*حوار : منيف بن خضير
منذ ان اغلقت الجامعة ابواب السكن المجاني للطلاب المغتربين والطلاب يعيشون حالة من الشتات والذهول, وعملاً بالمثل القائل:مصائب قوم عند قوم فوائد استقبل اصحاب العقار خبر القرار بفرحة عارمة,, فاصبحوا يفرضون شروطهم واسعارهم على الطلاب المغلوبين على امرهم,.
كيف استقبل الطلاب هذا القرار الذي يقضي بمنعهم من السكن الجامعي؟
وهل اثر هذا القرار على مستواهم التحصيلي؟! وهل ثمة علاقة بين تسرب الطلاب من الجامعة وعدم وجود سكن مجاني؟!
كل هذه الاسئلة,, وغيرها من الهموم الجامعية الاخرى تطالعون اجابتها في هذا التحقيق التالي:
القرار,, مفاجأة لنا!!
في البداية سألنا مجموعة من طلاب جامعة الملك سعود وجامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية عن كيفية استقبالهم لقرار اغلاق السكن المجاني في وجوههم حيث قال:الطالب/ ثامر بن هايل المهوس الشمري (جامعة الإمام محمد بن سعود): هذا القرار كان مفاجأة لي واعتبرته صدمة حقيقية, فالسكن الجامعي مهم جداً للطلاب وهو من اسباب التحاق الطلاب بالجامعة وهو افضل بكثير من السكن خارج الجامعة نظراً لوجود الهدوء التام داخل الحرم الجامعي.
ويضيف الشمري: ومعظم زملائي (من مناطق مختلفة من المملكة) يسكنون في شقق سكنية خارج الجامعة وتبعد كثيراً عنها ومعظمهم ليس لديه وسيلة مواصلات فيضطر الى التطفل مع سيارات زملائه او الذهاب بواسطة سيارات الاجرة (الليموزين) مما يتسبب في نزيف مستمر للاموال!!
*الطالب/ مبارك الحريري (طالب في جامعة الملك سعود) قال: انا من طلاب دفعة 1417ه وهذه الدفعة الاولى التي اغلق بوجهها السكن الجامعي, ولقد حاولت بشتى الوسائل الحصول على سكن ولكن دون فائدة.
ولقد اخبرونا في البداية انهم يقومون بعمل صيانة للسكن وسيتم توفير سكن بديل,, ولكن!! لا اقول الا حسبنا الله ونعم الوكيل!! فقد ضاقت بي الارض بما رحبت وعضضت اصابع الندم وفكرت جدياً بترك الجامعة, ولكني صبّرت نفسي وسكنت بشقة (غرفة واحدة)لوحدي, ولم يعد يبقى لي الا سيارتي التي تحولت الى ليموزين مجاني للاصدقاء المغتربين!!
*اندهشت واقلقني الخبر هكذا بدأ الطالب/ خالد بن حسن الفيفي كلية التربية جامعة الملك سعود، حديثه عن الموضوع ويضيف: كنت اعتبر السكن الجامعي اهم عامل في رفع مستوى التحصيل العلمي للطلاب, وحالياً انا اسكن عند احد الاقرباء (خال من الرضاعة)واحمد الله انه لدي سيارة توصلني للجامعة اما بعض زملائي فقد وقع فريسة لجشع سيارات الاجرة.
*اما الطالب/ شلاش بن مرزوق الشمري (كلية الآداب- جامعة الملك سعود)فقال: اغلق السكن في وجه الطلاب المستجدين للدفعة التي تسبقنا بسنة وقد كان القرار غريباً كالضربة القاصمة للمغتربين من الطلاب امثالنا, وكان القرار اول عقبة واجهتنا بطريقنا الجامعي, واسكن حالياً بحي المروج وليس لدي سيارة واحيانا اذهب بسيارة صديقي واذا تضاربت مواعيد المحاضرة اذهب بسيارة اجرة وهذا يكلفني الكثير!!
*الطالب/ فايز بن زايد الاكلبي كلية اللغات والترجمة قال: فكرت فعلياً بترك الجامعة والتخلي عن الدراسة, حتى فرج الله مشكلتي!!
أصبحنا عبئاً اقتصادياً على عائلاتنا
*أما الطالب/ احمد العنزي فقال: فعلاً اصبحنا عبئاً على عائلاتنا لكثرة مصاريفنا المالية وليس لعائلتي حديث غير هذا الموضوع المفاجىء!!
*ويرى الطالب/ ثامر بن هايل الشمري ان الطالب الجامعي اصبح هماً ثقيلاً على العائلات من ذوي الدخل المحدود حيث قال إن عائلاتنا تتضايق كثيراً من مصاريفنا, ونحن نصبّر بعضنا على هذه الحالة بانتظار الفرج,وبأنتظر انتظام المكافأة الشهرية.
*ويقول الطالب مبارك الحريري يجب ان يعي المسؤول ذلك فعائلتي جاملتني كثيراً,, ولكن الى متى؟!
*ويوافق الطالب/ موسى بن جابر الفيفي(جامعة الملك سعود) زملاءه في الرأي حيث يقول: بكل تأكيد اصبحت عبئاً وهماً على عائلتي لان ابي دخله محدود وقليل, والاحظ تذمر عائلتي من مصروفاتي ولكن يحدوهم الامل بان اتخرج واساعدهم في مصاريف المنزل حتى ان بعض الطلاب ينخرطون في الوظائف التي لاتتناسب وامكاناتهم بسبب مصاريف الجامعة المرتفعة.
كذلك لاننسى مشكلة الجداول الدراسية,, هكذا يقول الطالب الشمري، ففي الآونة الاخيرة شهدت الجامعة عشوائية في وضع الجداول فتجد انك تقضي يومك كاملاً في الجامعة علماً بانه توجد فترات فراغ مملة بين المحاضرات, وهناك جداول تبدأ من الساعة 8 صباحاً وتنتهي في الخامسة عصراً, ويضيف الشمري: انني اناشد المسئولين في الجامعة بصرف المكافاة في وقتها على الاقل لتساعدنا على مصاريف الاكل والشرب والملابس, ونساعد اهلنا قليلاً!!
*وحول الجدول الدراسي يقول مبارك الحريري: يمكن ان تدرس من 7صباحاً حتى8 مساء في يوم واحد ويكن ان تتفرق ساعات المحاضرة وتجد الطالب من الصباح حتى المساء في الكلية لاحول له ولاقوة! ويضيف القول ان معظمنا ينامون في مسجد الكلية في انتظار محاضرة تأتي بعد ساعتين!!
السكن المجاني
* وعن حل مشكلة السكن يقول الطالب/ شلاش الشمري: الحل هو بايجاد السكن فهو كفيل بالقضاء على بقية المشاكل الاخرى, واقترح ان يوفروا السكن للمغتربين فقط ولو كان ذلك باسعار رمزية (100ريال او 200ريال)شهرياً, وخصوصاً وان الطلاب القدامى اذا تخرجوا يبقى مكانهم خالياً فلماذا يغلقون السكن اذن؟!
ووافقه في الرأي زميله الطالب/ موسى الفيفي قائلاً: نعم الحل في السكن واعرف طالباً من زملائي اجتاز اختبار القبول والمقابلة الشخصية ولم يكمل بسبب عدم وجود سكن!! ولوكان بإيجار رمزي .
وختاماً,.
تشابهت هموم الطالب الجامعي,, عدم توفر سكن مجاني، المواصلات، كثرة المصاريف، كثرة المقررات وعدم توفر معظمها في مكتبة الجامعة، تضارب مواعيد الجدول الدراسي,.
وتشابهت آراؤهم كذلك حول الحلول,, توفير السكن المجاني او على الاقل توفير المواصلات المجانية,, فتح باب الانتساب، انتظام المكافأة الشهرية,.
حينما يصرخ الطالب الجامعي: اريد سكناً؟! ترى ماهو رد المسؤول؟!