الثقافية - مفرح العمعوم:
في محاضرة عنوانها: (ما قبل الفلسفة: حالة المجتمع السعودي) للأستاذ على جمعان عبدالله الشدوي على أن ما سيقدمه هو مدخل لمشروع يعمل عليه بذات العنوان، وطالب بتدريس الفلسفة في الجامعات تحت مسمى نظرية المعرفة، وقال: إن أحد أهداف الفلسفة أنها تجعلنا نتبين أن هناك أشياء كنا نعتقد أننا نعرفها ونحن لا نعرفها، وهناك فرق بين المعروف والمألوف، ثم ألمح أن المتع الفكرية هي أول الأسباب التي تجعل الإنسان يشعر بالسعادة، وأضاف: إن الناس يحبون التفكير والمعرفة إلى أقصى حد ممكن، مستشهداً ببرتراند رس الذي برر تراجعه عن الانتحار برغبته في معرفة الرياضيات أكثر. ثم تطرق الشدوي للمفاهيم الفلسفية كالعدالة والفضيلة والحكمة وغيرها، وقال: إنها من مكونات صحة الشعب العامة وسمى الصحة بالسعادة، مشيراً إلى أن سعادتنا تتأتى من أن نتحرر من شبكة المسلمات التي تشكل خلفيتنا المعرفية حين نتصرف أو نفكر أو نتحدث، وقال: إنها رصيد متراكم من الأفكار والمفاهيم تتبلور في أذهان الناس وتشكل استجابات يمارسونها بكل ثقة ويؤمنون بها من غير أدنى شك ويتقبلونها كحقائق ذات طبيعة فكرية مطلقة، وانتقل إلى التعاسة وقال: إنها تتأتى من أننا لا نستطيع أن نتحرر من شبكة الأحكام التي تثقل علينا بما يترتب عليها من قيم إلى حد لا تكاد تتحمله طبيعتنا البشرية للقيام به، وأردف: إن تعاستنا تتأتى من أوهامنا في أن بمقدورنا أن نمتلك الحقيقة، والسعادة تتأتى من أن نتخلى عن رغبتنا في معرفة يقينية وأن نكون أكثر واقعية، وأضاف: إذا كانت الفلسفة تنشأ في وقت ما وإذا كانت استجابة عقلية خفية تظهر للعلن على يد أشخاص فإن الفلسفة هي استجابة لشعب متعاف أي سعيد لكن ليس شعباً مطلقاً. وعن تدريس الفلسفة حتى ولو تحت مسمى جزء منها هو نظرية المعرفة في التعليم العام أو الجامعي قال: علينا أولاً أن نكون متعافين أي سعداء، وليست الفلسفة دملة تنبت على جسم المريض أي التعيس إنما هي غناء يظهر في المجتمع المتعافي سعادته.