سعادة الدكتور إسماعيل بن محمد البشري المحترم حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
شرفت ببحثكم ملامح من تطور الأوضاع الاجتماعية في عسير في عهد الملك عبدالعزيز، وسيخرج إن شاء الله في العدد الممتاز الخاص بالذكرى.. وبما أن الدين النصيحة أيها المحب فإنني رأيت في بحثكم كلاماً عن فئات مسلمة من بلاحطة ومحَّاحين إلى آخره، وأغدقتم عليهم من الإزراء والشماتة، وهذا لا يليق بمسلم امتلأ قلبه بالورع وامتثال القرآن الكريم وما فيه من الحض على أخوة الدين والمنع من التنابذ، والتعبير وبيان أن الفضل الذي يترتب عليه الجزاء إنما هو التقوى.. وقد شطبنا ما يتعلق بهذا حرصاً على دينكم، وتورعاً من إيذاء مسلمين بغير حق، وبعداً عن التفرقة والتجزئة في المجتمع الذي بناه عبدالعزيز اتباعاً لدين ربع.. ولست بهذا استأذنكم بإلغاء ما ألغيته؛ فرسالتي تقتضي ذلك، وإنما أحببت تنبيهكم لتراجعوا وجدانكم؛ فالمسلم مرآة أخيه، وتقبلوا عاطر تحياتي.
أخوكم
أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري
(محمد بن عمر بن عبدالرحمن العقيل)
9 - 10 - 1419هـ
سيدي الكريم الشيخ أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد سعدت بالاطلاع على ملاحظتكم القيمة على بحثي الموسوم ب(ملامح من تطور الحياة الاجتماعية في عسير في عهد الملك عبدالعزيز) والمرسل إلى مجلة (الدرعية) الغراء لنشره في عددها المخصص لمناسبة مرور مائة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية.
وأشكر لفضيلتكم نصيحتكم الغالية فيما أشرتم إليه من رصدي لبعض فئات المجتمع في عسير، ويعلم الله أنني كنت متردداً أثناء كتابة تلك الأسطر؛ ليقيني أن ذلك مما يبغضه المسلم، وأن أكرمكم عند الله أتقاكم، إلا أنني اجتهدت بأن في ذلك تسجيلاً لواقع اجتماعي يعرفه القاصي والداني، وهي تقسيمات بدأت تتلاشى وتذوب مع تطور الحياة وانتشار العلم والعلماء، والحمد لله.
إلا أنني - يا شيخنا - أتحفظ على ما ورد في رسالتكم من أنني أغدقت عليهم من الإزراء والشماتة، وأنا لم أتشمت أو أزدري تلك الفئات بقدر ما رصدت واقعهم الاجتماعي دون تقصد للإيذاء.
وختاماً أكرر شكري لفضيلتكم وأتقبل نصيحتكم الأبوية الكريمة، والله أسأل أن يجنبنا وإياك الزلل، وأن يجعل الأعمال كافة في رضاه، ودمتم لمحبكم.
أخوكم
إسماعيل بن محمد البشري
16 - 10 - 1419هـ