كحلمٍ طاف بالأمس القريبِ
أتت نورًا على كف الطبيب
مكبلة السواعد في خضوع
ولا تقوى على غير النحيب
وما ذنبٌ أصابت غير حسن
وما جرمٌ سوى خطفِ القلوب
ترى ركْبَ الجَمال بناظريها
ينادي ها هنا خُتمت دروبي
لها عينان لو كانا سعيرا
تهافتت الأنام على الذنوب
تفردتا بحسنهما فبارت
بضاعة كل جارية لعوب
ترى بهما وما بهما نعاسا
ولكن حيلة الطرف المصيب
إن ابتسمَت فبسمتها شفاء
وإن ضحكَت غناء العندليب
وتغضب إن معاذ الله يوما
تأخرنا عليها بالحليب
أراود خطوها فإن استجابت
عصاها القد عن عطف الجُنوب
تكاد الأرض تبسم من خطاها
إذا العثراء تصبو للوثوب
ويشفي قلبي الصادي نداها
متى قبلتها «بابا حبيبي»
وها قد مرت الأيام سهوا
كلص جاز من عين الرقيب
وشبّت طفلة هامت بشمسٍ
كشمسي صافحت كف المغيب
أهذي من قبيل اليوم كانت
تفر من الظلام وتحتمي بي
لحى الله الليالي من غريم
سلوب كم يجور على سليب
وحسبك شاهدا فود قديم
وقد عاثت به كف المشيب
سأغزل منه للحسناء ثوبا
تُزف به لمن نادت حبيبي
فكل فراشة يوما ستمضي
وتترك بيتها فوق العسيب
وتبقى طفلتي في القلب تلهو
كحلم طاف بالأمس القريب