الثقافية - محمد عطيف:
أثارت مطالبات تقدم بها عبر عدة وسائل إعلام إلكترونية أحد الباحثين بمنطقة جازان نحو الكاتب والمؤلف المعروف عبدالرحمن الرفاعي والتشكيك في منهجه البحثي واتهامه بالسطو على أبحاثه دون إذنه والكذب على تاريخ المنطقة والتزوير في حقائق جغرافية وتاريخية ملموسة وواضحة أثارت ضجة كبيرة وعلامات استفهام أكثر.
الكاتب محمد مسعود الفيفي فاجأ المثقفين بمطالبته للباحث الشهير عبد الرحمن الرفاعي بالتراجع عن الكثير مما وورد في كتبه وأبحاثه حول تاريخ المنطقة، مطالباً إياه بذلك خلال شهر في وسائل الإعلام المختلفة والاعتذار لتاريخ المنطقة بوجه عام لما بدر في كتبه من مغالطات وأخطاء فادحة وأكاذيب - حسب وصفه وتعبيره - وأيضاً الاعتذار الشخصي منه لسطوه على عدة أبحاث ميدانية له وصور أثرية وبناء معلومات غير حقيقية عليها.
الكاتب محمد مسعود الفيفي قال للثقافية: (تعرفت على عبدالرحمن محمد الرفاعي، شخصياً بعد انتقالي للعمل الصحفي بمدينة جازان أوائل عام 1416هـ وكان قد أصدر عدداً من المؤلفات الطريفة التي تنزع إلى التأويل ككتاب سليمان وحقائق التلفزة.. وآدم وعلوم الاستنساخ.. والحلقة المفقودة في عربية الموشح.. وأخرى لا تخرج عن هذا النطاق.. وكلها بحوث هشة إلى أبعد الحدود.. تتكئ على التخمين والافتراض.. ولا تصمد عند الاختبار والتمحيص.. لقد مكثت واحدا من رواد مجلسه لمدة تجاوزت أربع سنوات.. بصورة شبه يومية إلى جانب الأستاذ يحيى الرفاعي والأخ محمد بن علي الرفاعي والأستاذ محمد علي منصور وغيرهم وكنت أطلعه على نتائج بحثي الميداني بخصوص لهجات المنطقة.. يطلب مني تزويده بنسخة من تلك البحوث سواء منها ما تمت إجازته للنشر كالفصل المتعلق بدراسة لهجة فيفاء ومعجمها اللغوي الذي طلب تصويره من كتاب (فيفاء لمحة تاريخية أدبية)..
وفي أوائل سنة 1418ه قمت بجولة ميدانية في جبال العبادل وبني معين وخرجت من هناك بحصيلة لغوية وتحقيقات مصورة لصحيفة البلاد.. وطلب مني نسخة مما جمعت فأعطيته على الفور.. وعندما عدت من جبل رازح في اليمن في رمضان سنة 1419ه طلب مني تزويده بنسخة خطية من حصيلة الرحلة وكانت امتداداً للبحث السابق المتركز على (الضمائر) و(أسماء الإشارة) في لهجات المنطقة.. فزودته بنسخة منه.. وبعد فترة وجيزة غادرت جازان إلى كوخ قديم بغرب فيفاء وانقطعت في عزلة عن العالم مدة سبع سنوات.. وعندما عدت للتواصل مع أدباء ومثقفي المنطقة علمت بأبحاث الرجل والشكوك التي تدور حولها.. فقمت له بزيارة خاطفة أطلب منه نسخة من بحثه تحت عنوان (الحلقة المفقودة في امتداد عربية اللهجات السامية) فاعتذر بشدة لعدم توفر نسخة بحوزته.. قلت لا بأس أريد نسخة من بحث (الكنعانيون معينيون من جازان) فاعتذر أيضاً لنفس السبب.. لكنه أشار إلى أنه اعتمد بحوثي كمصدر أساسي.. شكرته على أمانته العلمية ثم ودعته وقفلت راجعاً إلى فيفاء.. ولم ألبث حتى زودني أحد الأصدقاء بنسخة من بحث الكنعانيين.. الذي نشره الرفاعي في مجلة (جذور) عدد صفر 1429ه التي تصدر عن نادي جدة الأدبي.. وهي فصلية تعنى بالتراث وقضاياه فهالني ما رأيت!. لأنه اعتمد فيه بنسبة 80% على الاستطلاع الميداني الذي أجريته في جبال العبادل سنة 1418ه ونشر في صحيفة البلاد على صفحتها الثانية تحت عنوان (أرجاء البلاد) وهو عنوان فرعي اقترحته على صديقي الأستاذ قينان عبدالله الغامدي إبان رئاسته لتحرير الصحيفة فيما كنت أعمل مديراً لمكتبها في جازان.. وقد نشر حينها بالألوان، والمؤسف أنه اعتمد عليه أساسي على هذا الاستطلاع ولم يشر إليه البتة، كما نشر صور الاستطلاع على ثماني صفحات كاملة دون أن يذكر المصدر بتاتاً، بل وأدعى من خلال بحثه المنشور أنه قد التقط الصور مع بعض الزملاء.. وهذا يعد كذباً وطمساً للحقائق، كما ادعى من خلال البحث وجود مدينة ذات سور كبير مدمر بداخله آثار مدينة كبيرة مدمرة.. وهذا تزوير وكذب لا أساس له من الصحة، فأنا من زار الموقع ولدي الأدلة والبراهين على بطلان دعواه وتدليسه المشين الذي لا يصدر عن تلميذ، فما بالكم بباحث يدعي أمانة الحرف وصدق المعلومة خدمة للعلم.. إضافة لذلك ادعى في بحثه وجود نقوش مسندية وأنصاب قائمة.. وهذا كذب صريح، فالمكان ليس به سوى نقشاً زخرفياً واحداً عثرت عليه وقمت بتصويره. ولا يخفى أن كافة المعلومات اللغوية الواردة في بحثه هذا تعود ملكيتها لي فهي مجهوداتي على مدار سنوات من البحث والاستقصاء.. ولم يشر إليها واقتصرت إشارته لي في هامش رقم (4) و(30) و(50) و(55) و(56) و(67) والمرجع رقم (17) مع أن كل المحتوى ينتمي لاستطلاعي المشار إليه والبقية لبحوثي. وليت هيئة الآثار في المملكة العربية السعودية تتفضل بالاتصال بي لكشف حقيقة كذب الرفاعي وتدليسه بشأن ما ادعاه في بحثه من وجود موقع أثري له نفس الصفة، وتشكيل لجنة مختصة لمعاينة الموقع على الطبيعة والتأكد من المعلومات بشكل حاسم وإسقاط هذا البحث جملة وتفصيلاً. وهناك الكثير مما يمكنني الحديث عنه بأدلة وبراهين وخصوصاً في بحثه المعنون ب(الحلقة المفقودة في امتداد عربية اللهجات السامية) الذي لم يطلعني عليه من تلقاء نفسه، بل ربما منح بموجبه شهادة الدكتوراه الفخرية من مجمع اللغة العربية في القاهرة، فإن كانت مسوغات المنح قامت بموجب المعجم اللغوي الذي عكفت على تأليفه سنوات طويلة وقدمت له بدراسة مستفيضة وزودته بنسخة منه.. فإنني أطالب المجمع بإسقاط منحته وعضويته هذه التي قامت على السطو وتزييف الحقائق، وكذلك أطالب بإسقاط كافة عضويات المذكور من المؤسسات الثقافية والعلمية في بلادنا نظراً لعدم نزاهته، وحماية لحقوق الآخرين من النهب، الابتزاز.
هذا وأنا أتحدث فقط عن بحثه (الكنعانيون معينيون من جازان) فهو الوحيد الذي وقع تحت يدي من بحوثه قبل أسابيع ولم أتحدث عن الحلقة المفقودة.. الذي لم أطلع عليه وسأدع النقاش حوله حتى أتمكن من العثور على نسخة منه.
وأرد على من يقول: إنني بعت منه تلك الأبحاث مستشهداً ببضعه رسائل جوال لم تعلن كاملة بأمانة في تواريخ إرسالها فأقول رسالة الجوال مستند صحيح أفصح عنه الرفاعي وسأعتبره اعترافاً ضمنياً بوجود حق لي عنده في حال ثبت أننا اتفقنا على مبلغ مالي وأنني تسلمت بعضه! وللحقيقة جاءني منه في الأمس القريب جداً رسالة جوال تفيد بأنه ترك لي مبلغاً معيناً لدى ابنه ولم يصلني بعد، فهل أطلع أحداً علي ردي!!، أما قضية الصور (التي قال إنها هدية مني إلى الباحث)! فنشرها على ثماني صفحات ولم يشر إليها كونها هدية!!
فقد كانت ضمن عقد التسوية الذي اقترحته عليه ورفض كافة بنوده عدا الصور!
أما عقد التسوية بيننا فقد كان ينص على التالي:
البند الأول من بنود عقد التسوية بيني وبين الرفاعي:
1- يقوم الأستاذ عبدالرحمن الرفاعي بنشر توضيح عبر وسائل الإعلام في مدة أقصاها شهر من تاريخ توقيع هذا العقد ويتضمن التوضيح تصحيحاً للمعلومات الواردة ومن ضمنها الموقع الأثري الذي لا وجود له على أرض الواقع جملةً وتفصيلاً وذلك في بحثه المنشور تحت عنوان (الكنعانيون معينيون من جازان) خدمة للعلم والمعرفة ورجوعاً إلى الحق وإبداءً لحسن النية معتذراً عن ذلك بأنه وهم وتسرع من قبله..
أما البند الثاني:
2- الإفصاح عن المصادر الأخرى التي لم يذكرها الباحث ومنها (الضمائر وأسماء الإشارة) في لهجات عرب الجنوب.. الذي سلمته نسخة منه بعد عودتي من جبال رازح باليمن سنة 1419هـ فرفض الرجل ما اقترحته في هذا الشأن.. وظل يدندن حول الصور.. كما أنني أرفض أن يقال عن مطالباتي بأنها ابتزاز وإلا لماذا لم يجاريني الرجل ولم يستدعني لأقرب مركز شرطة!، وما لذي جعله ينقدني 500 ريال عندما أفصحت له عن عقد التسوية فأجل الاجتماع ليوم الجمعة الماضي الموافق 7-4 لينقدني مبلغاً مماثلاً مقسماً علي أن آخذه مع أنه لم يكن مضطراً فأنا مرن جداً في مثل هذه الأحوال!! ثم يؤجل توقيع العقد لحين عودته من مصر..!!
وإذا افترضنا أن توجهاتي هي النيل من نزاهة الرفاعي ودقته وحياديته.. وأن هناك خلف الستار ما خلفه أو وراء الأكمة ما وراءها!! وأنه توقيت تحركه أغراض مغيبة، لو فرضنا ذلك جدلاً، فمن المؤكد أن الرفاعي لن تنال من مكانته العلمية والاجتماعية مثل هذه الشنشنات الدنيئة وستزيده قوة وتأييداً من الله ثم من كل شريف ومنصف في هذه الديار وكل مكان يصل إليه علمه وفضله.. هذا لا نزاع فيه أبداً.
أما أنا فأقسم بالله العظيم وعلى كتابه الكريم أنني قلت الحق إحقاقاً للحق وإنصافاً لأهله دون تحامل على الرفاعي أو غيره، وأن هدفي خدمة العلم والبحث راغباً فيما عند الله من الأجر والثواب لمن أحسن قولاً وعمل صالحاً.
ويضيف - الفيفي- الرفاعي باحث وصاحب سبق في طروحاته لكن لا يعني أن الاختلاق والكذب يعد شجاعة من جانبه، ولقد عثرت له على فضيحة مشينة لا تصدر عن تلميذ، فضلاً عن باحث هذه القارعة (المُجَيّحَة) ستهوي به من علو، وتجعلنا نعيد قراءة نتاجه مرة أخرى، وخدمة للعلم ونزاهته وانطلاقاً من أمانة الباحث واحتراماً للمعرفة الإنسانية تحدثت عن ذلك فجاء البعض متشنجاً وكاد أن يقول اسكت ثكلتك أمك فالرفاعي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.. وكأنني جئت للنيل منه ومن سمعته زوراً وبهتاناً دون أدلة كرابعة النهار.. وظل القوم ينتهرونني (أين كنت كل هذه السنين؟)..
أيها الأخوة أنا هنا.. فلم أطلع على أي من بحوثه خلال العشر سنوات الماضية لظروف يعلمها كثير منكم ولا داعي لذكرها، وعند اطلاعي على بحثه (الكنعانيون معينيون من جازان ) قبل حوالي شهر (والله العظيم) بعد اطلاعي رأيت عجباً عجاباً، ولم تعد القضية تختصر في كونه أغفل مرجعاً.. فكثير منكم لا يعلم أنني أبيع بحوثي مادياً ومعنوياً فلا تهمني المعلومة الصادقة المستيقنة أني ذهبت.. هي في النهاية ستصل إلى الناس وسينتفع بها دون أدنى شك ولم أكن حريصاً أو ضنيناً بالعلم.. ومن كتم علماً ألجمه الله بلجام من نار.. هذا مبدئي وقد كنت أحدثه عن بحثي الميداني في الضمائر وأسماء الإشارة في كل من العبادل والجبال المحيطة وتحدثت معه حول استطلاع صحفي أجريته من قلة (القلالة) في جبل العبادل وعن (خي امتاب) تلك الصخرة الواقفة في ناصية الجبل فطلب من صور التحقيق الصحفي.. هذا الأمر كان سنة 1418هـ.. وفي سنة 1430هـ قرأت البحث واكتشفت الكارثة.. فأقول: هل تعلمون أن الرجل دلس وكذب وزور وافترى في مصنف علمي؟! مع سبق الإصرار والترصد ضارباً بكل القيم التي يجب أن يكون عليها الباحث الأمين الذي يقدم للناس ما ينفعهم عرض الحائط.. وبشرف العلم ونزاهة العالم وراء ظهره.. دون مراعاة لدين أو ذمة أو ضمير.. متوارياً خلف سمعته وثقة الناس به..
قلت له: دعك يا أبا أحمد من قضيتي، فكيف تخرج للناس بالمين؟.. قال: (حتى يبدو للبحث مصداقية)!! فكبني الله على وجهي في جهنم إن كذبت عليه.
كان ذلك وأنا أحاوره هاتفياً، بعد أن نقلت ذلك شفهياً للأستاذ محمد الرفاعي عند زيارته فيفا الشهر الماضي، فابلغه غضبي واحتجاجي على (موبقته تلك) في بحثه المشين آنف الذكر، المصيبة أن نفس البحث مختصر لكتابه الحلقة المفقودة في امتداد عربية اللهجات السامية.. مما يعني أنه على نفس المنوال كذب وتدليس وادعاء وبهتان..
أيها العقلاء.. حماية الفكر مسؤولية أهل الفكر، وقد مكثت ردحاً من الزمن أسهم في تشكيل الوجدان وصياغة الرأي في أمتي، حسب قدرتي واستطاعتي، وسيسألني الله عن كل حرف كتبته.. وحين أثير هذه القضية فإنما أثيرها من واقع المسؤولية والأمانة والنصح لأمتي بإخلاص وتفانٍ دون أن أخشى في الله لومة لائم.. ومن هذا المنطلق أعلن لكم من هذا المنبر بعض الحقائق الأخرى: يقول الرفاعي في مقدمة البحث (هذا الموقع: هو عبارة عن سور كبير مدمر، بداخله آثار مدينة كبيرة مدمرة أيضاً،حولها مقابر أثرية تاريخية كبيرة، بل به معبد كبير ضخم لا يزال قائماً أكثره، به نقوش مسندية قديمة، وأنصاب لا تزال قائمة، وأشياء كثيرة مهمة تستحق نظرة هيئة الآثار إليها)... (جذور ص24)...
1- سور كبير مدر.
2- آثار مدينة كبيرة مدمرة.
3- حولها مقابر أثرية تاريخية كبيرة.
4- معبد كبير ضخم لا يزال قائماً أكثره.
5- نقوش مسندية قديمة.
6- أنصاب لا تزال قائمة.
7- أشياء مهمة تستحق نظرة هيئة الآثار.
هذه التفاصيل التي ساقها الرفاعي (لا وجود لها) البتة.. ستندهشون مثلي لكن ستزول دهشتكم عندما تسمعون جواب الرجل وبعدها ستصابون بإحباط شديد..
جوابه كما سمعته بلسانه (وتأكدوا أنني لن أظلمه بحول الله) قال: حتى تبدو للبحث مصداقية (!! ؟؟).
آمنت بالواحد الديان.. والحقيقة أنني من قام بتصوير المكان وأجرى منه استطلاعاً صحفياً هو أنا وأعلم حال المكان، فليس فيه مما ذكره الرفاعي شيئاً ولكنه لا يتورع أن يكذب، ويزيف، ويزور، الحقائق حتى يبني عليها تخرصاته الهشة المتهالكة.. أرأيتم؟
طبعا ستكون البينة على من ادعى.. وكل البينات واضحة كالشمس.. الأمر الآخر أن كلنا يدرك أن التفاصيل التي ساقها للمدينة الأثرية لا يمكن أن تختفي من الوجود بين عشية أو ضحاها.. وأن التفاصيل المذكورة في مقدمته للبحث تستهلك حيزاً كبيراً من المكان.. ولكن مهلاً (قلة القلالة) لا تزيد مساحتها عن عشرة أمتار، بل والله العظيم لن تبلغ ذلك.. فكيف استطاعت أن تستوعب مدناً ومعابد ونصباً..؟؟!!.
أما النقوش السبئية وقد أورد الرجل في بحثه أنني من قمت بترجمة نقوش المسند التي عثر عليها (انظر التعليق على الصورة رقم 8 ص59من البحث (الكنعانيون معينيون من جازان) أما من جانبي فأقسم بالله أنني لم أر أو أقرأ نقشاً بهذه الصفة وتلك العبارة وإنني أبرأ إلى الله من ذلك.. ولكن الأخوة القراء: يجب ألا نشعر بالإحباط أو يفت في عزائمنا ما يفعله أولئك الذين منحناهم ثقتنا وحبنا فخيبوا آمالنا وكشفوا لنا عن وجوه مكفهرة غير التي كنا قد رسمناها لهم.. ولنعلم أننا أمة منا القاسطون ومنا دون ذلك.. وأجيالنا الصاعدة سوف تتسلم الزمام ممكنة في الأرض بالمعرفة والإيمان لتسهم في البناء بصدق ونزاهة وخوف من الله.. مع العلم أنني لم يسبق أن بعت صوراً للرفاعي مطلقاً.. والذي حدث أنني حدثته (ذات مجلس) عن استطلاع قمت به في جبال العبادل وكان سنة 1418هـ وكيف أنني عثرت على آثار لبناء قديم من الحجر المشذب ووجدت حجراً به نقوش زخرفية.. فطلب مني أن أزوده بنسخة من (نيقاتيف) الصور.. وألح في الطلب فأعطيته.. نفس العام (1418هـ) أما الخطأ القاتل فتمثل في قوله عن الموقع السابق هو عبارة عن سور...الخ حديثه. فهل استشهد بالصور على وجود السور والمدينة والمقابر...الخ.
كل هذه التفاصيل كانت شواهده عليها الصور المنشورة مع البحث.. فأين الخطأ القاتل؟
هذه الصور ليس فيها مما قاله شيئاً البتة.. هذه الصور تخلو تماماً من أي بند من البنود التي يؤكد في بحثه أنه اكتشفها.. هذه الصور تتبرأ تماماً مما حملها إياه؟ لأن من التقطها ومن قام بتصويرها هو محمد بن مسعود الفيفي نعم أنا من قام بتصويرها من قلة (القلالة) مكان لا يتجاوز عشرة أمتار!! فلم أعثر على (سور كبير لمدينة مدمر قط) ولم التقط له صورة أبداً. ولم أعثر على (آثار مدينة كبيرة) قط.. ولم التقط لها صورة أبداً.. ولم أعثر على (مقابر تاريخية كبيرة) قط.. ولم التقط لها صورة مطلقا, ولم أعثر على (معبد كبير ضخم) قط.. ولم أقم بتصويره بتاتاً.. ولم أعثر على (نقوش مسندية قديمة) قط ولم التقط لها صورة على الاطلاق.. ولم أعثر على (أنصاب لا تزال قائمة) قط.. ولم أقم بتصويرها مطلقاً.. ولم أعثر على (أشياء كثيرة تستحق نظرة هيئة الآثار) قط ولم أقم بتصويرها مطلقاً.. إذا فالصور التوضيحية وعددها أربع عشرة صورة منشورة في بحثه كلها أنا من التقطها ونشرتها في حينه في استطلاع ميداني.. وما زلت احتفظ ببعض الصور في أرشيفي القديم.. الخطأ الفادح الذي سيهوي بالرفاعي وأبحاثه المبنية على مدينته تلك.. هو ما علق به على تلك الصور (نسأل الله السلامة وحسن الختام) فعلى سبيل المثال: تعليقه على الصورة رقم 7 يقول: (ونلاحظ فيها بقايا سور المدينة المدمر ونلاحظ في الصورة أحد شيوخ بني معين يقف وجزء من السور خلفه وداخله يظهر جزء من موقع المدينة الجميل وهو من الشيوخ المعمرين المتعصبين على أن هذه المدينة هي (قرنو - قرنا).... جذور ص58..!!
فهل يعلم كافة أو بعض القراء الكرام الرجل في الصورة ليس أحد شيوخ بني معين المعمرين ولم يلتق به ولم يسأله ولم يتعصب ل(قرنو) ولا يعلم عنها شيئاً وإنما كل هذا من أخطاء وتزييف الرفاعي ومينه وتدليسه ليقول للناس: إنه عثر على مدينة (قرناو) غير التي في طرف الربع الخالي غرباً.. ولعلي لاحقاً أقوم بتطبيق الصور ومقاسات الأرض وترجمة لأصحاب الوجوه في الصور ونقد تفصيلي لما ورد في بحثه المشار إليه بشكل موسع سأنشره قريباً بحول الله.
أما اعتماده على مخطوطي فالرجل ليس لديه أمانة الباحث حتى يكون دقيقاً!، فقد طلب مني ملخصاً لبحث ميداني أجريته في جبال العبادل وجبال رازح حول الضمائر وأسماء الإشارة اعتمد عليه ونثره في بحوثه المدلّسَة دون إشارة إليه، هذا بخلاف المعجم اللغوي والدراسة الملحقة به وستتضح تفصيلات فعلته الشنيعة خلال نقدي القادم بمشيئة الله لأبحاثه ودراساته في منهجه الذي لا يصدر عن أهل العلم الثقات، أما معلومات مكان (قلة القلالة) فهو طبعاً لم ينسبها إليّ لكنه أشار إلى أنني ترجمت له أحد النقوش التي عثر عليها هناك؟!! مستشهداً بذات الصور التي التقطتها من قلة القلالة والتي تخلو من أي نقوش للمسند السبئي!! وأما عبارته الغريبة (حتى تبدو للحديث مصداقية!!!) فقد كانت أثناء حديث دار بيني وبينه قبل أقل من شهر حينما طلبت منه إعلاناً منشوراً يتنازل فيه عن المعلومات التي دلس بها على الناس في هذا البحث والبحوث الأخرى ذات العلاقة بهذه (المجيحة) فأخذ يستفسر عن موطن احتجاجي فقلت له المعلومات الخاطئة مع سبق الإصرار والترصد التي لا تند عن باحث وأبرزها التعليقات على الصور وما بنيت عليها من مدن ومعابد.. وحشرتها في ثنايا البحث وأنت تعلم أنك لم تكن محقاً ولم تقترب من الصواب فيما ذكرته بشأنها فقال لي: (ياأخي كله حتى يبدو للبحث مصداقية)!
وهو لا يملك أساساً أي نص ولا نقش، إنه يصنعها فقط كعادته في بحوثه ثم يبني عليها أوهامه وتخرصاته حتى يرضي خياله فقط.. في معزل عن كل القيم التي يجب أن يكون عليها الباحث.
* ولماذا تأخرت إلى هذا الوقت في مطالبتك؟.. هل كنت تبحث عن أدلة مثلاً؟ وهل لديك أدلة ؟
- نعم لدي أدلة.. ويؤسفني أن الجميع لم يقف على الحياد، والجميع من قراء أخبار الرفاعي فقط.. وقد يكون السبب ليس تفريطاً منهم وإنما كتبه وأبحاثه تطبع في مصر ولا توزع في الوطن.. لم يأت قارئ يدعي أنه من المتابعين لأبحاث الرفاعي وأسقط في يدي!..
الرفاعي من المستحيل حضوره وقد طلبت إجراء مناظرة مع من يقبل بها معي ولم يتقدم أحد ولذلك سأكتب دراسة لنقد أبحاثه التي استعد بإحضارها رجل كريم وسأبدأ بالبحث الذي بحوزتي (الكنعانيون معينيون من جازان)!! الحلقات التي سيبدأ نشرها في القريب.. وسأنثر حججي وأدلتي وبراهيني وأتحداه أن يستطيع الرد عليها.
أما تأخري فأنا في الجبل كما تعلم ولم اتنبه ولم تصلني كتبه، وكنت أثق فيه سابقاً.