مجتمعنا وثقافة المسرح
|
حين تخوض التجربة، وتقترب كثيراً من الأشياء حتى تبقى حيثياتها ملتصقة بذاكرتك، تبدأ في تفسير الظاهرة تفسيراً حقيقياً يصدر عن واقعية بحتة، ولكوني أحد الملاصقين لخشبة المسرح السعودي منذ نعومة أظفاري، حيث تفاصيل خريطته عالقة في ذهني منذ ما يزيد على العشرين سنة، أعتقد أني وضعت يدي على مستوى الجرح وعمقه، فالمسرح إذا كان ثقافة مجتمعية في مفهومه العام، فذلك هو بيت الداء لكون المجتمع السعودي بأسره لم يتفهم بعد الدور الذي يلعبه المسرح في صنع ثقافته ووعيه، وبالتالي فالحاجز بين ثقافة مجتمعنا وبين المسرح كمصدر رئيس لتلك الثقافة ما يزال عالياً، وسوف أضرب مثلاً بسيطاً على مجال التربية والتعليم كونه مجالاً رحباً لترسيخ الوعي المجتمعي بدور المسرح، فالملاحظ أن برامج المدارس الابتدائية لم تلتفت بجدية إلى تفعيل وترسيخ وإضاءة المسرح في أذهان الطلاب ليكون ممارسة تسهم في صنع تعليم أفضل، وشخصيات قادرة على المواجهة والابتكار بل الأدهى والأمر أننا نتعاطى مع المسرح وكأنه مجال للهو ومضيعة الوقت، هذا إن لم نحذِّر أطفالنا منه ومن مغباته، وأندهش حين تكون اليابان كدولة متقدمة في التعليم تولي المسرح نصيباً من الأهمية في تعليمها الابتدائي محققة وصولاً أقصر وأيسر لتعليم الطفل وتنمية قدراته الشخصية، ومكتشفة مواهبه.
إننا نحتاج إعادة نظر إلى الدور المنوط بالمسرح في المجتمع والفهم الذي نتبناه تجاهه، فالمسرح ليس بالضرورة تهريجاً وإسفافاً وتخلعاً إنما هو منبع ثقافي راقٍ إذا أحسنّا التعامل مع مفرداته سوف يكون نبراساً وعيا لا ينضب نوره، وتحديداً إذا انطلقنا به من التعليم جاعلين للمسرح المدرسي مساحة في برامجنا.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|