(1)

مشهد

بعد مشاهدته التلفزيون ينهض بكسل، يغسل أسنانه، يشرب الحليب البارد يتمدد في فراشه، يتذكر أنه أدى واجباته كاملة غير منقوصة.

فهو منذ أن حل بهذه المدينة لا يأبه بأي شيء يعيد للحياة وجهها المبهج على الرغم من أنه يتقن تعاليمها!

(2)

وجيب

قلبه يشيع حالة من القلق، والألم.. وجيب غير متناغم يحصي عليه منغصاته.

يحاول جاهداً قضم فاكهة السكينة، إلا أنه يعجز عن تلافي حالة خوره في سخام الهجس الأليم:

- أقلبي مصاب؟!

(3)

إغفاء

عامل يداهمه النعاس على حافة جدار قصير يستند إليه، وكأن الغروب الذي أزف قد أشعره بقرب النهايات الموعودة ليوم شاق.

عامل آخر يمني النفس بمساء يجدد فيه العلاقة مع الحياة، لكنهما سيسقطان حتماً في متاهة تعب مر.

(4)

قتاد

مرة واحدة يزهر (القتاد). يؤول إلى الصفرة، وتزول نضارته، فالأرض قفر، والمسافات جرداء.

حطاب بلا دربة سيحثو بمعوله التراب تحتها.. سيصيرها إلى هشيم سائغ للدواب في جوف شتاء قارس ينذر بالمجئ.

(5)

غناء

الأصوات الفانية لن تعيد الهمة إلى قلوب الحفارين، والقصص الأسطورية ستؤول حتماً مع الظهيرة إلى مطلب خاو للقمة.

دعك من الغناء الذي يشبه النواح، فأهل الأصوات سيبيتون على الطوى إن هم عاودوا هذا الغناء الحزين بطرب منقرض.

(6)

صراع

الليل معركة كونية، أبطالها النجوم التي تتوامض بقلق، والرجال الذين تنهكهم المفازة القفر حينما يهمون بالنزوع نحو نجوع بعيدة، وحده النهار هو من يجندل الليل، ويمحق نجومه، لكن الصراع يلوي إلى التكافؤ، إذ لا تلبث الغلبة إلا وتعود لليل من جديد.