أما بعد
مستصغرات الشرر
|
مررت منذ فترة بتجربة لقنتني درسا مهما في الحيطة والحذر واتخاذ الأسباب ثم الاتكال على الله
في كل حال، ذلكم ان احد أطفالي اصلحه الله كان يركب معي في مقدمة خردتنا العزيزة، سيارتنا
أو ان صح فهي بقية من سيارة كانت ذات يوم محل فخري ولكني مازلت أقدرها ووفيا لها,, غمز طفلي
أحد الازرة عابثا دون علمي وهو الزر الذي يشغل مذيب الثلج على الزجاج وما هي إلا دقيقة أو
دقيقتان حسب تقديري وافادته المتناقضة كطفل مرتبك، وكان ما يسمى الفيوز من النوع الذي لا
يتناسب وفصل التيار لوجود خلل في كهرباء السيارة فاحترقت المقدمة الأمامية وعندما فتحت الباب
لانقاذ الطفل أولا دخل المزيد من الأوكسجين فزاد اللهب وتذكرت ان تحت الكرسي الذي اجلس عليه
شيء اسمه طفاية الحريق وهي للأمانة بحجم كف اليد ولكن ولله الحمد كان مفعولها اكيداً فانطفأت
النار خلال جزء من الدقيقة بتوفيق من الله وبفضل هذه الطفاية التي ان شاهدتها تحتقرها ولكنها
كانت سببا ببقاء ما يسمى سيارتي على قيد الوجود تسير بنا الى الآن وتنقلنا وهي صامدة مثابرة
لا تشتكي إلا من بعض المسائل المعتادة لمثلها,, وبعد ساعات توجهت الى محل بيع طفايات الحريق
واشتريت واحدة بحجم مناسب للسيارة واثنتين مناسبتين للمنزل، وخاصة للمطبخ، وبمواصفات تختلف
فهناك طفاية البودرة وطفاية الغاز المضاد للنيران وهذه المعلومات لم أعرفها إلا عند صاحب
المحل الذي أخذ يشرح لي مميزاتها,
وبادرت بتدريب أم العيال والعيال كما دربني صاحب المحل وكان ذلك في مكان مناسب من المنزل
ونجحوا جميعا وتخرجوا من الدورة التدريبية بتقدير ممتاز,, طبعا المسألة تعود للمدرب القدير
الذي تدرب قبلهم بفترة تقدر بساعتين فقط,
اخوتي الأعزاء أناشدكم ألا تكونوا مثلي متكاسلين في هذه الأمور والمسائل فوسائل السلامة
متوفرة وما علينا إلا اتخاذ الأسباب وتبرئة الذمة والباقي على الله سبحانه، ثم لنتساءل معا
لماذا لا نعمد الى اتخاذ وسائل الصيانة والسلامة والاحتياطات إلا اذا وقع المحذور وتعرضنا
للخطر الذي ينبهنا لذلك، لماذا لا نتسابق ونبادر الى توفير سبل السلامة في منازلنا درءا
للخطر وللاطمئنان وبعد ذلك نكون معذورين على الأقل أمام أنفسنا، حفظني الله وإياكم من كل سوء,
علي الخزيم
|
|
|
