سألت أحدهم عن إحدى المحاضرات التي ألقاها متخصص في مجال من مجالات الفنون، فأجابني أنّه لم يحضرها, مبرراً ذلك بأنّ ما حملته من عنوان يدل على أنّها كئيبة ومملة وسبق أن نشرها المحاضر في إحدى المجلات، انتهى التعليق مؤكدين صدق قوله متفقين مع رأيه، فما يطرح في كثير من الندوات والمحاضرات لا يختلف عن المحاضرات التي يتلقّاها طلبة الجامعات على مقاعد الدراسة، فهي تنظير وسرد تاريخي لأحداث وأسماء تجاوزها الكثير، دون وعي من المحاضرين أو المشاركين في الندوات بأهمية القضايا التي تعيشها الساحة وأهمية استعراضها ابتداء من التحكيم (القضية الأزلية) مروراً بالاستنساخ أو الاعتماد على أيدٍ خفية في تنفيذ الأعمال الفنية وصولاً إلى ما قد يحدثه اندفاع الساحة نحو الفنون الحديثة من مغالطات وإضاعة للهوية، وقوفاً عند ما يشوب الساحة من عدم استقرار أو فهم لما هي عليه المعارض وما وصل إليه مفهوم تمثيل المملكة خارجياً، أو ما يتم في المسابقات والمعارض الجماعية التي يزج بها في كل مناسبة دون وعي بأهمية الفن التشكيلي وارتقاء به، لقد تعدّدت الندوات والمحاضرات ولم يتغير نهجها أو هدفها أو مواضيعها المطروحة، ولهذا لا تجد أي تحرك أو تفاعل من قِبل الحضور بل قد لا تجد حضوراً.