«إثر ما نشر في (ثقافية الأسبوع الماضي) حول تهميش اللجنة النسوية بنادي الرياض، وتأكيد النادي -على لسان رئيسه- عدم صحة ذلك، فقد كتبت الأستاذة هدى الدغفق رئيسة اللجنة الرد التالي»:
الأستاذ الفاضل إبراهيم التركي مدير التحرير الثقافي في صحيفة الجزيرة الموقّرة - حفظه الله - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد،،،
اسمحوا لي أن أتوجّه إليكم بخالص الشكر والتقدير على توجُّهكم وحيادكم في التعبير عن الرأي والرأي الآخر،
إلاّ أنني فوجئت بما نُشر في التقرير الذي أعدّه الزميل الفاضل سعيد الزهراني، وفي فقرة منه تخص تصريح رئيس النادي الموقّر الدكتور سعد البازعي الذي اتهمني بأنّ ما صرّحت به عار من الصحة بشأن تقديم النادي للحاضرات فطائر وتقديم وليمة معتبرة في حق صديقه وأستاذنا المفكر الدكتور عبد الله إبراهيم المفكر العراقي المعروف، الذي شرف النادي الأدبي بحضوره وتقديمه ندوة (الهوية الثقافية) يوم الأحد الموافق 29-3-2009، وكنت تعمّدت أن أداخل بمداخلة تتوجّه إلى الحضور وإلى رئيس النادي الموقّر الدكتور سعد البازعي من خلال تعقيبي على المفكر عبد الله إبراهيم، وسؤاله عن كيفية التخلُّص من سطوة المسؤول في المؤسسة الثقافية المحلية على حق المرأة المثقفة في إدارة شؤونها، واستلاب اقتدارها وقدرتها على إثبات هويتها الفكرية في المؤسسة الثقافية.
ومن خلال تلك المقدمة أيضاً أرد بالتالي: يجدر بالنادي متمثلاً في رئيسه الذي كان مسؤولاً عن تنسيق تلك المناسبة، أن يساوي بين حق الحاضرين والحاضرات في الضيافة والحوار والتعاطي، دون النظر إلى النوع ذكراً كان أو أنثى، وهذا ما تربّي عليه الثقافة السلوك الفردي وأهل الأدب بشكل خاص، بحيث يخرج من طبيعة المجتمع التقليدي الذي يميّز المرأة عن الرجل في أمور من هذا النوع، خاصة وأنّ المموّل هو الدولة متمثلة بوزارة الثقافة وليس المموّل رئيس النادي، ما أدى إلى استياء الحاضرات من ذلك وهن يرين مائدة الطعام عن بُعد. ولا يحتاج الأمر إلى إثباتات لأنه يمكن التأكد من صحة ما ذكرت وعدم صحة ما ذكره رئيس النادي الموقّر مجرّد سؤال يتوجّه به الزميل سعيد إلى الحاضرات.
بالإضافة إلى ذلك هناك أمر آخر هو أنه منذ كنت عضواً قبل سنتين تقريباً وحتى حين تكليفي برئاسة اللجنة، فلم يكاتبنا رئيس النادي الدكتور سعد البازعي بخطاب تكليف رسمي، وقد رفعت إليه خطاباً بذلك وكررنا رفع الخطابات سواء بشأن التكليف أو شؤون أخرى، وكان الرئيس يتأخر في الرد علينا في كثير من الأمور التي تخص عمل اللجنة، وهو ما أدى إلى استقالات متتالية لزميلات سابقات في اللجنة النسائية، منهن أميمة الخميس وهيله الخلف وأميرة الزهراني ووفاء السبيل، وزملاء أيضاً مثل إبراهيم الوافي ويوسف المحيميد وأحمد الواصل وهم أسماء بارزة ثقافياً وإعلامياً، فمعظم هؤلاء في اتصالات شخصية وبيانات معلنة إعلامياً وإلكترونياً تدين رئيس النادي وتترحم على عهد سابقيه.
ويعلم الله أنني بما أكتبه الآن لا أقصد الإساءة إلى الدكتور الفاضل سعد البازعي شخصياً، وإنما الإصلاح ثقافياً بغضِّ النظر عن موقف شخصي، ولكن من موضع ثقة زميلاتي السابقات وأعضاء المجلس الذين رشحوني بأغلبية تشرّفت بها ، ولقد سلكنا كافة الوسائل بخطاب ومهاتفة، ولقد كان الأعضاء الأفاضل في مجلس النادي يخاطبون الرئيس، وكان يرد بأنّ شأن اللجنة من اختصاصه، دون أن يدرك أنه بذلك الحصر يعطل عمل اللجنة ويضعف مصداقية حضورها الثقافي اجتماعياً وفكرياً ووطنياً. ولقد رفعت خطاباً إلى وكيل الوزارة العزيز الدكتور السبيل بهذا الشأن وغيره منذ شهر ونصف ووعدني بإصلاح الحال، وأنا على ثقة بتفاعله مع خطابنا بالرغم من مشاغله. ولقد أعلنت بأنني لن أترك النادي الأدبي، ولن أترك مؤسسة حظينا فيها بثقة الدولة والوزارة، ولن أتخلّى عن دوري ولن أتوانى عن إعلان ما أراه مسيئاً إلى دور المرأة المثقفة، ويعوق تمكينها من صناعة القرار وإدارة المؤسسة الثقافية جنباً إلى جنب مع شقيقها المثقف ولو على حدّ النصل. ولي نفس طويل في هذا المجال وإن كنت مبدعة فسأعمل على تهيئة المناخ للمبدعات الواعدات وبقوة، وأعلم أنّ هذا من حق المثقفة السعودية وهو حق مشروع طال استلابها إياّه ولن يبقى على حاله.
وإيماناً من اللجنة بضرورة التحرك، اضطررت إلى إثارة الموضوع والتصريح للصحافة التي هي صوت الحقيقة أيضاً، آملة منكم نشر تعقيبي التوضيحي الذي أتوجّه من خلاله بشكركم وشكر زملائي الأفاضل في مجلس النادي الذين تواصلوا ومازالوا مع مطالبنا، وهو ما يليق بدور كل مسؤول مؤمن بضمير الوعي ودوره في التنوير.
والله من وراء القصد.
هدى عبد الله الدغفق
رئيسة اللجنة النسائية - النادي الأدبي بالرياض