رحم الله أبا فلاح
|
عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
في ظهر يوم السبت 1419/10/27ه انتقل الى جوار ربه الشيخ متعب بن تركي بن محيا رئيس مركز
ساجر التابع لمحافظة الدوادمي بعد عمر حافل بالعطاء والمواقف الجليلة لخدمة الوطن وأبنائه,
عاش شاباً متعلماً ومثقفاً ومات في قمة العطاء, وكان لوفاته حزن مطبق على ساجر حاضرة وبادية
وكافة قرى وهجر منطقة السر لما يحظى به من محبة كبيرة في نفوس الجميع وما ادل على ذلك من
تدفق جموع المشيعين والمعزين وفي مقدمتهم اصحاب السمو الامراء سلطان بن محمد بن سعود وفيصل
بن سعود وسلطان بن سعود الكبير ومعالي الشيخ ناصر الشثري المستشار بالديوان الملكي, ومدينة
ساجر,, هذه المدينة الوادعة التي تطورت بشكل مذهل، ستتذكر اميرها الشيخ متعب وبصماته
الواضحة، واهلها سيتذكرون ماحيوا جهود الفقيد الذي عايشهم منذ كان شاباً ومسؤولا عنهم وعن
مدينتهم حتى تمكن بفضل دعم حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو امير منطقة الرياض من تطويرها
وايجاد المخططات السكنية وتوزيعها على المواطنين والنهوض بالزراعة حتى اصبحت المشاريع
الزراعية بساجر بالمئات والشركات الزراعية بالعشرت,, اضافة الى ذلك كان للفقيد مناقب
اجتماعية اخرى لا يمكن حصرها في اسطر قليلة، فهو محب لفعل الخير وللوقوف مع من يحتاج, روى لي
احد الوافدين المسؤول عن عمالة مزارعه فقال انه قدم مسير رواتب العمالة وفيه خصومات عليهم
نتيجة تقصير منهم واتلاف بعض الاشياء فغضب عليه وامره بصرف كامل الرواتب وامر لهم بزيادة
وقال للمسؤول ما هو ردك لو كنت من ضمنهم ، هؤلاء يكافحون للصرف على اسرهم فلا يجب ان نبخسهم
حقوقهم, وروي عنه انه عندما كان في مرحلة من التعليم وحضرت لجنة الاختبارات الى ساجر وبما
انه ابن الامير كان مؤدباً في حضوره وانصرافه من الامتحان مثال الطالب المنضبط المستقيم وكان
يتلافى الحديث مع اعضاء اللجنة خوفاً من احراجهم كونه إبن امير المدينة وبعد نهاية عمل
اللجنة قام بدعوتهم واكرامهم بمنزله وشرح لهم اسباب عدم دعوته لتكريمهم في بداية وصولهم حتى
لا يحرجهم او تفهم الدعوة انها لإعطائه رعاية خاصة اثناء ايام الاختبارات,
وهذا الموقف ينم عن قدر كبير من الحس الفطن والنبل والتحضر الذي امتاز به رحمه الله منذ
عنفوانه, كانت شخصيته مثار جدل بين الناس لما تمتاز به من خلق وثقافة ودراية ونباهة مبكرة
ساعدت على احتواء الكثير من الامور التي تهم جماعته وايجاد الحلول لبعضها وانهاء بعض
النزاعات بالطرق الودية المحببة للنفوس ولقد كان لي شرف الجلوس معه والاستماع لحديثه الشيق
عندما كنت برفقة سعادة امير شقراء السابق الاستاذ سليمان البهلال وكذلك محافظ شقراء سابقاً
الاستاذ محمد الماضي وكنت انصت لأحاديثه المتنوعة وتحليلاته الصائبة لشتى الامور، ورأيت
فيه رجاحة الرأي وكرم الاخلاق وثاقب البصيرة منزله يعمر دائماً بمحبيه وضيوفه وقاصديه لقضاء
حوائجهم,
الحديث عن ابي فلاح شيق وممتع لمعرفة بعض جوانب الرجولة والمروءة فيه - رحمه الله - لكنه قد
يجدد بواعث الحزن على فقدان احد اعلام قبيلة عتيبة البارزين والذي تفانى في خدمة دينه ثم
مليكه ووطنه ولكن ما يخفف فاجعة فقده ما تركه من سيرة عطرة ومثل عليا واشقاء وابناء
سيسيرون عليها إن شاء الله, رحمك الله ابا فلاح رحمة واسعة واسكنك فسيح الجنات وغسلك من
الخطايا بالماء والثلج والبرد وأنار قبرك مد بصرك انه بالاجابة جدير,, وعزاؤنا لأشقائك
سائلاً الله ان يلهمهم جميعاً الصبر الجميل (إنا لله وإنا اليه راجعون) والله المستعان,
محمد المسفر
العلاقات العامة-محافظة شقراء
|
|
|