الشنطي المتوهج دوماً هند التميمي
|
لقد خلت الساحة الأدبية السعودية لفترة من دعائم نقدية ثابتة يمكن الاستناد إليها، وكل ما كان هنالك هي جهود مشتتة ما بين الصحف والدوريات وإن كان حظ الشعر أوفر مع الناقد الدكتور عبدالله الغذامي.. وبقي الوضع هكذا حتى جاء الدكتور محمد الشنطي متجاوزاً محيطه الإقليمي.. مجدداً الدماء في انتماءاته، وتنقل كطائر بين مدن المملكة محملاً بالرؤى والآمال في أن يرتقي بالأدب عامة والأدب السعودي خاصة إلى درجة الكمال فقرأ النتاج الأدبي قصة ورواية وشعراً، وبدأ بوضع أولى لبنات النقد الأدبي من خلال أطروحاته التي اتسمت بالدقة والحيادية، والتي ساعدت كثيراً من المبدعين على تقبل الرأي واستيعابه، الأمر الذي نقلهم من الظل إلى دائرة الوهج, فهو لم يرض أن يمر دون أن يسجل حضوره الطاغي من خلال جهوده التي كرسها لخدمة الحركة الأدبية حيث إنه لم يترك النص الإبداعي يمر دونما بحث واستقصاء.
وإذا كان الإبداع وحريته مما آمن به الشنطي (إذا كان لي من موقف أود تسجيله فإنه يتمثل في الإيمان الذي لا يتزعزع في حرية الإبداع) فإنه بذلك أعطى للأدب أفقاً أوسع وجناحين أقوى. هذا هو الدكتور الشنطي متوهجاً دوماً.. محتفياً بالنصوص الإبداعية.. مهتماً باللغة.. بحراً في عطاءاته.. ارسى سفنه وعلمه على شواطئ المؤسسات التعليمية والثقافية في حائل والتي احتضنته قرابة عقدين من الزمان قدم بها ولها عصارة فكره وخلاصة رؤياه سواء من خلال عمله كأستاذ في كلية المعلمين أو من خلال مؤلفاته العديدة... لم يضع الشنطي لعطائه حدوداً ولم يكن لشيء أن يحد من عطائه.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|