مقامة كلامية أخبار البوص والبعوض
|
،* ظاهرتان لافتتان في بعض احياء بريدة في الوقت الراهن الاولى ظاهرة انتشار النبات القصبي
،(البوص) في هذه الاحياء، وهو نتيجة طبيعية لارتفاع منسوب المياه الناتج عن عدم قدرة مشاريع
تصريف السيول ومشاريع الصرف الصحي في التخلص من عبء المياه الذي اصاب بعض مواقع المدينة بمرض
الاستسقاء,
وهذه الحالة جعلت بعض الاحياء المنخفضة بيئة مناسبة لنمو وانتشار نبات (البوص) الذي ينتشر
بسرعة هائلة، وهو وسط ملائم لحدوث الحرائق التي اخذت تزداد بمعدلات مرتفعة وتلاحقها فرق
الدفاع المدني في محاولات لاطفائها لكن اسباب حدوثها مرة اخرى باقية ما بقيت حقول القصب
الممتدة!،
كما ان مناطق (البوص) ظلت بيئة صالحة وجيدة لنمو وتكاثر (البعوض) فهي المواقع الاساسية
لتجمعاته كما انه موقع ملائم لحياة الثعابين والحشرات الضارة ووسط مناسب لكل المخاطر الأمنية,
وتضع (البلدية) هذه الايام لوحات على مواقع (البوص) تطلب من مالكي الاراضي ان يحلوا مشكلتهم
ولكن ماذا يستطع هؤلاء ان يصنعوا بعد ان استسلموا لطفح المياه وتملح التربة وفسادها ثم رفعوا
الراية البيضاء (للبوص) الذي غرز رماحه في الارض ليمتص الماء ويصدر البعوض الذي اخذ يغزو
معظم أحياءالمدينة ليقوم بمهمة مص الدماء تاركاً للبوص مهمة مص المياه,ولئن عذرنا (البوص) في
مص مياه الطفح الا ان الطفيلي الآخر (البعوض) لا يعذر في مص دماء الناس,
وقال مزارع حكيم له تجربة حكيمة: لقد اخذت اعلف مواشي المزرعة بحصد (البوص) الاخضر فوجدته من
افضل الاعلاف التي تتغذى عليها المواشي حيث تحسنت حالها وازداد وزنها واني اقترح على البلدية
ان ترسي مناطق (البوص) على متعهد يقوم بحصادالبوص وتحويلة الى اعلاف بنظام آلي حديث فهي
فكرة استثمارية مفيدة وفرصة لتخليص البيئة منه مستقبلاً لان الحصاد المتكرر يضعفه ويقضي على
نموه القوي وهذا اقتراح هام من مزارع مجرب، وتطبيق نظرية هذا المزارع هو الذي سيؤدي الى
الحكم الصحيح عليها(النظرية تصاغ عند التطبيق)!،
وقال مزارع اخر له قطعة زراعية داخل المدينة ارتفع منسوب مياه الطفح فيها الى ما يزيد على
متر من الماء فوق سطح الارض وقد يتضاعف عند هبوط الامطار! يقول قمت بنقل كثبان رملية كبيرة -
على اسلوب نقل جبال الجليد العائمة - كلفتني مئات الالوف من الريالات!
فهل نستطيع ان نطالب اصحاب الاراضي الاخرى الذين ابتلوا بهذه البلوى وفقدت اراضيهم ثمنها في
السوق ان يقوموا بهده المهمة الباهظة الثمن فنجمع عليهم الخسارتين !،
ان الحل الواقع والممكن هو الاسراع بتنفيذ مشاريع تصريف مياه السيول ومشاريع الصرف الصحي
وهما العاملان اللذان سيؤديان بإذن الله الى القضاء تماما على ظاهرة ارتفاع منسوب المياه
وبالتالي القضاء على جميع الآفات الأخرى الناتجة عن تكاثر مواقع الطفح!،
ونعود الى مصاص الدماء (البعوض) لنقول ان مكافحته في الشوارع والتجمعات السكانية هو علاج
للاعراض مع بقاء مواقع تصدير الأعراض سليمة ولذا فان الحل يكمن في مكافحة البعوض ويرقاته في
مواقع تجمعاته حيث المياه الراكدة التي تصدر جيوش البعوض مع غياب الشمس، وخاصة مياه الصرف
الصحي التي تؤسس بحيرات واحواضاً واسعة خلف الرمال الشرقية من احياء (الفايزية والصفراء) حيث
تتأذى هذه الأحياء منها! فهي معسكراته الواقعية اما اسرابه المتقدمة فما اسهل ان تنقطع وتموت
اذا قضينا على مواقع تموينها!،
ولسنا هنا ندعي ان تلك الواحدة من البعوض قد كتب عليها ( البلدية) والا عدنا الى خبر ذلك
المزارع الذي قدم فيه اصحاب الحي السكني المجاور لمزرعته شكوى الى (البلدية) يتهمون فيه
مزرعته بتصديرالبعوض لحيهم، فكتب مدافعا عن نفسه: هل البعوض الذي يهاجمهم مكتوب على جناحه
اسم مزرعتي؟! إن البعوض أمة هائمة في الفضاء وجند من جنود الله، يسلطه الله على من يشاء من
عباده ليريهم ضعفهم وقلة ناصرهم وانعدام حيلتهم !،
ونعود الى البعوض إلى لوحة البلدية التي تدعو اصحاب الاراضي لمراجعة البلدية، فنقول انه من
المقبول كتابة عبارة اخرى بجانبها يشار فيها الى ان هذا الموقع الذي احتله (البوص)بحاجة
سريعة الى معالجة (مسالكه) عن طريق تنفيذ شبكات الصرف الصحي؟ والتخلص من السيول بتخفيض منسوب
الماء فيه والقضاء على الطفح، حيث يتحول البوص بعد ذلك الى هشيم تذروه الرياح فالصحيح في
اللوحة إذن (مطلوب من البلدية ان تراجع الحي) وليس العكس! ذلك لان هذه الاراضي فقدت قيمتها
المعنوية والمادية حينما انعدمت صلاحيتها للزراعة والسكن فلا تسويرها يجدي ولا ردمها
يغني!كما ان (البوص) ليس خصما كامل الاهلية ذا رقم اعتباري في السجل المدني يصح استدعاؤه
بواسطة عنوانه للادعاء عليه ومقاضاته امام ادارة (صحة البيئة) في جهاز البلدية بل هو نبات
طفيلي وجد بيئة غير صحية فتحكم فيها وسكن بها بدون وثائق ملكية,
لقد قال اهل الامثال في قديم الزمان: إن البلاد المخصبة موحلة ولكن الخصوبة ووفرة المياه
وثراء التربة لا يجعل من الحكمة ان نستسلم لمخالفة وتخلف البوص والبعوض في بقائهما غير
النظامي بل علينا ان نكافحهما بالوسائل الممكنة وان نحاصرهما ونقطع المدد عنهما حتى نضمن
بيئة صحية نقية خالية مما يكدر الصفو وينغص الحياة لقد احتلت محافظة (البكيرية) جائزة عالمية
باختيارها ضمن مائة مدينة صحية عالمية،ولعل مدينة (بريدة) تحظى بمثل هذا النصيب في مسابقات
بيئية قادمة!،
عبد الكريم بن صالح الطويان
|
|
|