وميض الفُرقة التشكيلية في القطيف عبد الرحمن السليمان
|
اعتدنا بعد قيام جماعة الفنون التشكيلية في مركز الخدمة الاجتماعية بالقطيف أن تشهد المدينة بعض البرامج التشكيلية خلال شهر رمضان أبرزها الورشة الرمضانية التي تكون بمثابة التقاء أعضاء الجماعة وإن على نحو متفرق، يقام بعد الورشة معرض أو نشاط ذو علاقة، مرّت أعوام وصالة المركز مغلقة والأنشطة محدودة بل وانحسرت هذه الأنشطة على مدار العام بعد أن تفاءلنا بالمجموعة خيراً، وهي التي انتظمت معارضها في بدايات قيامها، واستضافت مع ذلك معارض لفنانين من بعض المدن السعودية وأقامت أنشطة منبرية وغير ذلك مما أسهم في تقديم وتشجيع بعض الوجوه الشابة وخلق نوع من الاحتكاك.
القطيف بعد قرابة العشرة أعوام من قيام الجماعة لم تعد تلك المدينة المتنوعة النشاط التشكيلي إلا من خلال جهتين تحركتا منفردتين ومتقاربتين هما قاعة إبداع وأتيليه.. فن يتلاقى إبداع والأتيليه في تنظيمهما معارض وورشاً ودورات خاصة بالمبتدئين والمبتدئات وإقامة معارض لنتاجهم بل تعدى ذلك إلى التحرك وتبني عرض أعمال بعض الموهوبين والهواة وإدخالها في أنشطة أخرى كما هي إبداع التي تمد يد التعاون مع أكثر من جهة خاصة، وبقي مركز الخدمة الاجتماعية بكل أعضائه وكثرتهم في طور التمني والسعي لتحقيق ما يمكن من النشاط التشكيلي.
قبل أشهر تمَّ الإعلان عن الأعداد لإقامة معرض أو مهرجان كبير بمناسبة مرور عشرة أعوام على قيام المجموعة التي ظهرت في العام 1997 وأرادت من خلال هذا المشروع إعادة الحيوية إلى الجماعة، وتحمس أول رئيس للجماعة الفنان علي الصفار للمشروع واتصل ببعض الكُتَّاب للمساهمة في دليل المعرض الذي اعتقد أنه كان أكبر من إمكانيات الجماعة التي علمتُ أنها وجدت وعوداً بدعم المشروع ومضت الشهور والحديث حول المشروع ينحسر شيئاً فشيئاً إلى إن خيَّم عليه شيء من صمت لا تُعرف نهايته.
بالمقابل كانت حركة ونشاط إبداع واضحة من خلال المعارض التي ينظمها أو التي يشرك المقربين منه في بعض ما يقام في بعض المدن وآخر المعارض الفردية كان معرض الشابة رضية الأخضر التي تحاول أن تجد مكانة بين بنات جنسها في القطيف على الأقل.
فقد حملت أعمال رضية محاولة للتعبير وفق بعض الاستعارات الفنية، ووفقت في بعض الأعمال واحتاجت مع ذلك الكثير من التوجيهات والنصح وكذلك الاطلاع والتعرف على نتاجات غيرها من فناني المملكة والعالم، هذا المعرض يمثل في عمومه المستوى الأكثر حضوراً في أنشطة القاعة فالاهتمام ينصب غالباً على المواهب الجديدة وهي خطوات جيدة ومطلوبة في ظل تباعد بعض الفنانين والشباب وقلة إنتاجهم أو اتجاههم إلى خارج المدينة، هو أيضاً يقابل أنشطة أتيليه فن الذي يهتم بالناشئات والأطفال وتقام لهم غالباً المعارض في أماكن مختلفة.
وبين الجهات الثلاث (جماعة الفن التشكيلي في المركز وقاعة إبداع وأتيليه فن) تباعد واختلاف بل وفُرقة قديمة اتسعت الآن ليتحرك أتيليه فن ببرامجه الخاصة وبالمثل إبداع ليقف وتقف جماعة الفنون التشكيلية بالمركز عاجزة عن إعادة الحيوية التي انطلقت بها في الأعوام الأولى من عمر قيامها والرئاسات التي تتعاقب على الجماعة تتحمَّل جزءاً من المسئولية بجانب الأعضاء الذين بدت بين بعضهم بعض الغيرة، لقد كان لوجود الفنان على الصفار كأول رئيس للجماعة الدور الأكبر في تحريكها ووضع برامجها مع بعض الأعضاء المتحمسين مثله، فهو فنان ديناميكي ونشط استفاد من تلك التعطيلات بعد ترك رئاسة الجماعة ليمارس فنه الخاص ويعيد بناء مرسمه لكنه أيضاً كان يقف مع كل الأنشطة والبرامج التي تقيمها الجماعة أو جماعة المنتدى النسائي باللجنة النسوية بالمركز، التي كان لها دور مقابل لنشاط الجماعة التشكيلية الرجالية، مع ذلك كان الآخرون من أعضاء الجماعة أكثر تباعداً حتى عن المشاركات الخارجية التي كان النشطون فيها قلة من الأعضاء لتصبح في مهب الريح وتبقى بداياتها الذكرى الأجمل من عمرها.
aalsoliman@hotmail.com
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|