وراقيات العدد الجديد من (البحرين الثقافية)،
|
صدر العدد الجديد من مجلة (البحرين الثقافية) وقد تضمن العديد من الدراسات والنصوص وحوارا مع
المفكر العربي حسام الالوسي ومن اهم الدراسات:
حدائق المتنبي,, حرائق البياتي، عبدالله السمطي ، اسطورة طرفة، محي الدين اللاذقاني ، قراءة
محمد مفتاح، بشير القمري سقيا لقبر قاسم ، عبدالكريم حسن ، بيان من اجل العقل ام بيان من اجل
الفعل، تركي علي الربيعو,
وفي الترجمة: استهداف لب الحاضر يورجين هبرماس، فن الذات,, كتابة السيرة الذاتية وليم جاس,
مساهمات اللسانيات التحويلية، روبير لافون وفرانسواز غارديز,
وفي التشكيل: ثنائية الستينيات في الفن التشكيلي العربي اسعد عرابي وفي المسرح: اشكالية
التجريب في الفضاء المسرحي، عوني كرومي, اما في باب النصوص فقد احتوى العدد على خيبة امل:
توماس مان، مشهد لقبر الارض: محمد علي شمس الدين، روحي المهاجرة: ريما نتاس فاناجاس,
ما تيسر من حالاتها: الياس فركوح, لهند قمر الفيروز: محمد الطوبي, ايام من قمح من بيان من
اجل العقل ام بيان من اجل الفعل؟ لتركي على الربيعة ونقرأ: تتناهب الخطاب العربي المعاصر في
نهاية قرننا هذا وبالضبط في عقديه الاخيرين (الثمانينيات والتسعينيات) دعوتان الاولى وتحظى
بزخم اعلامي وفكري ومفادها ان نقد العقل هو جزء اساسي واولي من كل مشروع نهضوي,
ويعزي اصحاب هذا الاتجاه تعثر النهضة العربية الى عجزها عن القيام بمراجعة نقدية شاملة للعقل
العربي اما الدعوة الثانية فمفادها ان نقد الفعل هو الباب الذي يتعين علينا الولوج منه
لاعادة تشكيل حياتنا المعاصرة وتوجيه مصيرنا فالعقل من وجهة النظر هذه ليس اكثر من اداة
ابستمولوجية ولم يكن في يوم من الايام غاية في حد ذاته ولا يخفى ان هذه الدعوة تقع على
التضاد مع الجهود الفكرية العديدة التي تمحورت حول العقل واعتبرت غيابه الداء وحضوره الدواء
والتي تنامى في الاونة الاخيرة باتجاه اصدار بيان من اجل العقل العربي والذي يراد له ان يكون
بمثابة بيان من اجل النهضة العربية المرتقبة والتي تجعل من العقل ركيزتها ومرجعيتها,, من
وجهة نظر الجابري ان البحث في العقل العربي كان يجب ان ينطلق القول فيه منذ مائة سنة فنقد
العقل يقع في المتن في المشروع النهضوي اذ تستحيل النهضة بدون العقل وهنا يصح تساؤل الجابري:
هل يمكن بناء نهضة بعقل غير ناهض ، عقل لم يقم بمراجعة شاملة لآلياته ومفاهيمه وتصوراته
ورؤاه؟ فالجابري يعزي وكما اسلفت تعثر المشروع النهضوي الىاهماله نقد العقل وسيضيف لاحقا
عوامل اخرى ساهمت في تعثر المشروع النهضوي العربي حيث نأمل ان نقوم بقراءة للاشكاليات التي
يثيرها في مرة قادمة,
بعكس المحاولات النقدية العديدة التي طالت مشروع الجابري عن العقل وآخرها أطروحة جورج طرابيش
عن (نظرية العقل 1996، والتي راحت تبحث في خصوصية العقل المجرد، اقول بعكس هذا فقد كان
الجابري ومنذ البداية واعيا لاطروحته عن العقل فلم يهم في بحار الفلسفة التقليدية التي توجها
كعنصر الفيلسوف الالماني في بحثه عن (العقل المضيء) فقد كان هدفه واضحا هو البحث عن (العقل
العربي) في اطار (الثقافة العالمة) ان مساعي الباحث والمفكر فهمي جدعان لاصدار بيان من اجل
الفعل يقع على التضاد مع سعي الجابري الى تحرير بيان من اجل العقل وهو يشيد بهذا التضاد
ويؤسس له خاصة واننا نلمس في هذا التضاد استمراراً لردود الفعل التي أثارها كتاب الجابري
الموسوم ب(المثقفون في الحضارة العربية) 1996م والذي قيل عنه انه قد استقى مادته بالجملة من
كتاب فهمي جدعان الموسوم ب(المحنة: بحث في جدلية الديني والسياسي في الاسلام) وهذا بالرغم من
اشارة الجابري الى ذلك في صفحات كتابه,, منذ البداية يعلن جدعان انه يقف على الارضية التي
تقع على التضاد من الرؤية الطوباوية على حد تعبيره والتي تتوهم ان اصلاح العقل يحمل معه
بالضرورة اصلاح الفعل, وهنا يتساءل جدعان : كيف يمكن تعليل المفارقة بين القول والعمل والتي
اصبحت ظاهرة كبيرة ومخيفة في حياتنا العربية وعلى جميع المستويات؟ في سعيه الى تفنيد مزاعم
اصحاب المشروعات العقلية بنزعتها الطوباوية وفي اطار دعوته الى طرح تميمة العقل من حول
رقابنا يتبنى جدعان منهجا انثربولوجيا في سعيه الى بيان من اجل الفعل,
فمن وجهة نظر جدعان ان للموقع احكاما اخرى وهو يكذب تكذيبا قاطعا ان يكون العقل هو السيد
المطاع في حلبة الفعل ومن وجهة نظره ايضا انه بالرغم من عظمة العقل ومجده في القطاع التقني
او الذرائعي الا ان يده تظل مغلولة وقصيرة في قطاع الفعل الانساني وهو اداة استمولوجية في
افضل حالاته يمكن استخدامها للخير او الشر على السواء,
|
|
|