في حلقتين ماضيتين تحت هذا العنوان، الجزيرة العدد 13552 تاريخ 17-11-1430هـ، والعدد المؤرخ 2-12-1430هـ تحدثت عن كتب قديمة تضمها مكتبتي الخاصة ومكتبة قيس، عن المملكة غير معروفة لسقوط أغلفتها، لم أستطع معرفة أسمائها ولا مؤلفيها.

وفي مكتبتي -أيضاً- يوجد كتابان لم أعرفهما لسقوط غلافيها تحدثت عنهما في المقالين المشار إليهما آنفاً.

وفي الحلقة الثانية من المقالين سقطت صفحة من المقال لم تنشر، لأحد أسباب ثلاثة:

1- أني سهوت عن تسليمها لشيطان الفاكس.

2- أن ذلك الشيطان فقدها لأحد سببين:

أ- أن يكون الهواء (بهمزة) طار بها من بين يديه!

ب- أو لم يعجبه ما في الصفحة فرماها!

3- أن تكون فقدت في دهاليز الجريدة.

وكنت اخترت شيطاناً جيداً من شياطين الفاكس (اللاقط الناسوخ البراق)، ولكني سأرسل هذا المقال مع أحد زملائه وها هو ما لم ينشر آنذاك:

(في باب الإنصاف (الهمزة تحت) يذكر شيء من الأنصاف (الهمزة فوق) (حبة فوق وحبة تحت) ذكر في فصل الشعر هذين البيتين:

اعذر العاشق في ما

منه يبدو من شؤون

سقط التكليف عنه

فالهوى نصف الجنون

قلت: ولأبي عبدالرحمن محمد بن عمر بن عقيل كتاب (كيف يموت العشاق؟) 550 صفحة (مرفقة صورة غلافه)، وعند الراوي رضيمان بن حسين الشمري كتاب أو ملف عن الذين أهلكهم العشق والغرام.

ومن ظرائف الشعر العامي ولطائفه قول سليمان بن شريم رحمه الله (وهو الذي لم يخدم شعره الرائع)، قال في سامريته المشهورة التي مطلعها:

سرى البارق اللي له زمانين ما سرى

صدوق المخال بارقه يجذب الساري

قال:

مسكين راعي الهوى مشيه إلى ورى

ترى النقص فيه وحيله أقوى من القاري

(يقصد أنه يرجع ريوس)

والفصل الأخير في الكتاب الذي أنا بصدده هو (الوداع) وفيه:

تمَّ ما قد جمعته في كتابي

وهو شيء من الكثير قليل

وسآتي على سواه بطبع

وجهة في القبول وجه جميل

فإلى الملتقى عليكم سلامي

ليس بعد المقام إلا الرحيل

ثم أورد أبياتاً من بحور متنوعة في نظم (السلام عليكم) لكمال الدين الأدهمي، من البسيط، والكامل، والخفيف، والطويل، والمنشرح، والمديد، والمجتث، والمتقارب، والمقتضب، والوافر، وختم المؤلف كتابه بهذا الدعاء:

(اللهم أدم بدايتك علينا بالخير، واختم لنا بالسلامة من غير ضير، وسر بنا في سربنا أحسن سير، آمين يارب العالمين والحمد لله وكفى وسلام عباده الذين اصطفى).

وبعد.. فهذان الكتابان - وأمثالهما - يستحقان أن يطبعا ولو كان عند مكتبة قيس إمكانات بشرية أو مادية لطبعتهما، وأمثالهما، ككتاب (الهفوات النادرة) الذي شوهه أحدهم حين طبعه بعد حذف أكثر من نصف مادته الطريفة المسلية.

أتمنى أن تقوم إحدى المكتبات أو دور النشر بطباعة أمثال هذه الكتب النادرة، والله المستعان.