قضية للنقاش ثورة النساء في إسرائيل رضا محمد لاري |
تحاول اسرائيل اختلاق ازمة جديدة مع الاردن لتصرف انظار الشارع الاسرائيلي عن ادوار حزب الله الذي ضربها بقوة في ارنون حتى اخرجها منها، واعلن انه سيواصل زحفه البشرى على بقية اراضي الجنوب اللبناني المحتلة حتى يحررها من الاستعمار الاسرائيلي الذي استمر عليها لمدة سبع عشرة سنة 82/1999م.
عدد الضحايا اليهود فوق ارض ارنون اثار عاصفة المعارضة للحكم، في داخل الكنيسيت التي اخذت تسال عن اسباب البقاء في جنوب لبنان ودوافع الاحتلال لمدينة ارنون، وفي الشارع بثورة النساء اللاتي اخذن يطالبن بالانسحاب الفوري من الجنوب اللبناني حفاظاً على الابناء الذين ترسلهم الحكومة الى الموت بدون مبرر لان لبنان ليست من ارض الميعاد، ولان الامن الاسرائيلي لايتطلب الوجود العسكري على الارض اللبنانية.
عجز بنيامين نتنياهو ان يواجه المعارضة في داخل البرلمان، وطلب ديفيد ليفي من حزب تجمع الليكود اختيار مرشح جديد له لرئاسة الوزارة القادمة لان الرئيس الحالي اصبح غير مؤهل للترشيح لها بعد ان تجاوز صلاحياته باحتلاله لمدينة ارنون اللبنانية وعدم قدرته على تقديم الاسباب لهذا الغزو الذي كلف البلاد اموالا طائلة وخسارة في ارواح كثير من الجند كان من بينهم قائد عسكري الجنرال اريز جربشتاين.
طالب النساء في ثورتهن بالشارع الاسرائيلي اسقاط الوزارة الحالية وتقديم رئيسها بنيامين نتنياهو الى المحاكمة بتهمة ارسال الشباب للموت في الجنوب اللبناني بدون مبرر ديني وبدون دافع امني مما يجعل قتلهم على يد حزب الله جريمة كان السبب فيها من ارسلهم الى ارض لا علاقة لاسرائيل بها.
لم يستطع رئيس الوزارة بنيامين نتنياهو مواجهة ثورة النساء في اسرائيل حتى وهو متحصن في استديوهات الاذاعة والتلفزيون، فاناب عنه وزير خارجيته اريل شارون لالقاء خطاب الحكومة عما حدث في ارنون، الذي قال فيه ان الاستراتيجية الامنية التي تسعى اليها الحكومة فرضت عليها ضم ارنون الى الشريط الحدودي في الجنوب اللبناني بعد ان لاحظت تسرب الفدائيين الارهابين الى داخل اسرائيل من بوابة ارنون واردنا اغلاق هذه البوابة بوضع حراستنا المباشرة عليها.
واصل اريل شارون حديثه عبر شاشة التلفزيون الاسرائيلي بان اسرائيل وضعت خطة عسكرية محكمة لتأديب لبنان من ناحية وسحق حزب الله من ناحية اخرى وكل الذي تطالب به الحكومة فسحة من الوقت حتى تختار الوقت المناسب لضرب لبنان وسحق حزب الله.
هذا الخطاب الذي قصد به تهدئة النساء الثائرات في شوارع اسرائيل ادى الى نتائج عكسية لانه ضاعف من ثورتهن لانه يصر على ارسال المزيد من الابناء والبنات الى الموت في لبنان في حملة عسكرية انتقامية ضد حزب الله والبلد الذي يستضيفه في الوقت الذي يطالبن فيه بوقف الاعمال العسكرية ضد لبنان ورجال المقاومة فيه بالانسحاب الفوري من الجنوب اللبناني.
وجن جنون النساء الثائرات عندما عرفن بان خطة الهجوم الكاملة على لبنان قد سرقت من فوق مكتب وزير الدفاع الاسرائيلي موشي ارينز من قبل رجال منتمين الى حزب الله فصعدن الخوف من موت الابناء اذا اقدمت اسرائيل بتنفيذ حملتها الانتقامية ضد لبنان بعد افتضاح امرها بسرقة الخطة الموضوعه لها.
ظهر على التلفزيون الاسرائيلي موشى ارينز ليقول بان اسرائيل ستبدل من خطتها الهجومية على لبنان بعد اكتشاف سرقتها وبالتالي فالخوف الذي يسيطر على قلوب الامهات خوف عاطفي لايستند الى المنطق الذي يفرض علينا الحفاظ على هيبة اسرائيل في داخل الاقليم ويلزم جند اسرائيل بالطاعة للاوامر الصادرة اليهم لتكون كلمة اسرائيل هي العليا من مواطن قدراتها القتالية المتفوقة.
اخذت اصوات النساء الثائرات في الشارع الاسرائيلي ترتفع بالاحتجاج على ماقاله وزير الدفاع موشى ارينز الذي كان عليه ان يستقيل لاهماله لمكتبه الى الدرجة التي جعلت الاعداء يخترقون حرمته وبدلاً من ان يقدم استقالته بسبب هذا الاهمال اعلن عن اعداد خطة جديدة لضرب لبنان دون ان يقدم لنا الضمانات التي تمنع الوصول اليها مرة اخرى من حزب الله.
وتواصل النساء ثورتهن قائلات اذا كان لابد من الحرب الانتقامية من لبنان فليذهب رئيس الوزارة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع موشي ارينز وغيرهما من اعضاء الحكومة الاسرائيلية الى القتال، اما نحن وابناؤنا فاننا هاهنا قاعدون لن نرسل بانفسنا وابنائنا الى الموت بايدينا وانما سنحارب بجلد اسناننا الى اخر قطرة دم لنمنع ابناءنا وبناتنا من الحرب في لبنان حتى نحميهم من موت محقق على يدر جال ونساء من حزب الله.
واعلنت النساء الثائرات في بيان صادر عنهن بأن الوزارة الحالية عليها ان تستقيل فان لم تستقل فاننا سنعمل على اسقاط بنيامين نتنياهو في الانتخابات القادمة لاخراجه من السلطة ليس فقط بالاصوات النسائية وانما ايضا بالاصوات التي تخضع لنفوذ النساء، هذا القول من النساء الثائرات يذكرنا بالمثل اليهودي القائل اذا تصادم الرجل مع المرأة فاما ان تنتصر المرأة واما ان يهزم الرجل وهذا يجعل المرأة الاسرائيلية قادرة على حكم اصوات من حولها من الرجال وهي ستوظف هذه القدرة لاسقاط بنيامين نتنياهو من موقعه في السلطة وتوجيه الاصوات الى رجل يقبل مسبقاً بالانسحاب العسكري من لبنان حفاظاً على ارواح شباب اسرائيل.
في وسط هذه الازمة اعلن رئيس الوزارة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو بان الاردن سيقف مع العراق في حالة دخول بغداد حربا ضد اسرائيل، وهي ازمة مصطنعة اريد بها مواجهة الازمة الحقيقة في داخل اسرائيل، وحتى يلملم ما فعله مع الاردن طار في نفس يوم تصريحه الى عمان بطائرة مروحية هيلوكبتر ليخفف من حدة التوتر بين البلدين الذي سببه قوله الباطل ليدحض به واقعا فعليا من التوتر قائما في داخل بلده بثورة النساء .
تقول النساء الثائرات ان الخدعة التي حاول ان يشيعها بيننا بنيامين نتنياهو لاتنطلي علينا لان قدرات العراق الحالية عاجزة عن الدخول في مواجهة عسكرية ضد اسرائيل او غيرها من دول الاقليم لان امريكا تقف لبغداد بالمرصاد بصورة شلت تحركها السياسي الاقليمي والدولي، وقضت تماماً على تصرفاتها العسكرية الاقليمية والدولية بقصقصة اجنحتها القتالية الذي يقوم معه احتمال عجزها العسكري في داخل اقليمها خصوصا في ظل التخطيط الرامي الى تمكين المعارضة في الداخل من الثورة على النظام القائم في بغداد.
تؤكد النساء الاسرائيليات الثائرات في الشوارع الاسرائيلية ان بنيامين نتنياهو اراد بهذا الافك الذي اطلقه ان يفرض علينا القتال والاستعداد له لمواجهة احتمالات الحرب مع العراق حتى يوظف هذا الاستعداد القتالي في قتال حزب الله على ارض لبنان رغم انف الشعب الرافض بكل فئاته وطبقاته البقاء في الجنوب اللبناني سلماً اوحربا لانه ثبت له ان هذه الارض اللبنانية اصبحت مقبرة للعسكر الاسرائيليين الذين هم ابناؤنا وبناتنا.
وتتوصل نساء اسرائيل الثائرات بان رئيس الوزارة الحالي بنيامين نتنياهو رجل كذاب بصورة علنية بحنثه للوعود والتنكر لتوقيعه الذي يلزمه بما تعهد به، ويسعى دائماً الى خلق المبررات الوهمية لاثارة التوتر وعدم الاستقرار ليفرض مايريد على المسارات السلمية مع الجيران العرب.
ان الشعب الاسرائيلي يرفض تماماً هذه البلطجة السياسية في داخل بلاده وسيعمل على كسر غطرسته وغروره لانه يرفض ان تكون الزعامة في اسرائيل مستندة الى العدوانية والتطرف ويطالب بان تكون الزعامة مرتكزة على ارادة الجماهير سواء كانت هذه الارادة تدعو الى الحرب او تجنح الى السلم.
اريد ان اقول ان ما حققه العمل النضالي للطلاب في مدينة ارنون اللبنانية يتطلب بالحاح اليوم اعادة ترتيب البيت الاسرائيلي ليتقابل مع المناخ الاقليمي.
|
|
|