،** لن نتحمل غياب,, من زرعوا بداخلنا بذرة بيضاء لغد أجمل,, من تربت أشياؤيا الجميلة البسيطة
على همس مشاعرهم,, وصدق كلماتهم,
لن نستطيع تحمل,, غياب أولئك الذين هم لمصابيحنا الصدئة أحياناً,, والمهملة أحياناً أخرى
لمسة حانية سحرية,, تخرج مارد الحزن,, من داخلنا لا تأمره,, بالرحيل,, بل تعلمه أن يبتسم,,
وأن يتأمل القادم,, فلربما كان أجمل,
لن نستطيع أبداً,, أبداً أن نفاجاً يوماً أن من تعودنا على إنسانية مشاعرهم,, وتعلمنا منهم
كيف لنا أن نحاول أن نكون,, أن مساحاتهم البيضاء ملئت (بخربشة) استطاعت الوصول,, بلا أصول!!،
لن نستطيع أبداً أن نتحمل أن نرى,, أن هنالك من يأمر التاريخ أن يتوقف,, وهو جاهل في معرفة
أن التاريخ يسكننا وإن غاب,, أنه جزء محفور في ذاكرتنا,, لن يجرؤ أحد على تشويهه,
،** من يبقى للتاريخ,, ومن يُبقي التاريخ سوى ذلك الإنسان الذي أضاء مساحة الظلام بعود ثقاب,,
فتهافتت عليه الشموع كي تمارس هي الأخرى,, صلاحية الضياء!!،
من يبقى للتاريخ,, ومن يُبقي التاريخ سوى أولئك الذين ليس مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً
فلمّا أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون 17 البقرة,
،* أطفئت الشموع,,
وأسدل الستار,,
وانتهى التصفيق,,
غادر الحضور,, ففرغت المقاعد,,
فرغت,, الا من ملامح واحدة,, واحدة فقط,, لم تقتنع بإسدال الستار,,
ومنطق التصفيق,,
تلك الملامح رأت أن ذاكرتها امتلأت بالرفض,, الآن تنتهي المشاعر فجأة,, إن تلك الحنجرة التي
غنت بالكلمات لنا,, وعنا,, حتى ملأت أفواهنا بالآهة تلو الأخرى,, ليس من العدل أن نمزق
حبالها الصوتية,, ونتوقف لنحتفل بالقادم بالجديد بالحنجرة الجديدة,, تبت كل تلك الأيادي التي
صفقت يوماً لعود الثقاب,, ثم استدارت,, لتنحني للشموع,, ومنحتها صلاحية الإضاءة,, وإحساس
البقاء,, وزودت أدمغتها بأنها هي الأساس!!،
،** ماذا يمكننا,, أن نعطي,, لمن أعطونا الكثير,, حتى نسوا ان الآخر جزء من طبيعة الحياة؟,
لا شيء، لا نملك أن نعطيهم شيئا,, فمع من احببنا لا نملك إلا مساحات من العجز,, نهرول في لا
مداه ولا نصل!! لا نملك أن نعطيهم شيئا,, لأننا نفكر فقط في إعطائهم كل شيء!!,
ماذا يمكن أن نقول لهم عندما نكتشف أننا لا نملك إلا الكلمات؟
نعم لا نملك إلا الكلمات,, لكنها كلمات كالصمت ترجعنا,, إلا لا مدى العجز,, ولا مفر!!!,
غادة عبدالله الخضير
|
