الثقافية - علي سعد القحطاني
أوضح الدكتور محمد بن خير البقاعي أستاذ الدراسات الأدبية والنقد الأدبي في جامعة الملك سعود ل(الثقافية) أن التطور العلمي الذي شهده الغرب في المجالات كلها إبَّان القرن العشرين أمر لم يعد قابلاً للتشكيك خصوصاً أنه أصبح اليوم في القرن الحادي والعشرين من التراث الإنساني الذي يحتاج إلى مراجعة وتقويم وبيّن الدكتور البقاعي على مدى أهمية (المراجعات) وقال: قد بدأت بالفعل عملية المراجعة والتقويم في كل المجالات الممتدة من العلوم الدقيقة إلى الرياضيات والفيزياء والطب، والطب النفسي، بل إن ما كان يظنه العالم غير قابل للمراجعة-النظرية النسبية مثلاً-هي اليوم موضوع إعادة نظر علمي. وتصدر اليوم كتب مراجعات وتقويم لما أُنجز في القرن العشرين، أملاً في الانطلاق إلى آفاق علمية جديدة بعد السنوات العشر الأولى من القرن العشرين التي يعدها العلماء سنوات المراجعة والتقويم والتحفز للانطلاق إلى آفاق جديدة. ولم تشذ عن هذه القاعدة العلوم الإنسانية؛ إذ بدأت تصدر كتب تقوّم ما تم إنجازه في اللسانيات والفلسفة وعلم النفس والتاريخ وعلم الاجتماع. وإذا أردنا أن نتدارك، نحن العرب، بعض التأخر في المجالات كلها فإن الفرصة اليوم ماثلة ولا تحتاج إلا إلى انتهاز الفرصة والعض بالنواجذ على كتب المراجعات لترجمتها وشرحها وتقديمها للقارئ العربي والعلماء العرب في كل المجالات لتكون انطلاقتنا بعد سنوات المراجعة والتقويم العشر متواكبة مع ما يستعد العالم له من وثبات علمية جديدة. فهل من مؤسسات مخلصة لا تهمها الزوابع الإعلامية، وتنتصر للثقافة الجادة المفيدة لمستقبل الأمة لعلنا نتدارك بعض التأخر العلمي الذي تعيشه مجتمعاتنا العربية.
الجدير بالذكر أن للدكتور محمد البقاعي اهتماما في هذا الجانب, وصدر له كتاب مترجم يتناول (مراجعة ما تم إنجازه في مجال اللسانيات في القرن العشرين) كما أن للدكتور البقاعي كتبا أخرى منها (من رحلات الفرنسيين إلى الجزيرة العربية), (تحريف الكلم والترجمة, قراءة في ترجمات القرآن الكريم), ترجمة كتاب (الرواية في القرن العشرين) لجان إيف تادييه.
