في ضيافة عقل يأبى الانصياع، تمددت كلماتي تحت لحد التساؤل، لماذا تُكتَبُ المرأة في عَالمِنا العَربي بِحبر سِري ؟ كيف نتلمس الأفق النفسي لوضع المرأة العربية وعقلها المصادر بالشمع الأحمر، إن التغيير الاجتماعي هو محصلة النمو الفكري للإنسان كما يصفه «أوجست كونت» عالم الاجتماع الفرنسي، هذا النمو تدرج في مراحل بدءاً من أساليب الفكر اللاهوتي إلى الأسلوب الميتافيزيقي, إلى الأسلوب الوضعي للفكر الذي يمثله العلم الحديث، وهذا التقدم الفكري يصاحبه نمو أخلاقي، ويتبع ذلك إحداث تغييرات في النظم الاجتماعية, إذن التغيير المنشود يسبقه أساس فلسفي وأخلاقي، ومن وجهة النظر المادية فالقوى الاقتصادية هي الأساس المحوري في إحداث التغيير,والدور الذي يلعبه الأفراد في إحداث التغيير يتوقف على السمات الشخصية للفرد كتأثير القيادات والزعامات والمفكرين والساسة في قيادة وتوجه المجتمع, والمرأة هي احد أقطاب التغيير وتكبيل دورها تحت مسميات عقيمة بدافع الخوف عليها، أو قد يكون الخوف منها هو الحجر الذي يقف في طريق التغيير، إن تأسيس عقولنا على مسألة الوعي بنا وباحتياجاتنا وبدور كل واحد فينا وعدم تهميش جنس على حساب الآخر هو ما يضمن لنا عدم التشظي داخل مجتمع حوّل كل الأشياء فيه إلى تمائم تحمي الإنسان بداخله، لذلك يحتاج هذا المجتمع إلى صدمة لكل شيء مدجّن فيه، من أجل إعادة المسائلة في كل ما سلمنا به كواقع يقوّضنا، إن واقع المرأة في عالمنا العربي موبوء بأمراض مستعصية، إلا أن الحل للشفاء من هذه الأمراض هو سن قوانين تقف بصف المرأة الطفلة، المراهقة، الأخت، الزوجة، الأم، فالمجتمع الذي كسر كفة ميزانهِ الأخرى بإصرار وتظاهر بعدم أهمية هذه الكفة لن يتوازن، مع تشدقه بالعدل والرحمة والمساواة، والنظر بعين مترجم لمكانة المرأة لن يجدي نفعا، فأمام بروز فكرة مناصرة المرأة، ومجتمعات تقوم على اقتصاد معرفي لا يفرق بين جنس أو لون غايته هو الإنتاج، لن تصمد كثيرا فكرة الهيمنة على المرأة والسيطرة عليها جسدا وفكرا، سوف تزول مفاهيم مرتبطة بهذا الواقع وتحل محلها نظرة أكثر مرونة ومفاهيم أكثر تطورا وتحضرا، إن امرأة تستطيع الانعتاق من كل قيود المسلمات التي لحقت بها تحتاج إلى من يفهما كما هي، وهذا لن يتحقق إلا إذا أعيدت فكرة النظرة إلى المرأة كإنسان قبل أن تكون نوع ..! والكائن الذي يقود التغيير في المجتمع هو المرأة ، وما هو التغيير إلا التأثير في عقول من تربيهم ومن تعيش معهم وتقييدها ما هو إلا التخلف الذي نعيشه الآن, تحتاج المرأة للتحليق نحو فضاء أرحب,ولن تحلق طالما هي تحتاج الإذن لتحلّق.
تقول زينب :لنتأمل الحياة قبل أن تسقط أقراط الوعي.
zienab_76@hotmail.com
الرياض