إعداد: محمد المنيف
في حلقتنا الخامسة استعرضنا بالتلميح والإيجاز عن عدد من التشكيليات في الدول العربية، الأردن، تونس، الجزائر، لبنان، مع علمنا ان في كل منها وفي بقية دول عالمنا العربي أسماء أخرى لكن الأمر يتعلق بالمعلومة التي تصل إلينا أو نجدها عبر الوسائل المفتوحة في الإصدارات أو ما يكتب من مقالات سنشير إليها في حال اكتمال إعداد الكتاب الشامل والموسع، كما نشير إلى أننا لا نعتمد على المستوى الفني لمن استعرضنا أسماءهن فللنقاد في كل بلادنا العربية رأي فيه وإنما هدفنا أن نبين حضور المرأة في مجال الفنون التشكيلية منتظرين أي تصحيح أو إضافة فالأمر ليس نصا لا يقبل التعديل وإنما قابل للقصور ومنتظر التعديل.
في هذه الحلقة سنستعرض حضور المرأة في الفن التشكيلي الخليجي الذي أتى لاحقا بعد تشكل هذا الفن في الشام والعراق ومصر الأقدم كما جاء في تاريخ الفن التشكيلي العربي من جانب الاهتمام وإنشاء المؤسسات المعنية بتعليم هذا الإبداع كالأكاديميات والكليات والمعاهد الفنية التي سنعود للحديث عنها بشكل مفصل، لهذا سنكون في هذه الحلقة مع التشكيليات في مجلس التعاون الخليجي.
التشكيليات في قطر
تعتبر الجمعية القطرية للفنون التشكيلية المنفذ والجسر والحضن الذي وجدت فيه المرأة التشكيلية القطرية منطلقا لإبداعها بعد مرحلة المرسم الحر مع أن الكثير من التشكيليات كان لهن حضور مبكر قبل تأسيس الجمعية عام 1980م، ففي السبعينات الميلادية وهي الفترة التي تشكل القاسم المشترك الزمني للنشاط التشكيلي الخليجي وبداية لحضور المرأة فيه كما جاء في كتاب خولة المناعي التي رصدت رائدات البدايت في كتاب بعنوان (العشر الأوائل من رائدات الفن التشكيلي في قطر).
كان هناك الفنانة التشكيلية القطرية، الأولى (وفيقة سلطان) التي ساهمت بشكل فعال لدعم الساحة التشكيلية النسائية في قطر، لتأتي في فترة قريبة منها الفنانة ثم الدكتورة أمينة كاظم، أما في الثمانينات العام الذي تأسست فيه الجمعية فقد برز كل من الفنانات بدرية الكبيسي، خولة محمد المناعي، حصة المريخي، وفاء الحمد، أمينة محمد المناعي، مريم علي عبدالله، وناهد السليطي، سلوى آل شريم، جميلة آل شريم، سلوى سرور، صالحة النصف، مي الكواري، هيفاء عباس، الفنانة سعاد سالم.
أما أحدث المناشط التشكيلية القطرية التي أبرزت عددا من التشكيليات يمكن اعتبارهن من الجيل الجديد عودا إلى أن المعرض يحمل عنوان (ناقص 40) للإبداع التشكيلي الخاص بالفنانين الشباب الذين تقل أعمارهم عن 40 عاما أقيم في جاليري المرخية بسوق واقف في الدوحة ضم نخبة من التشكيليات منهن الفنانات: وضحى السليطي، حصة المفتاح، عائشة المسند، هنادي درويش، منار المفتاح.
التشكيليات في الكويت
نعود للإشارة أن بدايات أي إبداع تشكيلي في أي من الدول العربية خصوصا لم يكن للمرأة في أول معارضها الجماعية أي حضور إلا في أضيق الحالات أو ما لا نعلم عنه مقابل الكثير من المعارض الموثقة التي يظهر فيها الغالبية من التشكيليين الرجال، مستثنين المعارض الفردية للتشكيليات رائدات البدايات في أي من الدول العربية، من هنا فإن التشكيلية الكويتية لم يكن لها حضور بارز ورسمي إلا بعد أن تأسست الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية سنة 1967حيث كان من بين المؤسسين لها كل من الفنانات: صبيحة بشارة، موضي الحجي، نسرين أمين، ثريا البقصمي... وقد تلقى غالبية التشكيليات دراسة الفنون خارج الكويت إلى ان لحق بهن الكثير من الأسماء في فترة متأخرة بعد إنشاء معاهد المعلمين والمعلمات وكليات التربية في التعليم العام التي تحتضن أقسام وتخصصات في هذا مجال التربية الفنية وفيها تتلقى الدارسة أسس العمل الفني التشكيلي.
لهذا نذكر بعضا من الأسماء التي وردت في المعرض التشكيلي الكويتي الذي نظمته الجمعية الكويتية عام 2005م منهن: ابتسام العنزي، سكينة الكوت، سهيلة النجدي، فاطمة البقصمي، فاطمة باقر، ويمكن الإشارة إلى المعرض الذي افتتحته في الرياض الأميرة الجوهرة بنت فيصل بن تركي آل سعود عام 1422هـ بقاعة الفنون بمركز الأمير فيصل بن فهد للفنون التشكيلية التابعة لمعهد العاصمة النموذجي قامت على إعداده والإشراف عليه مجموعة فنانات الرياض برئاسة الأميرة أضواء بنت يزيد بن عبدالله وبتنسيق مع الأستاذة لمياء العجاجي.
التشكيليات في عمان
الراصد للحركة التشكيلية العمانية سيجد أنها بدأت فعليا في 1980 مع إنشاء مرسم الشباب الذي أفسح المجال لممارسة النشاط الإبداعي وتنظيم الرؤى وتدريبها أكاديميا. تجربة التشكيليات العمانيات تعتبر ظاهرة ايجابية في مجمل حركة التشكيل العماني، وقد حققت المرأة العمانية الكثير من التطور عبر سبل رسم خط متواز مع تسارع الحرة التشكيلية التي تعتبر سلطنة عمان الأكثر حداثة فيها ومع ذلك لحقت بالركب ونافست على الجوائز على مستوى الدولة أو خارجها ومن هنا يمكن أن نذكر بعضا من التشكيليات ومنهن، الفنانات: رابحة محمود، حفصة التميمي، ناديا جمعة البلوشي، مريم الزدجالي، افتخار البدوية، فخرية اليحيائي اهتمت المرأة العمانية التشكيلية بتسجيل الواقع والبحث في التراث واستلهام جمالياته مع ما تبع ذلك من التعامل مع الجديد مع متطلبات العصر وما طرأ علي الفن التشكيلي من تحولات نحو استحداث أساليب وتقنيات وتاكيد على ابعاد الفكرة الفلسفية اكثر منها نقلا من الواقع.
التشكيليات في البحرين
تمتلك البحرين جمعيتين للفنون إحداهما باسم جمعية البحرين الفن للمعاصر وهي الأقدم، حيث أعلنت عام 1974م وكان من بين المؤسسين امرأتان هما الفنانتان، صفية سوار، نجمة محسني كما تم تأسيس الجمعية الأخرى باسم جمعية البحرين للفنون التشكيلية عام 1983م التي ضمت في عضويتها الفنانة بلقيس فخرو، كما نجد أسماء عدة أثرت الساحة التشكيلية البحرينية بحضورها وإبداعاتها منهن على سبيل المثال: فاطمة الجاسم، هلا الخليفة، صفية سوار، صباح الموسوي، خاتون الأنصاري، فائقة الحسن، لبنى الأمين، نبيلة الخير.
التشكيليات في الإمارات
تعتبر الإمارات العربية المتحدة الأنشط والأكثر قربا من كل جديد في مجال الفنون التشكيلية ومن ابرز ما يمكن الحديث عنه في هذا المقام المناسبات والمعارض العالمية التي تحتضنها الإمارات ومنها معرض أرت دبي ومعرض كرستيز وكل منهم له وقعه وصداه العالمي إضافة إلى ما تتمتع به الشارقة من نشاط فعال يتمثل في بينالي الشارقة إضافة إلى المعرض النخبوي للتشكيليات الذي حمل عنوان عيون عربية شارك به عدد من التشكيليات العربيات منهن على سبيل المثال الفنانات الإماراتيات: أسماء الوثلان، جورية الخاجة، توصيف الملا، سارة الفطيم، الشيخة سوسن القاسمي، عزوة سلطان القاسمي، مريم سلطان الأنصاري.
هذا المحيط النشط كان له تأثيره على التشكيليين هناك ولهذا أخذت المرأة الإماراتية مكانتها ودورها في هذا المجال وقد تكون الفنانة (نجاة مكي) أحد الرموز التي يمكن الاستشهاد بها نتيجة حضورها المتميز إبداعا ومساهمات محلية ودولية إضافة إلى الكثير من الأسماء التي برزت في الفترة الأخيرة إضافة إلى الفنانة (عزة القاسمي) عضو مركز دبي العالمي للفنون، أما الحدث الجديد على الساحة الإماراتية فهو معرض (الجمان) عام 2006م الذي جمع ثماني تشكيليات غالبيتهن من الإمارات ومن بعض الدول العربية وتبنته مؤسسة العويس الثقافية بدبي حملت المجموعة هدف نشر فن جدي يخاطب المتلقي من منطلق مسؤول لتغيير مفهوم الفن بأنه ليس لهواً بل هو مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتقهن، ضم المعرض كل من الفنانات: نجاة مكي، منى الخاجة، وفاء خازندار، كريمة شوملي، حسناء أبو بكر، سلمى المري، ماجدة نصر الدين، هبة إدريس.
أخيرا
بهذه الحلقة قدمنا لمحة سريعة تمثل نافذة لنطل منها قدر الإمكان على دور المرأة في الفن التشكيلي الخليجي في سياق الحلقات لسابقة التي مررنا فيها بمراحل تاريخية على مستوى العالم مرورا بالعالم العربي وصولا إلى مجلس التعاون لنكون معكم في الأسبوع القادم بإذن الله مع المرأة في الفن التشكيلي السعودي.
monif@hotmail.com