د. محسن الشيخ آل حسان
عبارة «لا بد من صنعاء ولو طال السفر»- قالها الإمام أحمد بن حنبل حينما أراد السفر إلى صنعاء لطلب العلم والتزوّد بالثقافة.
واليوم ونحن نعيش في صراع دائم مع المليشيات الحوثية وأعوان صالح، نؤكد عبارة الإمام بن حنبل بخصوص صنعاء. ومن المسلمات البدهية أن حرية اليمن لا تتجزأ! وأن أهداف عاصفة الحزم والمقاومة الشعبية والحكومة الشرعية لا تقبل أنصاف الحلول! وأن حق شعب اليمن الشقيق في الحرية والشرعية والأمن والاستقرار لا يوهب، بل ينتزع انتزاعا! واليوم تسطر المقاومة الشعبية اليمنية الظافرة بدعم من دول التحالف أروع ملاحم وأساطير البطولة والفداء في العديد من المحافظات اليمنية كعدن وتعز والضالع ومأرب وكل مدينة ومحافظة في اليمن تسعى لأن تحظى بالحرية والاستقرار. كيف لا وأبناء هذه المحافظات قد أرغموا الانقلابيين الحوثيين عملاء الفرس وأعوان صالح «المرتزقة» يجرون أذيال العار والهزيمة ليحتموا بمرتفعات (قعطبه) وقد لقنتهم المقاومة الشعبية دروساً لن ينسوها إلى الأ بد، بل إنهم لم يكرروا معاودة الكرة واكتفوا برشق الضالع بصواريخ «الكاتيوشا» الجبانة حتى انبرى لهم أفراد المقاومة الشعبية ليردوا على قصفهم الفاشل الذي إن دلّ على شيء إنما يدل على هزائمهم المتتالية النكراء منذ بداية عاصفة الحزم والمقاومة الشعبية.
وفي انتصاراتنا المتتالية في محافظات اليمن, يأخذني الحنين والشوق إلى العاصمة «صنعاء» لأقول من قلبي الصادق: «لا بد من صنعاء ولو طال السفر». وصنعاء هي العاصمة السياسية (رسمياً) والتاريخية لليمن وواحدة من أقدم المدن المأهولة بالسكان باستمرار ولها تاريخ عريق منذ القرن الخامس قبل الميلاد. وتقع صنعاء في وسط اليمن في منطقة جبلية عالية على جبال السروات, وترتفع عن سطح البحر حوالي 2300 متر. وقديماً كانت صنعاء لا تحتل سوى مساحة صغيرة من قاع صنعاء الفسيح يمتد من جبل «نقم» شرقاً وجبل «عيبان» غرباً. الآن عيون وقلوب وعقول العالم تتجه إلى صنعاء ولسان حالهم يقول: «لا بد من صنعاء ولو طال السفر» وأنا أبشّر الأشقاء أبناء اليمن بأن موعدنا القادم والقريب في «صنعاء اليمن»!