إعداد: محمد المنيف
ها نحن عدنا مع عودة المجلة التي اخذت قسطاً من الراحة بعد ان حققت نجاحات على المستوى المحلي والعربي نعود من جديد عبر حقيبتكم التشكيلية التي نسعد ان كانت محملة بالكثير من المواضيع والمواد الصحفية التشكيلية قدمنا بعضا منها في الفترة السابقة ولا زالت تضم الكثير من تلك المواد التي ستكون بين أيديكم منها ما يتعلق بالتقارير او المتابعة او التحليل وقراءات الأعمال والمعارض او استعراض سير التشكيليين وتجاربهم.
وإذا كنا قد منحنا للرصد مساحة استعرضنا فيها ملامح من التجارب وسلطنا الضوء فيها على جوانب تهم القارئ التشكيلي على وجه الخصوص والمثقف بالعموم وكان منها اربع وعشرون حلقة عن واقع الفن التشكيلي المحلي تبعها حلقات عن المرأة في الفن التشكيلي استطعنا من خلالها التعرف على بدايات حضور المرأة في هذا المضمار ابتداء من العصور الوسطى مرورا بعصر النهضة وصولاً إلى القرن العشرين وما حدث من تطور وحضور متميز للمرأة فيه مكملين ذلك بالإطلالة على فنون المرأة العربية والخليجية والسعودية ووعدناكم ان نستكمل هذا الطرح عند عودة إصدار المجلة وسنفي بوعدنا بإذن الله، من هنا وبعد عودتنا نؤكد اننا عبر هذه الصفحة من المجلة الثقافية سنسعى لان نكون عند حسن الظن والثقة التي تلقينا الثناء بها في خطواتنا السابقة بان نسعى لتقديم الجديد الذي يتوازى مع ما تحقق لهذا الفن من نقلات وتحديث ودور الفنان التشكيلي السعودي فيه..
هم مشترك
والجميل أو ما يمكن أن يكون طريفا أنني وزميلي الفنان عبد الرحمن السليمان تطرقنا إلى استعراض بعض مما تبقى في ذاكرة الساحة وتأتي الطرافة هنا أن كلا منا لا يعلم ما سيكتبه الآخر فجاءت مقالاتنا تحمل قواسم مشتركة وان اختلفت بعض الشيء، ومع علمنا أن مثل هذا الطرح المتشابه قد يوجد مللا من القارئ إلا أن مثل هذه المواقف تتكرر فلكل أدواته وما تجود به ذاكرته ورأيه أيضاً عند الحديث عن هم مشترك لدى الجميع، ولهذا لم أوقف أيا من المقالين لي ولزميلي عبد الرحمن.
أما الأكثر جمالا فهو ما طرحته الزميلة الدكتورة مها السنان في زاويتها اليوم التي أنقذتنا بها وقدمت ما يختلف، فاقبلوا حضورنا هذا الأسبوع ولكم الشكر فهي البداية والقادم أجمل.
لمحات سريعة
قبل أن نشرع في مواد صفحاتنا الجديدة القادمة أو التي نستكمل بها ما بدأنا في ما يتعلق بالرصد، نستذكر أهم ما حدث في الفترة الماضية ومنها التحرك المتميز لمعرض مساجد تشد إليها الرحال المقام حالياً في الأردن الشقيق وهو المعرض المتخصص في الفنون التشكيلية لتحقيق هدف وفكرة تستحق الاهتمام حيث أقيم في ثلاث محطات هي جدة بالمملكة العربية السعودية والرباط والدار البيضاء بالمغرب كما لا ننسى ما أقيم من معارض محلية ساهمت بها وزارة الثقافة والإعلام ممثلة بوكالة الشئون الثقافية، منها معرض الشباب الأول الذي يعد خطوة رائدة في منح الشباب فرصتهم بجانب ما ساهمت به الوزارة من دعم للمعارض الفردية منها معرض الفنانين عبد الله الشيخ والناجم والفصام وغيرهم، مع ما أقامته الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون من معارض كان أهمها معرض القدس في عيون التشكيليين كما لا أنسى النجاحات التي لاقت ردود فعل لمعارض جامعة الملك سعود ومعرض قسم التربية الفنية بجامعة الأميرة نورة. إضافة إلى ما قدمته بعض القاعات في جدة والرياض والدمام من معارض حركت الساكن وقدمت أعمالا جديدة، أما الحدث العالمي الأقرب الذي نذكر بموعده فهو معرض (أرت دبي) الذي يقام له اليوم الخميس في دبي مؤتمر صحفي سيكون لنا معه وقفة سنوافيكم بتفاصيلها بعد حضوره وتغطيته، فهذا المعرض مع أن الهدف منه التسويق والبحث عن الأعمال التي يرى منظمو المعرض إمكانية اقتنائها من قبل الشركات والأفراد وهذا يعني أن النظرة للعمل في هذا المشروع لا تخضع للقياسات الفنية بقدر ما تعني الميول الشخصي وقبول المقتني العادي وليس المتحف ومع ذلك يبقى فرصة لقاعات العرض للتنافس والحضور وتقديم ما لديها من أعمال تمت الموافقة عليها من قبل اللجنة المنظمة للمعرض.
حضور عالمي للفن السعودي
من الجوانب المهمة في مسيرة الفن التشكيلي الحضور الرائع والمتميز لهذا الفن عالمياً من خلال أسماء مبدعة كل في مجاله مهما اختلفنا عليها في رؤيتنا أو رأينا او تخوفنا من بعضها ان تندفع نحو الطرف الآخر في كيفية التعامل مع الفكرة كون بعض الفرص اعتمد فيها على التسويق الذي يترتب عليه اختيار ما يناسب المقتني أكثر منها قناعة بالإبداع ومع هذا نقول إنه ليس هناك ما يمنع التجربة والتعرف عن قرب على مثل هذه السبل. فقد كان لمشاركة نخبة من التشكيليات السعوديات في معرض (نوافذ) الذي نظمته جمعية النهضة النسائية الخيرية بالتعاون مع السفارة الإيطالية في المملكة العربية السعودية وبدعم رسمي لكلا الحكومتين متمثلة في وزارة الثقافة من المملكة العربية السعودية ووزارة الخارجية ووزارة الثروات والأنشطة الثقافية المساواة في الفرص من دولة إيطاليا، وذلك بالتنسيق مع السفارة السعودية في إيطاليا، والذي اقيم في ايطاليا كان احد اهم الاحداث التشكيلية في العام الماضي يضاف اليه الحضور الكبير للمرة الثانية من الفنان كمال المعلم في سمبوزيوم النحت العالمي بالصين ولا ننسى ما قدمه الزميلان احمد ماطر وعبد الناصر غارم من تمثيل للفن السعودي في محافل عالمية كان لحضورهما اثر وتأثير ولفت نظر لوجود مبدعين امثالهما في ساحتنا التشكيلية لم يكن الآخرون متوقعين وجودها أو قدرتها على المنافسة.
الجماعات والمساهمات الفردية
الجانب الأكثر هدوءا يبرز في الجماعات التشكيلية التي توقعنا ان نرى لها صولات وجولات كما عهد منها لكن الأمر كان عكس ذلك فلم نجد سوى وعود وتصاريح من بعضها لا زلنا ننتظر ما ستنتهي إليه خصوصاً أن لدينا أربع مجموعات هي الأبرز والأكثر عددا وعدة وأكثر تحركاً ومساهمة وهي جماعة ألوان التي تستقطب الشباب وتكرم الرواد ويقام لأعضائها معرض هذه الأيام في الطائف، وجماعة الرياض التي عرفت بالفن التشكيلي خارج الوطن، وجماعة المدينة عميدة الجماعات التي حققت حضوراً ومسيرة مشرفة وجماعة الدوادمي وما تميزت به من تحقيق للأهداف وخصوصية النحت بينما لم نعد نسمع عن البقية أكثر من نشاط لها في بداية تشكيلها، إلا أن البعض وجد في ما تم القيام به من ملتقى التشكيليين العرب تعويضا عن هذا الركود حيث أقيم الملتقى التشكيلي العربي في أربع محطات ساهم فنانون أفراد بجهودهم مع ما وجدوه من دعم من بعض القطاعات الخاصة والرسمية. حيث انطلق الملتقى من الدوادمي بضيافة الفنان سعود الدريبي ثم الرياض لدى الفنان سعد العبيد ثم حائل استضافه فيها الفنان صالح المحيني وصولاً إلى عنيزة التي استضافه فيها الفنان صالح النقيدان مختتما به العام المنصرم ليبدأ الملتقى جولة جديدة من المتوقع ان تكون في الإحساء حسب مصادرنا الخاصة.
معرض لأعضاء جمعية التشكيليين
أما جمعية التشكيليين فلا زالت تمر بمخاض التأسيس واثبات الذات منتظرة الدعم من التشكيليين المؤسسين او من الأسماء الجديدة التي تملأ الساحة ومن وزارة الثقافة والإعلام التي تعمل الجمعية تحت مظلتها، مع ما تحركت به الجمعية بشكل متواضع لا يحقق ما يصبو إليه المتابعون والأعضاء خصوصاً من سددوا رسوم الاشتراك ومنحوا بطاقات العضوية والذين لم يتعد عددهم الرقم الستين تعد لهم الجمعية حاليا معرضا يهدف للتعارف بين الأعضاء وإطلاق برنامجها لهذا الموسم مع أن الجمعية في الفترة الماضية أقامت ندوة للفنان سعد العبيد تحدث فيها عن تجربة الملتقى الذي أقامه في مرسمه وأقيم بالمناسبة ذاتها معرض للأعمال التي نفذت بالملتقى.
كما أقيمت ندوة للفنان فؤاد مغربل عن تجربة فناني المدينة المنورة، وورشة عمل في الرسم قام بها الفنان ناصر الموسى كما حظي مقر الجمعية بزيارات المسؤولين في مقدمتهم وزير الثقافة والإعلام معالي الدكتور عبد العزيز خوجة ووكلاء ومديرو ادارات من قطاعات ذات علاقة.
monif@hotmail.com