بلا جدال، يعتبر الأستاذ الدكتور مصطفى محمود قيمة كبرى في الفكر العلمي والأدبي والإسلامي، بدأ مفكراً مادياً عميقاً وأثار أسئلة كبرى في عدد من كتبه المهمة (مثل لغز الموت، لغز الحياة، وغيرهما) شإلى جانب مقالات غنية وكثيفة في الصحف والمجلات الأسبوعية، كصباح الخير وغيرها، واكتسب شهرة على نطاق واسع في مجالات العلم والأدب والفن والإبداع كرجل في موقعه الرفيع يقدم لمختلف طبقات الناس أسئلة تستحثهم أن يشاركونه التفكير في الوصول إلى إجابات عنها.. وكانت أسئلته من الجرأة بمكان حتى وصلت به أبعد مدى من الممكن أن يصله عقل بشر، ثم اهتدى بعد تفكير وبحث بعمق وعبقرية عظيمة.. اهتدى إلى الإيمان اليقيني.. واستغل أحسن استغلال ثقافته العلمية الواسعة فيما يشكل مشروعا فتح آفاقاً لأجيال متتالية فيما يخص العلوم وارتباطها بالدين الإسلامي .. وكيف أننا من الممكن أن لا نختلف أو أن نجد ارتباطاً وثيقاً يجمع بين العلم والإيمان..
وبين الفكر والفن.. وبين الأسئلة القوية والإجابات الأقوى..
وكتب في تلك المرحلة كتباً كثيرة وقيمة جداً أعقبت التزامه إسلامياً، وتنوعت كتاباته وكأنه يريد أن يقول كل شيء.. أسأل الله أن يمكنه بالصحة وطول العمر حتى يقول كل ما عنده، فهو الأقدر في زماننا على أن يقول كل شيء.. وأشكر صحيفة الجزيرة الثقافية على عملها النبيل بأن خصصت ملفاً عن هذا الرجل الكبير، كما أشكر القائمين على الصحيفة بأن أتاحوا لي فرصة التعبير بشكل سريع عن إعجابي بهذا الرجل ومحبتي له.