لم يكن مستغرباً بالنسبة لي فوز الاتحاد على الهلال في بطولة كأس الملك لسببين: الأول تميز الاتحاد الكبير هذا الموسم فنياً، والسبب الثاني والذي أود التحدث عنه باستفاضة هو أن الهلال يعاني من مشكلات عديدة، بدأت منذ الموسم الماضي، وأولى هذه المشاكل وأكبرها هي ما بدا لنا منذ الصيفية أن أصحاب القرار في النادي يعتقدون أن الحالة الاستثنائية التي كان عليها الفريق ستستمر للموسم التالي، ولا أقصد هنا تحقيق البطولات، فهو أمر اعتاد عليه الهلاليون.
بل أعني توالي الانتصار وتحقيق الأرقام القياسية وثبات المستوى لدى جميع اللاعبين، بل إن البعض منهم قدَّم أفضل موسم في مسيرته، إضافة إلى عدم تأثر الفريق بالإصابات، وقد يكون هو الفريق الوحيد الموسم الماضي الذي لم يعان كثيراً من الإصابات وظل طوال الموسم في حالة بدنية ولياقية مثالية.
لذا، السؤال هنا: هل من المنطقي تكرار كل ذلك في الموسم الذي يليه؟
الإجابة المنطقية بالتأكيد لا، إذن كان ينبغي على الإدارة والمدرب أن يعوا ذلك ويستشرفون المستقبل ويراعون مسألة أن الأندية باتت تعرف أخطاءها وستسعى لإصلاحها، كان يجب أن تعلم بأن الفريق يعاني من نواقص واضحة في المراكز ومن حسن الحظ أنها لم تضع الفريق في مأزق كبير الموسم الماضي بسبب استمرارية اللاعبين بالمشاركة، وهذا رهان استندوا عليه كثيراً حتى خذلهم هذا الموسم.
والدليل انظر إلى المعاناة الحاصلة بالفريق في مركز خلف المهاجم، والذي لم يستطع أن يملأه أحد، حتى مالكوم الذي قلَّ تأثيره بشكل كبير عند وجوده في الطرف، فلم تأخذ أفضل ما لدى مالكوم، ولم تغط الخانة الأخرى بلاعب يستطيع أن يشكّل الإضافة المطلوبة منه، إضافة إلى استغناء الفريق عن عدد كبير من اللاعبين المؤثِّرين دون أي تعويض حقيقي، ليظهر لنا فريق مليء بالنواقص، ويفتقد للبديل الجيد في أغلب المراكز عند غياب الأساسي.
هذه مشاكل يتحمَّلها الجهاز الفني بالمقام الأول، وتدعمه الإدارة بذلك في ظل عدم وجود مدير رياضي حقيقي يستطيع أن يوضّح للمدرب حاجة الفريق لإكمال نواقصه، وإدارة بطيئة جداً في اتخاذ قراراتها الفنية والتي تصل في كثير من الأوقات في الوقت الضائع، لأتذكر هنا جملة شعرية قالها الشاعر الأمير عبدالرحمن بن مساعد في إحدى قصائده حين قال (دايم تجي بوقتك حبيبي بعد ما وقتك يروح!).
رسالتي
استمرار اللاعب المتراجع فنياً أمر لا يتحمَّله اللاعب، بل يتحمَّله مدرب يصر على الإضرار بفريقه، ليقتل بذلك طموح بديله بأنه مهما قدَّم فلن يجد له مكاناً في التشكيلة، خصوصاً إذا كان البديل لاعباً قد يصنَّف عند الكثيرين على أنه الأفضل في مركزه كحسان تمبكتي على سبيل المثال والحصر!
** **
محمد العويفير - محلِّل فني
X:owiffeer