د.نايف الحمد
في لقاء الصقور الخضر أمام المنتخب الصيني نجح أصحاب الأرض في تقديم عرض مقنع وممتع وتوجوه بثلاث نقاط ثمينة في مسيرة الأخضر نحو بلوغ المونديال.
قد تكون هي المرة الأولى في التصفيات التي يقدِّم فيها نجومنا مردوداً جيداً تشعر فيه بروح الفريق ورغبته في العودة القوية للمنافسة على بطاقة التأهل المباشر عن المجموعة بعد أن طار الساموراي الياباني بالبطاقة الأولى وبقيت الثانية حائرة بين فرق المجموعة بانتظار ما ستسفر عنه نتائج الثلاث الجولات المتبقية من هذه التصفيات.
في لقاء الصين استعاد الأخضر شيئاً من هويته وقدَّم اللاعبون الكرة التي نعرفها عنهم، وبدت خطوط الفريق متوازنة وتعمل بشكل جيد.. صحيح أن المستوى لم يرتق لطموحاتنا، لكنها فقط البداية التي نحتاج إليها كي يعود المنتخب لأدائه الرفيع بعد أن يستعيد ثقته بنفسه وثقة جماهيره العريضة.
لقد ظهرت لمسات السيد هيرفي رينارد وعاد الفريق ليلعب بالطريقة التي يجيدها بعيداً عن الاختراعات، وقد أحسن المدرب في اختيار التشكيلة الأساسية وأجاد في توظيف اللاعبين ووفق في إجراء التبديلات، غير أن إضاعة الفرص وعدم استثمار السيطرة المطلقة لفريقنا وضعت الفريق في ضغط كبير في نهاية المباراة، وهذا ما يجب أن يتنبه له نجومنا بضرورة قتل المباريات خاصة عندما تكون على أرضك.
في تقديري أن فريقنا البطل لا يحتاج سوى للوقت ودعم محبيه حتى يعود كواحد من أهم الفرق الآسيوية، خاصة عندما تكتمل صفوفه؛ ورغم صعوبة التأهل المباشر إلا أن أبطالنا مستعدون للقتال بكل قوة من أجل تحقيق هذا الهدف.
الفريق السعودي سيخوض غداً الثلاثاء مواجهة قوية أمام اليابان في سايتاما، ونحن بحاجة ماسّة لعدم الخسارة في هذه المواجهة إذا ما أردنا الحفاظ على حظوظنا في خطف بطاقة التأهل؛ لذا فإن للمباراة الكثير من الحسابات الفنية التي على السيد رينارد إعدادها لمواجهة ظروف المباراة، مع ثقتنا الكبيرة في قدرة أبناء الوطن على رسم الابتسامة والعودة من هناك بنتيجة إيجابية.
في كل الأحوال نتمنى ألا يزيد الفارق النقطي بين منتخبنا والكنغر الأسترالي عن نقطتين بنهاية الجولتين القادمتين قبل أن نواجههم في مباراة حاسمة على الأراضي السعودية في آخر مباريات المجموعة.
نقطة آخر السطر
في ليلة 23 من هذا الشهر الكريم فجع الوسط الرياضي بوفاة الإعلامي القدير والزميل العزيز الأستاذ دواس الفراج بعد معاناة مع المرض. لقد غاب ذلك الصوت الشمالي الجميل، وتوقف قلبه الكبير عن النبض، وغابت ملامحه التي لطالما حملت الطيبة والبساطة، وعبَّرت بوضوح عن معدنه الأصيل.. كان إعلامياً حراً يحمل هم الجماهير ويشاركهم أحلامهم، لم يفكر يوماً في ظهور أو مجد شخصي؛ وغايته هي التعبير عن مبادئه وأفكاره بصدق والدفاع عنها، لذلك أحبه الجميع وإن اختلفوا معه.. رحم الله أبا عبدالعزيز، فقد ترك فينا أثراً كبيراً؛ وإن توارى بجسده فإن ذكره وصورته لن تموتا؛ وستبقى روحه مصدراً للإلهام لأجيال وأجيال.. نسأل المولى أن يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جناته.