(إذا كنت لم أرث من طفولتي أدنى عقدة فإن كهولتي كلها عقد. وأمُّ تلك العقد كلها جهلي الذريع بلغة الخواجات).
اليمامة .- ع1036 (19 جمادى الأولى 1409هـ) .- ص50.
(ربما كان تعلقي بأكثر من حقل علمي، فالإخوان يقولون: كيف نصنف هذا الرجل، هل نعتبره فقيهاً؟.. هل نعتبره لغوياً؟.. هل نعتبره أديباً؟.. ولي أكثر من تخصص، وإنني عالم فيما علمت جاهل فيما جهلت .. والأمر الآخر المختلف فيه دعوي التناقض كيف يكون هذا الرجل متعلقاً بالفقه مثلاً والعلوم الشرعية ثم يميل إلى الأدب والفنون؟.. هم يعتبرون هذا تناقضاً سلوكياً لا تناقضاً وجودياً بينما لا أرى في ذلك أدنى شيء من منطق شرعي؛ لأن حكم الوجوب أو حكم الندب أو حكم الإباحة حول التعلق بمثل هذه الآداب والفنون يُرجع فيه للشرع، والشرع لم يسد الباب في التوسع في العلوم إذا تم أداء الواجب والامتناع عن المحرم).
الجزيرة .- ع8445 (19 جمادى الآخرة 1416هـ) .- ص23.
(ابن حزم: والدي، ومعلمي، وصديقي، نفعني الله بكتبه المطبوعة والمخطوطة فورثت تعدد التخصص في مختلف المعارف، وأحكمت صناعة المنطق والجدل، وتعلمت حرية الفكر التي أسيِّر بعزائمها حريتي السلوكية الإرادية، أرى صحة فقهه تأصيلاً لا تطبيقاً؛ أما اجتهاده في قضايا العقيدة فلي عليه ألف تحفظ).
ملحق التراث (المدينة) .- ع11 (14 رجب 1406هـ) .- ص9.
(أنا من الجنس البشري، وإنما تميز النية مشربي العلمي الذي تميزت به فقد كنت قارئاً للأساطير، إلى أن تحولت إلى نطاق الأدب، إلى العلم الشرعي، إلى مذهب أبي محمد بن حزم، إلى التعدد في التخصصات مما يحسبه البعض ثقافة عامة .. بهذا المشرب تتميز نيتي، وتتميز أيضاً بما جبل عليه شيخي أبو محمد بن حزم من تعدد المعارف، وتميز الشخصية العلمية، وعدم الأمعية في الرأي، فأنا كل هذه الجمل التي مرت).
الجزيرة .- ع5488 (15 صفر 1408هـ) .- ص11
(أنا خلقة ووجداناً مهيأ لأن أكون شاعراً، ولكن طلب العلم والبحث والتأليف يَئِدُ التجليات الشعرية وابتسامات القريحة؛ فآثرت الإخلاص للعلم لا للشعر).
المسائية، ع5043 (25-26 جمادى الآخرة 1419هـ)
(لقد صدر لي ديواني المعروف باسم (النغم الذي أحببته) وأنا نادم عليه غاية الندم ليس لأشياء ينتقد فيها من حيث الغزل ولكن لضعف مستواه الفني ...).
الأربعاء (26 محرم 1409هـ) .- ص16-17.
(كأشواك العوسج كن في حلوقهم .. ومثل أشواك العرفج كن في عيونهم أولئك الناعقين لينالوا من لغة القرآن الكريم .. المتشدقين ليظهروا ويشتهروا بين الملأ.
قد يعرفهم الناس ويظهرون إلى السطح، ولكن كالجيفة تطفو على صفحة الماء .. تنتفخ بقبح).
(لم أتمذهب في يوم من الأيام بمذهب أدبي معين، ولا بمذهب فكري معين، بل تمذهبي لما تمليه وما تقتضيه هذه المعايير، معايير الوجود الثلاثة: أن يكون الشيء حقاً بقوانين المنطق، أو يكون خيراً بقوانين السلوك، أو يكون جمالاً بقوانين النقد الفني. هذا هو مذهبي في الفكر والأدب والحياة.
الحقيقة والجمال والسلوك الخيِّر لا زمان لهنَّ عندي ولا مكان، يكون القبح في القديم كما يكون في الحديث).
الجزيرة .- ع5488 (15 صفر 1408هـ)
(... بالنسبة لقراءة الهجاء .. فقد بدأته منذ الصغر في الكتاتيب أما القراءة العامة فقد بدأتها في التاسعة أو العاشرة، وابتدأتها بقراءة قصص خرافية عن الدراويش وتغريبة بني هلال وسيرة عنترة .. وقد أفادتني هذه القراءة في تشويقي لدراسة الأدب العربي الفصيح والتعرف على بعض الأعلام الأدبية والتاريخية .. كما تولعت بعد ذلك بدراسة المعلقات وشعر صدر الإسلام حتى نمت المدارك).
الجزيرة .- ع4383 (3 محرم 1405هـ) .- ص17.
الفرد المسلم منطقي في تعامله الفكري وفق إيجابيات العقل وموانعه واحتمالاته، ووفق وسيلة المسلم ذاته، ووسيلة إخوانه في الملة من المفكرين في المعرفة، ووسيلة أبناء جنسه من البشرية وفق عقل مشترك تركت الملة أمره للعقل الإنساني .. وكلما استجدت وسائل جديدة للمعرفة، أو خبرات حسّية تُعين العقل في تصوره: فإنه يُحوِّر في أحكامه وقضاياه تبعاً للبرهان من غير أن يضيره ذلك؛ لأن معرفته في الأمس كانت بالنسبة إلى وسيلته في المعرفة بالأمس، كما أن معرفته اليوم كانت بالنسبة إلى وسيلته هذا اليوم .. ومبدأ النسبية من الثوابت الفكرية التي لم تتخلخل على مدار التاريخ.
المدخل عن نظرية المعرفة .- ص17.