الاسم المقصور ما انتهى بألف تلازمه في كل مواقعه الإعرابية، ومن الأفعال الناقصة ما ينتهي بألف أيضًا، وبسبب هذه الألف ذهب النحويون إلى تقدير العلامة الإعرابية على هذه الألف التي هي عندهم حرف إعراب كالدال من (يزيد)، والنحويون حين يعمدون إلى ذلك إنما يعممون ظاهر العلامة الإعرابية؛ فهي إن تظهر مع حرف الإعراب الصحيح فإن الضمة أو الكسرة تقدر فوق الياء من مثل (الجاري)، وتقدر كل الحركات إن كان حرف الإعراب ألفًا، كما في (يَلقى الفتى الأفعى بالعصا)، وبهذا عممت القاعدة وهي ارتباط الوظيفة الإعرابية بالعلامة ظاهرة أو مقدرة. وأما المحدثون، فمنهم الوصفيون الذين دعوا إلى إهمال الإعراب التقديري، كما فعل تمام حسان وتلامذته، لأن العلامة عنده قرينة لفظية (1).
ويلخص محمد حماسة عبداللطيف هذا في قوله:(وعلى ذلك، لا حاجة إلى تقدير العلامة الإعرابية في الأسماء المقصورة والمضافة إلى ياء المتكلم، وكذلك الإعراب المحلي في المبنيات والجمل التي تنقل للقيام بوظيفة اسم مفرد، لأن المعنى النحوي قد حدد بوساطة القرائن الأخرى) (2).
* عصًا
* ع َ ص َ ×× ن* ع َ ص َ َ ن* ع َ ص َ ن
ومثله ما انتهى بألف زائدة فهذا الألف في أصله حسب داود عبده همزة (3). ومثال ذلك (حبلى) فأصله (حبلأ). ولكن الهمزة تحذف ويعوض عنها بالفتحة السابقة عليها:
* ح ُ ب ل َ ××* ح ُ ب ل َ َ = حُبْلَى.
والخلاصة تظهر العلامة الإعرابية في ما انتهى بحرف صحيح كما في (يكرمُ محمدٌ والدَ زيدٍ) وتحذف في ما انتهى بألف مع حرف الإعراب فلا هي مقدرة، ولا الألف حرف إعراب كالدال من (يزيد) بل حركة طويلة هي عوض عن حرف الإعراب.
( 1) حسان، اللغة العربية مبناها ومعناها، ص185، وانظر كتابه: البيان في روائع القرآن، ص200 .
(2) عبداللطيف، العلامة الإعرابية في الجملة، ص290.
(3) داود عبده، دراسات في علم أصوات العربية (الصباح/ الكويت،د.ت.) 77-89.
* * *
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«7987» ثم أرسلها إلى الكود 82244
الرياض