قرأت في العدد قبل الماضي من هذه المجلة (265 في 8-1-1430هـ) مقالاً لطيفاً ظريفاً كصاحبه الأخ الأستاذ علي العمير المشاغب المشاكس صاحب الأسلوب المرح والدعابة المحببة وصاحب المعارك الأدبية (وغير الأدبية) مع كثيرين.
استمتعت بقراءة المقال، وفي الوقت نفسه تألمت لحال أخي، وتشاؤمه، ويأسه، وإحباطه من وضعه وحاله وكتبه وأوراقه وأحب أن أطمئنه (وأروّح عنه) بأنه ليس وحده في ذلك، ومثله يوجد كثيرون، وأكاد أقول إني أحدهم، فكنت كتبت مقالاً -قبل عدة سنوات- عنوانه (حياة الأديب)، أوردت فيه أقوالاً وأشعاراً في هذا المعنى.
ثم كتبت مقالاً في هذه المجلة (العدد 225 في 23-11-1428هـ) وألحقته بثان (العدد 226 في 30 منه) وعنوان كل منهما (حديث الكتب.. البؤساء والمعدمون وحرفة الأدب) (لعل أحد القراء يتذكرهما!!) أوردت فيهما، بل استعرضت الكتب التالية:
- أدباء في ضائقات مالية - عبدالله الجعيثن.
- شعراء ماتوا جوعاً - صالح الغفيلي.
- من دنت إليه الدنيا فرفعته ثم دالت عليه فوضعته - حنان بنت عبدالعزيز السيف.
- إمام البؤساء محمد إمام العيد - محمد محمد عبدالمجيد.
- البؤساء في عصور الإسلام - محمود كامل فريد.
- الشاعر عبدالحميد الديب - د. عبدالرحمن عثمان.
- أدب المعدمين في كتب الأقدمين - سالم الدباغ.
- الفلاكة والمفلوكون - أحمد الدلجي (الفلاكة: هي الفقر والعوز).
وقد قلت في آخر ذينك المقالين ما نصه (وفصه):
(ومن المؤكد أنه يوجد -بين ظهرانينا- من أدركتهم حرفة الأدب من الشعراء والأدباء والمثقفين والكتاب والصحفيين وغيرهم، لا يعلم أحد عن معاناتهم شيئاً، وهم لا يظهرون ذلك، ولا يسألون الناس إلحافا، ويعيشون بالكفاف.
وأعرف أحدهم -ولا غيبة لمجهول- (إياكِ أعني واسمعي يا جارة) عليه قروض لأحد أصدقائه (النشامى ذوي الفزعة والشهامة) وأكد لي (!) أنه يذهب الآن بين فينة وأخرى للبنك الذي يتسلم راتبه التقاعدي علّ راتبه (خرج ولم يعد) والله المستعان).
والطريف ما ذكره العمير عن كتبه وما توقع من عراقيل وتكاليف ومصاريف حين يريد إهداءها لمسقط رأسه، أما ما ذكره عن أوراقه وجذاذات وقصاصات الصحف، وقيامه بفرزها وترتيبها، فليس أول من فعل وعانى من كثرة ما لديه منها، فقد كتب د. عبدالله بن ناصر الفوزان مقالاً في مجلة اليمامة بعددها 1016 الصادر في 28-12-1408هـ عنوانه: (احذروا سياج مكتبة قيس)، قصد بالسياج السلك الشائك الذي وضعته في سلم داري حيث توجد الكتب في دورين من الدار، ووضعت السياج لمنع أطفالي وأطفال مرتادي المكتبة من (التزحلق) على جدار السلم لسلامتهم، وقد تحدث د. الفوزان عما شاهده في المكتبة، وأثار إعجابه من شتى الفنون والموضوعات التي لا تخطر على بال.
ثم عقبت على مقاله بكلمة بعنوان من المجلة هو (صاحب السياج يرد.. قيس تخنقه القصاصات) رددت على مداعبة الفوزان بمداعبة أخف دماً واستعرضت ما أعانيه من كثرة الموضوعات والعناوين والصفحات والقصاصات التي امتلأ بها المكان ووضعتها في كراتين (بالعشرات) وصنعت فهارس لها لأهتدي بها حين أريد الرجوع لبعضها.. مثل:
- صور ومناظر تسر الناظرين.
- صور ومناظر طريفة.
- أخطاء الصحف المطبعية.
- مهاترات بين الكتاب.
- مهاترات بين أصحاب الصحف.
- بعض مقالاتي في صحفنا.
- الأديب المظلوم (زكي مبارك).
- مقالات محمد مصطفى حمام.
- مقالات علي العتيبي.
- مقالات مرحة لكل من: أمين سالم رويحي - لقمان يونس - راشد الحمدان - علي العمير.. وغيرهم.
- صفحات مجموعة من كتابنا.
- مقالات وثرثرة بنات ورجال.
- شعر.
- رسوم هزلية (كاريكاتير).
- تحقيقات عن دول.
- تحقيقات عن مناطق المملكة.
- الدين.
- الأدب.
- الطب.
-النخلة.
- صفحات الشعر العامي.
- السيول.
- الأندلس.
- أشياء مهمة.
وعشرات الموضوعات الأخرى.
هذا بالنسبة للصفحات.. أما الموضوعات والأوراق فإنها في (كراتين) بالعشرات ولكل (كرتون) فهرس.
وقد تجمعت لدي صفحات وقصاصات جديدة بدأت هذه الأيام بفهرستها -كما يفعل أخي العمير- وأنجزت معظمها بعد سهر بعض الليالي ومضايقتي لزوجتي الصابرة وأولادي الصابرين، وقد بلغت -حتى كتابة هذا المقال- ثلاثمائة وستين موضوعاً (360) في ثماني عشرة صفحة.
والله المعين والمستعان.
مكتبة قيس للكتب والجرائد القديمة
الرياض