الجزيرة - عبدالرحمن المصيبيح / تصوير - التهامي عبدالرحيم:
رعى معالي وزير الشؤون البلدية والقروية المهندس عبد اللطيف بن عبد الملك آل الشيخ مساء أمس حفل جائزة التميز البلدي في دورتها الثالثة والذي نظمه المجلس البلدي لمدينة الرياض في مركز الملك فهد الثقافي.
وفور وصول معاليه إلى مكان الاحتفال كان في استقباله معالي المهندس إبراهيم السلطان أمين منطقة الرياض والمهندس طارق بن عثمان القصبي رئيس المجلس البلدي وأعضاء المجلس ووكلاء الأمانة. وقد بدئ الحفل بآي من الذكر الحكيم بعد ذلك ألقى المهندس طارق القصبي رئيس المجلس البلدي كلمة بهذه المناسبة رحب بمعالي الوزير والحضور وقال في كلمته: الحمد لله الذي كتب الإحسان على كل شيء.. القائل في كتابه العزيز {وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} والصلاة والسلام على رسوله الأمين القائل (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه). وبهذه المناسبة أود أن أعبر عن شكرنا لمعاليكم على تفضلكم برعاية هذه المناسبة المهمَّة في العمل البلدي والتي تهدف إلى بذل الجهد في تحسين الخدمات المقدمة لسكان عاصمتنا الحبيبة الرياض وفق أصول مهنية معتبرة.
ومضى في كلمته قائلاً: أقف بين أيديكم ونحن نشرف على نهاية الولاية الثانية لأعمال المجالس البلدية في مملكتنا الغالية، وهي مناسبة لإيضاح ما عمله مجلسكم البلدي في دورته الثانية. ونظراً لسعة مدينة الرياض وعدد سكانها الكبير وعدم وجود ميزانية مخصصة للمجلس فقد وضع المجلس استراتيجية للعمل تتلاءم مع هذه الظروف وتحقق ما يهم المدينة دون استسلام لها، فكان للمجلس محوران للعمل هما: تحديد أهم التحديات التي تواجه المدينة - تحسين الأداء البلدي.
ففي المحور الأول كانت أهم التحديات النقل العام، تصريف السيول، تحسين البيئة، إعادة إعمار الأحياء القديمة، إلى جانب متابعة تنفيذ البنية التحتية من صرف صحي وكهرباء وهاتف وخلافه مما يخدم راحة السكان.
وأشار الى أن المجلس تعاون مع أمانة منطقة الرياض لإعادة تنفيذها إلى المسار الصحيح ولا تزال الجهود تبذل لإنجاز مشروع وادي السلي خصوصاً أنه هو المجرى الرئيسي للسيول والذي يخدم شمال وشرق مدينة الرياض. وفي مجال تحسين البيئة فقد تم إنشاء مدينة المعادن خارج المدينة لتجميع السكراب وخلافه وكذلك ترحيل المصانع التي تسبب التلوث إلى أماكن مناسبة خارج المدينة مثل مصنع الأسمدة والأسمنت والجبس وغيرها.
وفي إعادة إعمار الأحياء القديمة أوضح أن الهيئة العليا لمنطقة الرياض تقوم بمشروع ضخم لإعادة إعمار وسط مدينة الرياض بمساح تزيد على (13) كم2 (ثلاثة عشر كيلومتر مربع) ونأمل أن تنتهي مرحلة التصميم قريباً ليبدأ التنفيذ بإذن الله. أما البنية التحتية فهي تحتاج إلى بعد نظركم يا معالي الوزير في تغيير طريقة العمل الحالية في تنفيذ شبكات المياه والصرف والكهرباء والهاتف والسيول لمنع تكرار الحفريات في شوارع مدينة الرياض وما يصاحب ذلك من إيذاء وهدر.
أما في محور تحسين الأداء البلدي، فتأتي جائزة التميز البلدي لتحسين الأداء البلدي وتطوير الإجراءات البلدية وتطوير العمل في مركز الطوارئ والذي يتعاون المجلس والأمانة فيه في بذل جهود حثيثة لتجويد أدائه لاستقبال الشكاوى والبلاغات وحلها. وتأتي فكرة جائزة التميز البلدي من نظرة إيجابية للدور الرقابي للمجلس البلدي، فالتحفيز في نظرنا مقدم على الردع والعقبات، والقيادة من خلال التعاضد والإخلاص في العامل أكثر أثراً من القيادة بالتخويف والقسر وساحات التنافس الشريف بين العاملين في القطاعات البلدية لتسع الجميع وتحفيز الإنتاج وتكريمه خير طريق لزيادة الفعالية وتحسين الخدمة بإذن الله.
وتحدث المهندس القصبي قائلاً: إن العمل البلدي عمل دائم ومستمر، فالخدمات البلدية يجب أن تستمر وتتحسن بصورة مطردة واسمحوا لي أن أركز على مسألة مهمة وهي أن استمرارية تقديم هذه الخدمات وديمومتها تتطلب موارد مالية ثابتة وكوادر بشرية مؤهلة كافية للقيام بالعمل، لذا فإنَّ تحسين مواد الأمانة المالية وديمومتها تحتاج إلى بناء مؤسسي، وقد تقدم المجلس بطلب لتأسيس شركة استثمارية تتبع أمانة الرياض من عدة سنوات ولا زلنا بانتظار الموافقة على تأسيس هذه الشركة لتكون الذراع الاستثماري المساعد في توفير الموارد المالية للأمانة في قادم الأيَّام إن شاء الله.
وأود أيضاً أن أشير إلى موضوع آخر وهو الإدارة الأمثل للموارد والمشروعات البلدية في مجالات عدة مثل تدوير المخلفات الأمر الملح الذي طال انتظاره وإدارة محترفة للمشروعات أمر في غاية الأهمية لضبط التكلفة والوقت.
أعود لما نحن بصدده هذه الليلة فقد بذل الوسع لوضع معايير مهنية عالمية لقياس الأداء بالاستعانة بتجارب بلدية مشابهة وطبقت هذه المعايير بحيادية ودقة نأمل أن تكون حققت المقصود، وسيتم شرح ذلك لاحقاً من زميلي د. ثنيان النويعم المشرف على أعمال الجائزة فكل من عمل وجد وأخلص فائز برضا الله سبحانه وتعالى أولاً ثم برضا المستفيدين من هذه الخدمات، فله منا خالص الشكر على ما قدم.
وتحدث عن الجوائز فقال: وأود أن أقول إن هذه الجوائز ليست صكوك براءة على الإطلاق وإن عدم الحصول عليها ليس إدانة ولا جحوداً والعياذ بالله وإنما هي اعتراف وتقدير لجهود مميزة تستحق الشكر والعرفان، وأملنا كبير بأن يكون حافزاً لكل العاملين في القطاعات البلدية على المزيد من الجهود لخدمة السكن والمزيد من إتقان العمل والإخلاص فيه لله سبحانه وتعالى ثم لرفعة وطننا وخدمة مجتمعنا ففيها تتحد جهودنا جميعاً إن شاء الله.
وشكر المهندس القصبي في كلمته صاحب السمو الأمير عبد العزيز بن عياف ومعالي المهندس عبد الله المقبل ومعالي المهندس إبراهيم السلطان وسعادة الدكتور إبراهيم الدجين على تعاونهم في أعمال المجلس، وأود أن أشكر شكراً خاصاً إخواني أعضاء المجلس الولاية الأولى وهذه الولاية الثانية الذين بذلوا الجهود واقتطعوا من وقتهم الثمين لخدمة عاصمتنا الحبيبة الرياض، ولا أنسى زملاءنا أمناء المجلس وجميع العاملين فلهم جهود مشكورة في إنجاز المجلس لأعماله.
وسأل الله - عز وجل - أن يتقبل هذه الجهود ويبارك فيها وأن يوفقنا للحق والخير تحت قيادة قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - متعه الله بالصحة والعافية وأيده بنصر مؤزر من عنده - وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز وأن يديم علينا نعمة الإسلام والأمن والأمان وأن يحفظ بلادنا ويديم ازدهارها وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
فيلم وثائقي
بعد ذلك شاهد الجميع فيلماً وثائقياً عن الجائزة بكافة فروعها.
كلمة لجنة الجائزة
بعد ذلك ألقى الدكتور ثنيان النويعم رئيس لجنة الجائزة كلمة رحب فيها بمعالي الوزير والحضور. وقال في كلمته: لا شك أن إتقان العمل وتجويده يمثل إحدى القيم العليا التي حث عليها ديننا الحنيف وأن التزام الأمة بالإتقان ثقافة عامة لدى كل أطرافها هو المعول عليه في استقامة حياتها وصناعة نهضتها وتحديد موقعها المستحق بين الأمم. ومضى د. النويعم في كلمته قائلاً: حين يرتقي الإِنسان بعمله إلى مرحلة الإبداع والتميز فإنَّ الواجب يقتضي أن نكرمه ونكافئه ونشد من أزره ليواصل مشواره في تحقيق المزيد من النجاحات.
كلمة وزير الشؤون البلدية
بعد ذلك ألقى معالي وزير الشؤون البلدية والقروية المهندس عبد اللطيف بن عبد الله آل الشيخ كلمة قال فيها: يسرني أن أكون بينكم في هذه الليلة المباركة نحتفي بتكريم الفائزين لجائزة التميز البلدي لمدينة الرياض. هذه الجائزة التي بادر بطرحها مشكوراً المجلس البلدي لمدينة الرياض لتكون دعماً ورافداً لتحقيق الكفاءة والفاعلية في أداء القطاع البلدي.
ثم تناول معاليه في كلمته القطاع البلدي وما واكبه من إنجازات وعطاءات فقال معاليه: لقد شهد القطاع البلدي - بحمد الله - العديد من الإنجازات التطويرية كان منها تفعيل المجالس البلدية التي شاركت في صنع القرار وتحقيق الدور التكاملي بين المجالس والبلديات ونتطلع ونحن نعيش اليوم أجواء مرحلة انتخابات المجالس البلدية في دورتها الثالثة وسط تنافس إيجابي بين المرشحين وتحت مظلة نظام جديد للمجالس أضاف لها المزيد من الصلاحيات التقديرية والرقابية ومنحها الشخصية الاعتبارية ذات الاستقلال المالي والإداري، ونتطلع أن تكون داعماً وبناءً في تفاعل المواطنين ومشاركتهم في صنع القرار البلدي ومراقبة أدائه.
وتناول معاليه جائزة التميز فقال: نتطلع أن تحقق هذه الجائزة من خلال فروعها والمعايير التي اعتمدتها الأهداف المرسومة لها وأن يتبعها المزيد من المبادرات المتميزة لخدمة العمل البلدي، بما يتواءم وما يشهده الوطن من نهضة تنموية متسارعة في شتى المجالات في ظل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - أيَّده الله - بنصره وتوفيقه، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وسمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز حفظهما الله.
كما قدم شكره وامتنانه لمعالي أمين منطقة الرياض المهندس إبراهيم السلطان والمهندس طارق القصبي رئيس المجلس البلدي لمدينة الرياض وكافة أعضاء المجلس وكل من أسهم في هذه المبادرة القيمة وجميع القائمين على الإعداد والتنظيم لهذا الحفل وللمشاركين والداعمين له.. والله أسأل أن يحفظ هذا الوطن الغالي وأن يديم عليه نعمة الأمن والرخاء والاستقرار.
بعد ذلك تم إعلان أسماء الفائزين وتم تسليم الجوائز لهم والتقطت الصور التذكارية.