سالم اليامي - الرياض:
تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، انطلقت أمس في الرياض أعمال النسخة الرابعة لمؤتمر التعدين الدولي بمشاركة ممثلي الحكومات لأكثر من 90 دولة، بما في ذلك 16 دولة من دول مجموعة العشرين، و50 منظمة دولية رسمية وغير حكومية، إلى جانب اتحادات تجارة السلع وكبار قادة صناعة التعدين على مستوى العالم.
وبدأت فعاليات المؤتمر بعقد الاجتماع الوزاري الدولي الرابع للوزراء المعنيين بشؤون التعدين، الذي يهدف إلى تعزيز التعاون الدولي حيال إنتاج المعادن الحرجة التي تدخل في تحول قطاع الطاقة والصناعات التقنية الحديثة ووضع أسس التنمية المستدامة لصناعة المعادن في العالم والمنطقة، بالإضافة إلى بناء القدرات وتمكين صناعة المعادن بوصفها محركًا رئيسًا لتحقيق التطور الاقتصادي والاجتماعي.
وسيناقش المشاركون في الاجتماع ما تم تحقيقه من تقدم بشأن مبادرات الاجتماع الوزاري الثالث الذي عقد في إطار النسخة السابقة للمؤتمر، وتشمل هذه المبادرات تطوير إطار استراتيجي للمعادن الحرجة في منطقة التعدين الممتدة من إفريقيا إلى غرب ووسط آسيا، لزيادة القيمة المضافة في الدول المنتجة لخامات المعادن، وإنتاج المعادن الخضراء باستخدام التقنيات الحديثة والطاقة المتجددة، وإنشاء مراكز تميز في المنطقة لتمكين الاستثمار، وبناء القدرات، وتنمية الموارد البشرية.
ويشارك في الاجتماع الوزاري الرابع، معالي وزير البيئة وأمن الطاقة في إيطاليا الدكتور جيلبرتو بيتشيتو فراتين، ووزير الدولة للأعمال والتجارة البريطاني عضو البرلمان جوناثان رينولدز، ومعالي وزير الطاقة البرازيلي ألكسندر سيلفيرا، ومعالي وزير الفحم والمناجم الهندي جي كيشان ريدي، ومعالي وزير التجارة والصناعة والمنافسة في جنوب أفريقيا باركس تاو، ومعالي وزير المناجم في جمهورية الكونغو الديمقراطية كيزيتو باكابومبا كابينجا، ومعالي وزير البترول والثروة المعدنية المصري المهندس كريم بدوي، ومعالي وزير تنمية المعادن الصلبة في نيجيريا هنري ديلي ألاكي، ومعالي وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة في المغرب ليلى بنعلي.
من جهة أخرى، يعقد الاجتماع الأول لمراكز التميز والتقنية بمشاركة عدد من الجهات الأكاديمية من بينها معاهد وجامعات متخصصة، لمناقشة إنشاء شبكة إقليمية تستهدف بناء القدرات وتسريع التكنولوجيا في المنطقة الممتدة من إفريقيا إلى غرب ووسط آسيا لضمان ريادتها في قطاع التعدين والمعادن.
كما يعقد الاجتماع الثاني لقادة هيئات المسح الجيولوجي الدولية، الذي يشارك فيه رؤساء هيئات المسح الجيولوجي من أفريقيا وآسيا، إلى جانب جهات دولية مرموقة تشمل هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية والبريطانية، والمكتب الجيولوجي الفرنسي (BRGM) وهيئة المسح الجيولوجي الفنلندية (GTK). وسيناقش سبل تعزيز القدرات الجيولوجية في المنطقة الممتدة من أفريقيا إلى غرب ووسط آسيا، بهدف جذب الاستثمارات من خلال تمكين الجيولوجيين، وتوظيف التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي، لتحديد مواقع المعادن بدقة.
يذكر أن النسخة الرابعة من المؤتمر التي تعقد خلال الفترة من 14 إلى 16 يناير الجاري، يشارك في جلساتها 250 متحدثاً؛ منهم رؤساء تنفيذيون لأكبر شركات التعدين والشركات ذات العلاقة بقطاع المعادن والتمويل، بالإضافة إلى ما يقرب من 15 ألف مشارك.
وشهد اليوم الأول لمؤتمر التعدين الدولي بالرياض، انعقاد الاجتماع الوزاري الدولي الرابع للوزراء المعنيين بشؤون التعدين، كما جرى توقيع مذكرات تفاهم واتفاقيات تعاون مع عدد من الدول لتعزيز الشراكات الدولية في قطاع التعدين والمعادن، وجرت هذه الخطوة المهمة في إطار تعزيز العلاقات الدولية وتطوير القطاع الحيوي في المملكة، الذي يشهد تطورًا ملحوظًا في ظل رؤية المملكة 2030.
ويهدف المؤتمر إلى دعم التعاون بين الدول المنتجة للمعادن وتعزيز الاستفادة من الإمكانات الكبيرة في المنطقة التعدينية الممتدة من أفريقيا إلى غرب ووسط آسيا، وسلط الضوء على أهمية هذه الاتفاقيات التي تسعى لتعزيز القدرة التنافسية في إنتاج المعادن الإستراتيجية، وتوسيع مجالات التعاون في هذه الصناعة الحيوية بما يضمن استدامتها في المستقبل.
وأوضح معالي نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد المديفر، في تصريح لهيئة وكالة الأنباء السعودية «واس» أن المملكة ستعلن عن اكتشافات جديدة في عدة مجالات في المملكة، بالإضافة إلى أنواع متعددة من المعادن، مشيرًا إلى أن هذه الاكتشافات تعكس تطور القطاع في المملكة وتعزز مكانتها بصفتها مركزًا عالميًا للتعدين المستدام.
وأكد معاليه أهمية الاستمرار في تعزيز القدرات البشرية وتوظيف التكنولوجيا في هذا القطاع، بما يتوافق مع الأهداف الوطنية لتحقيق التنمية المستدامة.
يُذكر أن مؤتمر التعدين الدولي يشهد مشاركة ممثلين لما يقارب 90 دولة، بما في ذلك 16 دولة من مجموعة العشرين، إلى جانب 50 منظمة دولية وغير حكومية، كما يضم كبار قادة صناعة التعدين عالميًا، الذين يتبادلون الأفكار والخبرات حول كيفية تطوير الصناعة، بما يسهم في دعم الاقتصاد المستدام وتحقيق أهداف التحول الطاقي.
ويستمر المؤتمر حتى 16 يناير الجاري، ومن المتوقع أن تسفر الأيام القادمة عن مزيد من التعاون الدولي، وصدور عدد من الاتفاقيات المهمة التي ستسهم في تعزيز دور المملكة لكونها محورًا رئيسًا في قطاع التعدين على المستوى العالمي.
كما عقد وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريّف على هامش المؤتمر، سلسلة لقاءات ثنائية مع الوزراء المعنيين بشؤون الصناعة والتعدين في عدة دول مشاركة بمؤتمر التعدين الدولي في نسخته الرابعة، لمناقشة سبل تعزيز التعاون المشترك في قطاعي الصناعة والتعدين، وأحدث الحلول المبتكرة للتعدين المستدام، إضافة إلى استعراض الفرص الاستثمارية الواعدة في قطاع التعدين السعودي؛ وذلك بحضور معالي نائب الوزير لشؤون التعدين المهندس خالد بن صالح المديفر.
وبحثت الاجتماعات مستقبل قطاع التعدين والمعادن في العالم، وشددت على أهمية مواصلة التعاون الدولي لمواجهة التحديات التي يشهدها القطاع، منوِّهة بدور مؤتمر التعدين الدولي في بناء الشراكات الفاعلة التي تضمن نمو وتطوُّر القطاع، وجهوده في تعزير الحلول المبتكرة التي تجمع بين الاستغلال الأمثل للموارد وتحقيق معايير الاستدامة البيئية.
وتضمَّنت لقاءات الوزير الخريّف اجتماعات ثنائية مع وزير المناجم والطاقة البرازيلي ألكسندر سيلفيرا، ووزير البيئة وأمن الطاقة الإيطالي جيلبرتو بيتشيتو فراتين، ومعالي وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة التونسية فاطمة الثابت، إضافة إلى معالي وزير الفحم والمناجم الهندي جي كيشان ريدي، ومعالي وزير الصناعة التايلاندي أكانات برومفان.