رأي الجزيرة تهديدات الناتو الجوفاء ليوغوسلافيا |
يوم 15 مارس الجاري، اي بعد احد عشر يوماً - اعتباراً من اليوم - سيجتمع شمل اطراف ازمة اقليم كوسوفو مرة اخرى في ضاحية رامبوييه قرب العاصمة الفرنسية ليروا ماذا حققوا من تقدم باتجاه التسوية السياسية لأزمة الاقليم ذي الاغلبية المسلمة من سكانه؟
وأطراف القضية هم:
1 - حكومة ما تبقى من يوغسلافيا السابقة بقيادة ميلوسيفيتش.
2 - ممثلو السكان الالبان في الاقليم.
3 - مجموعة الاتصال الدولية السداسية.
ونخشى انه لن يحين ذلك الموعد إلا ويكون الصرب قد انجزوا مهمة تصفية جيش تحرير كوسوفو، وقضوا على اي مقاومة مشروعة من اجل هدف الحكم الذاتي الموسع الذي اعلن الزعماء السياسيون لجيش التحرير قبولهم له واستعدادهم للتوقيع على اتفاقه.
وحتى امس فإن الجيش اليوغوسلافي الصربي لم تتوقف عملياته العسكرية في انحاء الاقليم ضد جيوب المقاومة، كما ان امدادات بلغراد للجيش اليوغوسلافي في كوسوفو لم تنقطع من حيث الاسلحة والذخيرة والعتاد الحربي والمؤن للجنود.
وحتى امس - ايضاً - فان تهديدات حلف الناتو باللجوء للخيار العسكري ضد يوغوسلافيا اذا ما واصلت عملياتها العسكرية ضد سكان الاقليم ما زالت - التهديدات - مستمرة وآخرها كان بلسان وليام كوهين وزير الدفاع الامريكي الذي قال: (اننا نكثف جهودنا الدبلوماسية مع الخيار العسكري انطلاقاً من احتمال ان يواصل سلوبودان ميلوسيفيتش رئيس يوغوسلافيا محاولاته القيام بأعمال عسكرية ضد قرويين ابرياء).
وفي الواقع ان ميلوسيفيتش لا يقوم فقط بمجرد محاولات وانما يمارس اعمالاً عسكرية ميدانية في الاقليم ضد جيش التحرير وضد القرويين الابرياء الذين يتشرد ويهيم على وجهه مَن ينجو من الموت برصاص الجيش الصربي.
وامس قالت وكالات الانباء في تقريرها من بريشتينا عاصمة كوسوفو: (يدور قتال عنيف في اقليم كوسوفو بين القوات الصربية والمقاتلين من اصل الباني رغم الجهود المبذولة حالياً لابرام اتفاق السلام في الاقليم, وان القوات الصربية تواصل قصف القرى الالبانية في الاقليم الواقعة قرب الحدود مع جمهورية مقدونيا.
ومع تواصل هذا القتال من جانب الجيش اليوغوسلافي ضد السكان الالبان في كوسوفو فإن حلف الناتو لم يحرك ساكناً لا على مستوى رئاسته او على مستوى امانته العامة علماً بان الامين العام للحلف لديه التفويض باصدار امر توجيه ضربات جوية ضد يوغوسلافيا اذا واصلت عملياتها العسكرية في الاقليم.
ولكنه - الامين العام للحلف - لم يستخدم هذا التفويض الامر الذي يجعلنا نزداد اقتناعاً بأن تهديدات الحلف ليوغسلافيا جوفاء لمجرد ذر الرماد في العيون ودفع تهمة الانحياز للصرب ضد السكان المسلمين ما لم يكن الامر تواطؤاً من جانب الحلف مع الصرب اليوغوسلاف لكسر شوكة المقاومة الوطنية التي فجرتها ارادة الحرية وطلبها من جانب الالبان المسلمين مهما كانت التضحيات او غلا الثمن لتحقيق الهدف.
الجزيرة
|
|
|