لتحقيقها الى النتائج المرجوة منها وستبقى معاناتنا في مدارسنا وخارجها.
ان مسئولية تعليم وتربية اولادنا وبناتنا مسئولية كبيرة تشترك فيها اكثر من جهة ولعل دور اولياء الامور من الادوار المهمة في حياة اولادنا وقد واصل الدكتور عبد العزيز العمر في العدد 9644 قائلا: لا نتوقع ان تنمو مهارة التفكير لدى الطلاب عندما يبالغ المعلم في ممارسة دوره السلطوي, الابداع يتطلب مساحة كافية من الامان يتحرك فيها الطالب, لا نتوقع ان ينمو التفكير في بيئة تهيمن عليها الاختبارات وضغط المعلومات, التفكير والابداع لا يتفتحان في بيئة تميل الى اصدار الاحكام والنقد وهذا ما تفعله تماماً الاختبارات عندما تعطى اكثر من حجمها .
وهنا نسأل ما هو دور الجامعات والكليات التي تعد المعلم؟ هل قامت بتعليمه مهارات الاستنتاج والاستنباط والمقارنة والابداع في طرق التدريس وهل سلحت المعلم بالطرق الحديثة لتقويم وتقييم الطلاب في وسائل الاختبارات وكذلك البدائل التي يمكن استخدامها الى جانب الاحتبارات لقياس مدى استفادة الطلاب؟ وهل يشعر طلاب الجامعات بالامان من تسلط بعض الدكاترة وعدم التزامهم بالطرق الحديثة وحضور المحاضرات؟
ومع ذلك فالاختبارات ليست بهذا السوء رغم ان البعض يراها بأنها شر لابد منه, واذا توفرت في الاسئلة الشروط والضوابط الواجب توفرها فسوف تؤدي دورها.
ورغم ما قيل ويقال عن مستوى التعليم الا ان طلابنا المبتعثين للخارج للدراسات الجامعية والعليا في الكثير من الدول المتقدمة اثبتوا قدرة جيدة وبعضهم تفوق على زملائه في تلك البلدان وهذا يعطي انطباعا بان الصورة ليست بهذه القتامة التي يراها البعض، ولكن هذا لا يمنع من تقديم النقد الهادف وطرح الاقتراحات والدراسات وتجارب الاخرين للاستفادة منها.
ففي العالم توجد الكثير من التجارب الناجحة، بعضها قد يصلح للاستفادة منه وبعضها قد لا يصلح للاستفادة منه رغم نجاحه واهميته, فنظام الساعات رغم اهميته، وبخاصة في الدول الاخرى اوقف العمل به في مدارسنا وفي جامعاتنا, فلكل مجتمع ولكل زمان ولكل دراسة وبحث ظروف تختلف من مكان لآخر ومن مجتمع لآخر ومن زمان لزمان ويمكن ان نلخص العوامل التي سوف تساعد على تطوير التعليم وتحسين ادائه لتحقيق الاهداف التربوية التي نسعى اليها وخاصة اننا على ابواب القرن ال (21) في الآتي:
1- تقليل الكم في المناهج والتركيز على الكيف.
2- الاهتمام بمدخلات التعليم في الجامعات ومخرجاته ووضع الضوابط لها وتمديد الدراسة في الجامعات والكليات الى خمس سنوات.
3- اعداد المدرسين ليكونوا قادرين على تعليم الطلاب الاستنتاج والابتكار والابداع والمقارنة واعداد الاختبارات بنفس المستوى والكفاءة.
4- تطوير اداء وكفاءة المدرسين الذين هم على رأس العمل.
5- ان يكون التغيير في المناهج في حينه ولا يتأخر بحيث اذا حصل التغيير نكون في حاجة الى تغيير آخر تمشيا مع التطور الهائل الذي نراه ونلمسه حولنا.
6- تعاون البيت والمدرسة لمصلحة الطالب والطالبة.
7- تقليل اعداد الطلاب في المدارس والفصول الدراسية.
8- تحديد مسئولية ضعف المدخلات والمخرجات في الكليات والجامعات.
9- القدوة الحسنة في البيت والمدرسة والمجتمع.
10- ايجاد تخصص لمدرسي الفصول الدنيا.
11- الاهتمام والتركيز على التعليم في القاعدة (المرحلة الابتدائية).
12- فتح المزيد من رياض الاطفال وحث اولياء الامور بادخال اولادهم وبناتهم فيها.
13- الاهتمام بالوسائل والتقنيات الحديثة في جميع المدارس والتدريب عليها.
14- الاهتمام بالنشاط الطلابي وخاصة النشاط العلمي.
15- التركيز على دور الارشاد الطلابي لتحديد التخصص للطلاب.
16- الاهتمام بالموهبة والموهوبين في مدارسنا وجامعاتنا.
17- ايجاد المزيد من الفرص امام حملة الشهادة الثانوية ليلتحق كل طالب وطالبة في التخصص الذي يرغبه ويحتاجه المجتمع.
18 - ان تقوم الجامعات والكليات بدراسة احتياجات المجتمع من التخصصات.
محمد صالح الداود
الطائف - الشرفية
|
|
|