نحن النساء، نعاني كثيرا من وجوب وجود وكيل إنابته في بعض الأحيان لقرار لا نتخذه بأنفسنا، وهو أمر نقوم به كارهين أحيانا، ولكن وعلى النقيض هناك حالة نرغب فيها وبقوة بوجود هذا الوكيل، ولسنا وحدنا في ذلك بل حتى إخوتنا الرجال يشاركوننا هذه الرغبة، وأقصد هنا بالمبدعات والمبدعين في مجالات الثقافة والأدب والفن.
والوكيل أو ما يسمى بال (Agent) باللغة الانجليزية قد يكون شخصا مرخصا أو مؤسسة تكون لسان وحال ومحامي المبدع، ويكمن دوره بالمفهوم الغربي المعاصر في بيع المبدع (ونقصد هنا إنتاجه الفكري بالطبع!) سواء أكان كتابا أو نصا أو صورة أو لوحة أو أداء حركيا أو إيقاعيا أو صوتيا، المهم أن يكون عملا مبدعا.
ولن أتحدث هنا سوى عن حالة الفنون التشكيلية أو البصرية (كمصطلح أشمل لحال الفنون التشكيلية المعاصرة) فوكيل الفنان يتمثل ربما في مؤسسة ثقافية أو مؤسسة تجارية في مجال الفنون كقاعات العرض، أو شخص مرخص يشبه عمله عمل المحامي، ومحلياً قد نجد النوعين الأولين وإن كانت خدماتهم محدودة لا يمكن أن تقاس بما تقوم به نظيراتهم في الدول المجاورة لخدمة الفنان، أما النوع الأخير فلم أسمع شخصيا بوجود شخص مرخص (كوكيل) في المملكة، وإنما يقوم به بعض الأشخاص، ربما لقاء نسبة مالية أو ربما من باب رغبته في دعم الحراك التشكيلي المحلي دون أي دوافع شخصية، ولكن في النهاية تبقى محاولات وجهوداً شخصية لا ترقى إلى مرتبة الاحتراف في هذا المجال.
حيث يفترض من الوكيل أن يكون قادراً على الوصول إلى المقتنين وصالات العرض والمتاحف وتسويق أعمال وكيله، ومن ثم العمل نيابة عنه في النقاشات خصوصاً تلك المتعلقة بالأسعار، بل تتبع عملية البيع بين الطرفين حتى يصل العمل الفني إلى المقتني ويصل المبلغ المالي إلى المبدع.
أما غياب الوكيل فقد الحق ظلما بالعديد من الفنانين والفنانات خصوصا أولئك الذين لا يملكون جرأة كافية في المطالبة بحقوقهم المالية والمعنوية (مما أضاع حقوق البعض أمام جشع أو لا مبالاة أو نسيان المقتني!).
وهناك فئة من الفنانين والفنانات لا يملكون مهارات اتصال تساعدهم في نشر أعمالهم الفنية، ناهيك عن العراقيل التي قد تواجه المرأة وخصوصاً تلك المتعلقة بالانتشار الإعلامي (المرئي).
خلاصة القول: إن غياب الوكيل ربما يعتقد البعض أنه في مصلحة الفنان حتى يحصل على كامل الدخل بدلا من إعطاء الوكيل جزءا منه، ولكن بعملية حسابية أخرى فقد يفقد كامل الدخل بسبب عدم وجوده!.
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتبة «7816» ثم أرسلها إلى الكود 82244
الرياض
msenan@yahoo.com