صمت العصافير
أنت والآخرين
|
سقسقة:
العدالة دونما قوة عاجزة والقوة دونما عدالة عاتية
،- حكمة فرنسية -
،* * *
مشكلة الفرد العربي انه لا يعرف حقوقه اولايجيد أخذها وهو في نفس الوقت يجيد اغتصاب حقوق
الآخرين,
وهنا يكمن سر معادلة العدالة حيث ان الفرد لو آمن بحقوقه وحافظ عليها لن يحتاج إلى التفكير
في اغتصاب حقوق الآخرين,
وفي سؤال هام يطرحه الأستاذ هشام شرابي في كتابه مقدمات لدراسة المجتمع العربي اذ يقول:
ماهي السمات الرئيسية للشخصية الاجتماعية التي يتم غرسها في الفرد وهو طفل في المجتمع
العربي؟
يحدد الصفات بالشعور بالعجز، التهرب، الاعتماد على الغير ,
ويذكر حادثتين لهما دلالة خطيرة على دور المجتمع في غرس القيم في الشخصية, ففؤاد عمره ست
سنوات يلعب في الشارع امام منزله واذا به يطرق الباب باكياً ويشتكي لأمه ان ولداً ضربه
وأخذكرته,
الأم تغضب وتظهر ذلك لابنها مقترناً بالشفقة قائلة: انتظر ياولدي حتى يجيء ابوك وسوف يضرب
الولد الشقي ويعيد لك الكرة ,
وفي المقابل هناك طفل امريكي يدعى جون عمره سبع سنوات يعود الى منزله بعد شجار مع صبي
يكبره بأربع سنوات اخذ منه الكرة, فلما اخبر امه عما جرى قالت له: انصحك ان تعود إلى الملعب
وتسترد الكرة منه والا غضب ابوك الذي اشترى لك الكرة ,
ومثلما قال المؤلف اقول إن ايراد المثالين لايعني تفضيلنا لتربية الام الامريكية على
الأم العربية,
ولكن المثالين ايضاح للقيم والاهداف التي تتحكم في المجتمع,
فالام الامريكية تزرع في طفلها القدرة على مواجهة الصعاب,
بينما تزرع الام العربية الخضوع والخنوع والاعتماد على الغير,
اعود الى ما ابتدأت به مقالي من عدم قدرة الفرد العربي على - احترام ذاته ومعرفة حقوقه
والمحافظة عليها,
وهو موضوع شائك يخضع للقيم التربوية التي ينشأ عليها الطفل العربي واهمها سياسة العقاب
المبنية على العقاب الجسدي والاستهزاء ثم دور التعليم في اطاره التقليدي عبر التلقين
الذي هو جزء من ترسيخ مبدأ الاستلام العقلي للمعلومة من قبل الطفل دون مناقشة,
ولست ادعو بالتأكيد إلى اتخاذ سياسة تربوية مشابهة للغرب لكنني ادعو الى العودة الى منهاج
الرسول الكريم في تأسيسه لشخصية المسلم عبر قيم اسلامية قويمة استطاعت ان تؤسس جيلاً
شاباً يعتبر انموذجا للبطولة التي جنت آثارها على مر الزمان,
ناهد باشطح
|
|
|
