تأليف: حسن عبدالله
بيروت: مؤسسة الانتشار العربي 2008
منذ البدء، عرف تاريخ المسلمين الاغتيالات والقتل لأسباب سياسية ولأسباب قبلية أيضًا، ولم ينج أي من الخلفاء الراشدين من محاولات الاغتيال، فماتوا جميعًا بيد أعدائهم. إلى ذلك يعدد المؤلف حوادث الاغتيال التي أودت بحياة الخلفاء الراشدين وعدد من الصحابة والتابعين، أما الفاروق عمر ابن الخطاب فقد راح ضحية مؤامرة بين الفرس واليهود، وقد قتله أبو لؤلؤة المجوسي بعد أن طعنه ست طعنات، ويشير المؤلف إلى أن عملية اغتيال عمر تمت بمؤامرة من حركة سرية يقودها الهرمزان ملك الخوزستان الذي جيء به إلى المدينة أسيرًا، وقد عهدوا إلى أبو لؤلؤة بتنفيذ أمر الاغتيال، وبتخطيط من كعب الأحبار. أما عثمان بن عفان فقد قتل في مؤامرة متكاملة الأبعاد بعد أن جنح به الأمويون إلى ما حذره منه عمر قبل وفاته حين قال له: إن وليت هذا الأمر فلا ترفعن بني أمية على رقاب الناس، لكن عثمان لم يفعل، وبين من شاركوا في مقتل عثمان أناس كانت بينهم وبينه خصومة شخصية، أي أنهم لم يكونوا ينتصرون لفكرة أو قضية، ومن هؤلاء محمد بن أبى بكر وعمار بن ياسر وغيرهما، وقد عاب الثائرون على عثمان أنه استعمل أقرباءه، فكان في الشام معاوية بن أبى سفيان، وفى البصرة سعيد ابن العاص وفى مصر عبدالله بن أبى السرح، وكان بعض من ولاته مصدر شكوى المسلمين في هذه الولايات.
وأما على بن أبى طالب، فكان صريع الفتنة الكبرى بين الهاشميين والأمويين، ومن هذه الفتنة الكبرى ولد الخوارج الذين دبروا أمر اغتيال علي، حتى قتله عبدالرحمن بن ملجم وهو في طريقه إلى المسجد ليصلى بالناس.
وقد عرف تأريخ المسلمين صورًا شتى للاغتيالات والقتل يوردها المؤلف، منها اغتيال الحسين بن على والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله ومحمد بن أبي بكر ومروان بن الحكم وعبدالرحمن بن خالد بن الوليد وعمر بن عبدالعزيز خامس الخلفاء الراشدين وكثيرون غيرهم. يقع الكتاب في (147) صفحة من القطع العادي.