الثقافية - علي بن سعد القحطاني
احتفت مجلة غيمان الثقافية اليمنية في عددها الجديد ربيع 2009 بمئوية الشاعر أبي القاسم الشابي ورأى رئيس تحريرها الدكتور عبدالعزيز المقالح أن أبا القاسم الشابي وأمثاله من شعراء الرومانتيكية العرب، قد أسسوا لما يسمى بالتحديث والتجديد المعاصر، وكانوا بإنجازهم الإبداعي الجسر الذي عبر عليه شعراء الحداثة العرب على اختلاف طرائقهم ومستويات تحديثهم.
وكان الشابي، الذي رحل مبكراً، من أهم شعراء هذا الجيل، باقترابه من تمثل النزعة التجديدية المتمردة، وكسره نمطية التعبير الخجول عن الذات في مواجهة الآخر، كما كتب في هذا العدد د. حاتم الصكر دراسة عن الشابي بعنوان (في مئوية الشابي مغنّي الحياة.. ومدوّن أوجاعها) بين فيها أن الشابي كان جسراً ثقافياً بين المغرب والمشرق، يمتلك امتداداً متعدد الجوانب: في الزمان لأنه جاء في مطالع نهضة أدبية وشعرية حاسمة، ومرحلة من البحث عن طرق جديدة في الفن والحياة، وفي المكان لأنه ألغى تلك المسافات التي باعدت بين المشرق والمغرب ثقافياً واجتماعياً، وفي الفن حيث كانت أشعاره لوحات تجسد المنحى الرومانسي الذي انتشرت ظلاله في أدب العالم وفنونه المختلفة بعد صدمة الحرب الكونية الأولى وبشاعة آثارها المدمرة على البشر والطبيعة والحضارة الإنسانية.