تلميحة |
اود ان اجد اجابة عن سؤال مازال يتردد في ذاكرتي ويصل بي الى الارق في كثير من الاحيان خصوصا اذا كنت عائدا من معرض لمسابقة لم يكن التحكيم - كما يطلق عليه - قد وفق فيه، تلك الاجابة تتعلق بالسؤال الاصل: هل كلمة تحكيم او محكمين تنطبق على اللجان التي تكلف باختيار الاعمال المستحقة للفوز في اي مسابقة - ام ان مسمى لجنة (اختيار) هي الاصح؟ لا ادري ولكني احبذ الاخيرة.
فالاولى كأني بها مرتبطة بفريقين في المصارعة او لعبة كرة قدم وخلافهما - يتقابل فيها الخصوم الند بالند وبنفس العدد والعدة وهذا لا ينسجم مع العمل او الاعمال الفنية نتيجة لتنوع الاساليب والطرح والتقنية,, اما ما يهمني كثيرا ويهم الغالبية ان لم يكن الجميع هو المتعلق بذلك التحكيم او كيفية الاختيار.
فما هي الاسس التي بني عليها اختيار اللجان؟.
وما هي المعايير التي بنى عليها اولئك المحكمون اختيار الاعمال الفائزة؟.
اما العجيب في الامر في هذه او تلك اللجان ان من اختير لها اما انه احد الفنانين المساهمين في المعارض ومنها ما يتم تحكيمه وهذا امر يخالف نظام التحكيم او انه يستبعد في هذا المعرض ويشارك في غيره بالتناوب مع من يخلفه في اللجنة او ان عضو تلك اللجنة ليس له اي اثر في الحركة التشكيلية وليس له في سجلاتها اي عمل يؤكد قدراته الابداعية لتكون مصدر ثقة للاخرين.
ان تحكيم او اختيار الاعمال الفائزة في اي معرض مرحلة هامة من مراحل بناء القاعدة المستقبلية للفن التشكيلي ومسؤولية كبيرة لتحديد النوعية المتميزة في هذا المجال ولهذا فما يتم لا يتعدى تحصيل حاصل وفرز اعمال لمنحها جوائز المعرض ومن ثم اغلاق المحاضر وكتابة التقرير الشاهد على انجاز معرض ادرج ضمن خطة سنوية دون النظر الى الابعاد والاهداف التي وضعت من اجلها تلك المعارض وتلك المسابقات, ومن المؤسف جدا ألا نسمع يوما ان احدى تلك اللجان قد اقترحت حجب الجائزة الاولى في اي معرض يقام وتدعى لتحكيمه بقدر ما تجد تكرار اختيار الاسماء والاعمال,, وهنا يحكم الاستدلال على ان الامر لا يتعدى تحصيل حاصل - كما قلنا سابقا-.
وليسمح لي الزملاء ان اقترب اكثر لطرح التساؤل واقول: ماهو تأثيركم على الحركة التشكيلية وهل انتم بالفعل مقتنعون بما تحكمونه وتمنحونه المراكز الاولى او حتى بقية الجوائز.
لقد طالبت كثيرا ومطالبتي مبعثها الحرص على هذا الابداع الذي تلبسني ولبسته كماتلبس غيري من محبيه على مدى ثمانية وعشرين عاما اقول لقد طالبت ومازلت اطالب بان تحجب الجوائز التي لم يصل الى تحقيقها ما يتم المشاركة به كما أطالب بإلغاء معرض كامل ان لم يمثل المستوى اللائق باقامته ودعوة كبار المسؤولين له فالجمهور اصبح اكثر وعيا واصبح بامكان اي فرد الاطلاع على المعارض العالمية بمجرد ضغط زر (الريموت).
محمد المنيف
|
|
|