فُتنتُ بها طفلاً فشاء الهوى قلبي
لها فاشتهتْ بالوقت ِما عزَّ من لبِّي
فلله أشكو من ملاحة فتنةٍ
مباهجُها تُهدي ولكنها تسبي
تجود كأنَّ البحر من فيض مدها
وتبهو كأن الشمس من ضوئها الرَّحب
وتعذب أحلى من زلالٍ مبرَّدٍ
وتنعش مثل الكرم من مهمهٍ خصب
فلا عجباً إن همت فيها فحسنها
جديرٌ فمهما يسد لي الدهر لا حسبي!
سأنهل كل العمر من شهدها عسى
بلألائها بشرى تنعِّمُ في التُّرب
ألا ليت من يجنون من ثمراتها
يعون مزايا النَّور خوفاً من الذَّنب
ألا ليتهم ينأون عن كلِّ مهدرٍ
مزيَّة دوْحاتٍ مدلَّهة الطِّب
تأسَّفتُ من سخف تجاوز حدَّه
يحوِّلُ ساعات الهناء إلى كرْب
تأسَّفت كيف الشَّهد أصبح علقماً
وكيف عيون العدل تصغي إلى (الكذْب)؟؟
حدائق يعلوها من الضُّوء بهجةٌ
لماذا نرى الأفعى تماسي مع القُطبِ؟
لماذا النُّهى لم يعط - قدراً- ذوي النُّهى
فبعضهمُ - هضماً- يقابل بالحجب؟
لماذا نرى ما يستحيل جفافُه
يعاني ذبولاً منذراً بخطى جدب
وثوب الدم المزعوم مليون قصةٍ
غدا وكفوف الرَّدمِ تسعى إلى الجبِّ ؟
تشعَّبتِ الدنيا بأحقاد زمرةٍ
لهم بصرٌ أعمى غدا بعمى القلب
يرون مسار الكون من صنع كيدهم
فويلٌ لهم يوم الحساب من النَّصب
وطوبى لمنْ ردَّ الإساءة بالحجى
جميلاً وإنْ حان الحمى قام للذّبِّ
أليس من الإنصاف إكرام مبدعٍ
أديبٍ بدأبٍ عن بليدٍ بلا دأب؟
تكالبُ فكْرٍ بئس فكراً تضمُّه
مؤامرةٌ حمقاءُ تؤذي ذوي الُّلب
تركتُ حضوراً ليس يجلي سوى رؤى
مُذمَّمةِ المضمون سيِّئةِ الحزب
ولازمتُ بيتي مغرماً بحدائقي
أنمي بها روضي وأروي بها سحبْي
فلا خير في مجنى منابعه خنا
يساوي بها الإنسان منقصة الكلب
فما قيمة الإنسان إن لم يكن فماً
وقلباً وعيناً لم تعش لسوى الرَّبّ