الثقافة قيمة محمد الدبيسي
|
كأصدق ما يكون الإخلاص للمعرفة، والالتزام
بشروطها.. كانت تجليات إسهامه المسؤول
تتوالى منذ أن كان مدرساً في المرحلة الثانوية في
مدينة (تبوك).. إلى آخر مؤلفاته في
دراسة ورصد وتقييم إبداعنا المحلي..
وفق منظومة مؤلفات.. باتت مرجعا
أصيلاً ومهماً لدراسة الأدب الوطني..
في بلاد.. لم تقدم أكثر مما قدمته لغيره
من الأكاديميين العرب الذين قضوا
شطراً من أعمارهم بين (ظهرانينا)
غير أن ولاءه لها وفعله الخلاق تجاه
ثقافتها فاق حتى جهود أبنائها..!!
** وفي غير مناسبة أبدى (الرجل النبيل)
إحساسه بالمسؤولية تجاه هذا الأدب
ونماذجه وممثليه.. مما دعاه إلى مقاربته
ببصيرة نقدية أرست دعائم
دراسات تطبيقية.. حكمتها المسؤولية
الأخلاقية والعلمية.. قبل النظرية وإجراءات تطبيقها..!
كان من أوعى من واكب التحولات والتغيرات
التي مرت بها مسيرة الخطاب الثقافي..
فسجّل سماتها وملامحها المائزة.. ورصد
علامات تطورها.. ممهداً السبيل (للدارسين)
في استثمار (النتائج) والبناء عليها..
** في (كلية إعداد المعلمين بحائل) أرسى مبادئ
العمل الأكاديمي (الفاعل).. الذي يتجاوز
إطار التخصص الوظيفي المتثائب الذي
ينعم المستكينون بدفئه الوارف
إلى الإسهام في تحويل كلية
كتلك الكليات إلى مؤسسة تزاوج
بين المعرفة والتربية
وإعداد المعلمين بالوعي قبل المنهج
والتفكير والتحرير بدل التلقين والامتثال والإنصات..!!
** وانطلاقاً من مسؤولية وطنية استشعرها
ابن (جنين) في مدينته التي أحبها
وأحبته (حائل)، فكان من أصدق أبنائها..
كما شهد له (أهلها)
الذين ودعوه برهبة الشعور بالغياب.. وصميمية الإحساس بوطنيته..
(الوطنية) عندما تتجاوز التصنيف الإقليمي والسياسي..!!
** حينما يغادرنا محمد صالح الشنطي، فلا شك
نفقد.. أهم الفاعلين الجادين في ساحتنا
الثقافية ومؤسساتها الإعلامية والأدبية
وتظاهراتها ومحافلها..!!
يغيب.. بعد أن بنى (إنجازات) التي تعيد تذكير
من نسي.. أن ثمة رجلاً شكل الثقافة
موقفاً والمعرفة قيمة.. كان بيننا..!!
فهل سيكون بيننا من يملك جلده
ودأبه ليفعل مثل صنيعه..؟؟
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|