فارقتُه وأسايَ غيرُ مُفارقي
وتركتُ في كفَّيهِ بعضَ علائقي
ومضيتُ لا كفّاهُ أَطبَقَتَا، ولا
رَمَتَا، ولا شَكَتَا ثقيلَ مَواثقِ
غالَ البُرُودُ بقيّةً من حِسِّهِ
واعتاضَ عنه بمنطقٍ مُتحاذقِ!
ورماهُ زُخرُفُ لحظةٍ في عثرةٍ
فأشاحَ عن وجهِ الخليلِ الصادقِ
لم تَبقَ من ذكراهُ إلا خيبةٌ
في مُقلتَيَّ، ووخزةٌ في خافقي
لولا قديمُ مودةٍ لم أَجتَرِئ
أبداً على سامي المَقامِ السامقِ!
لكنَّ طيفاً من زمانِ براءةٍ
طَرَقَ الرُّؤَى.. أنعم به من طارقِ
ففتَحتُ آفاقي له، وسَبحَتُ في
تيّارهِ، وكَسَرتُ كلَّ مغالقي
وأَفَقتُ لا أَلوي بغيرِ مَرارةٍ
وتَنَهُّدٍ هو لا مَحَالةَ خانقي
عَتَبي الذي داريتُهُ فأَضَرَّ بي
يا ليتَهُ دمعٌ بمقلةِ عاشقِ