تأليف: سالم لبيض
بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية
يهدف هذا الكتاب إلى دراسة موضوع الهوية ومفارقاتها بين المجتمع والدولة في تونس. وينطلق المؤلِّف من فرضية أن لكليهما (المجتمع والدولة) هوية خاصة به، وينشأ اختلاف يصل حد التناقض والصراع أحياناً، مردّه أن الدولة صاحبة القوة والنفوذ حأولت أن تطبع المجتمع بهوية من يتولونها، ولكن المجتمع أبى إلاّ أن يثبت هويته. و قد اختار المؤلِّف تتبع دراسة هذه القضية وتجاذباتها من خلال أربعة أنماط رئيسية من خطاب الشرائح الاجتماعية الأكثر فعالية؛ وهي الهوية في الخطاب السياسي، والهوية في الخطاب النقابي، والهوية في الخطاب التربوي، والهوية في الخطاب الطلابي، وما انتهت إليه تلك الأنماط من تصورات لمسألة الهوية وقضاياها في الفعل والممارسة، ثم ختم دراسته بنوع من المقارنة بين هوية بعض النخب وهوية المجتمع، راصداً أيهّما أقدر على البقاء.
(إن هذه الدراسة، في نهاية الأمر، ليست دفاعاً عن هوية مغايرة مختلفة عن الهويات المرسومة للمجتمع سلفاً من قِِبَل القوى التي تمتلك أدوات صنع الهوية فحسب، وإنما هي، إضافة إلى ذلك، وعي متقدم بأن النهضة الحقيقية لمجتمع ما لا تتحقق خارج هويته الحقيقية، أي خارج منظومته اللغوية والدينية). يقع الكتاب في 288 صفحة من القطع العادي.