منذ أيام قلائل كان الوطن العزيز والمواطنون الكرام في كافة مناطقنا الغالية على موعد مع ذكرى مرور تسع سنوات على مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- ملكًا على المملكة العربيَّة السعوديَّة وتسلّمه لسلطاته الدستورية لإدارة شؤون البلاد وقيادة سفينتها إلى شاطئ الأمان والازدهار والإنجازات الواعدة.
وإن وقفة متأنية إلى هذه الفترة لنرى الحناجر تلهج بهذه الإنجازات والأعمال الجليلة في كافة المجالات: العلميَّة والاقتصاديَّة والاجتماعيَّة والسياسيَّة حتَّى أصبحت مملكتنا بفضل الله تعالى ومن ثمَّ بفضل قيادتنا الحكيمة إحدى الدول المهمَّة في هذا العالم.
وإذا ما تمعنا في هذه المشروعات والإنجازات المهمَّة نجدها متنوعة ومُتعدِّدة لخدمة الوطن والمواطنين، وما من شكٍّ أن الأمن والأمان وحفظ حدود الوطن تأتي في مقدمة اهتمامات قيادتنا الحكيمة، ولهذا نراها تولي قواتنا المسلحة بكافة قطاعاتها: البريَّة والبحريَّة والجويَّة جلّ اهتمامها لينعم المواطنون بالأمن والطمأنينة وراحة البال وإنّ التمرين العسكري «سيف عبدالله» الذي شمل كافة قطاعاتنا العسكرية من: دفاع وحرس وطني وأمن وعلى عدَّة جهات في المملكة، وما قدم من رؤى واستعدادات عسكرية وأمنيَّة لتؤكّد على أن قيادتنا العزيزة تسير ضمن برامجها المرسومة للحفاظ على حدود الوطن وأمنه وسلامته متوّجًا ذلك بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله- ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع.
وتتوالى هذه الإنجازات، فما من شكٍّ أن الشباب هم أمل المستقبل ودرع الوطن الواقي الذي ما فتئت القيادة الحكيمة تعمل على تحقيق ما يلبي رغبات الشباب ونشاطاتهم وتفاعلاتهم وإبداعاتهم، ولهذا جاء ذلك الإنجاز المبهر في كافة أشكاله ومرافقه وهو «ملعب الجوهرة» في جدة الذي يُعدُّ معلمًا في الإنجاز الرياضي للشباب وإحدى هداياه المُتعدِّدة - حفظه الله- لشباب هذا الوطن ومن حسن الفأل أنّه توَّج بتلك المباراة النهائية بين فريقي الشباب والأهلي على نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله- واستلموا الكأس والجوائز من يده الكريمة.
وتتواصل هذه الإنجازات والمواقف المشرقة للقيادة الحكيمة، حيث حمل لنا الأثير الفواح أن اللجنة المنظمة للدورة الثامنة لجائزة الشيخ زايد للكتاب رأت بأن يكون خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله- هو شخصيَّة العام الثقافية لعام 2014م.
ولقد أصابت اللجنة كبد الحقيقة وأعطيت القوس إلى باريها، فنحن بالذات في وزارة الحرس الوطني والمهرجان الوطني نفرح كثيرًا وتشرئب أعناقنا بهذا التكريم العزيز وهذه الإنجازات العظيمة، كيف لا؟ ومنذ وقت مبكر وخادم الحرمين الشريفين يعمل ويؤسس للمهرجان الوطني للتراث والثقافة منذ عام 1405هـ لإحياء تراثنا وإنماء ثقافتنا وإنهاض فنوننا الإبداعية، فهو رائده ومهندس مسيرته وإبداعاته، والواضع لإستراتيجيته التي طبّقها في نشاطه الثقافي في مقولة مشهورة له: «عالم واحد وثقافات مُتعدِّدة متعاونة» وكانت رؤاه وتوجيهاته المستديمة - حفظه الله- هي رائد هذا النشاط الثقافي في: حوار الثقافات، والأديان والسلام وقبول الآخر وذلك في العديد من ندواته ومحاضراته الثقافية والفكرية.
وكلنا يعيش عرس الأيام الثقافية والتراثية في المهرجان الوطني وأرض الجنادرية التي كان يحرص - حفظه الله- دائمًا على تشريفها ورعايتها ومشاركة المواطنين الأعزاء والضيوف الكرام من مشاركين ومدعوين من داخل الوطن ومن البلاد العربيَّة والإسلاميَّة ومن بلدان قارات العالم.
وتتسامى صور الحوار والجدال بالتي هي أحسن في تلك المأدبة الملكية الكريمة التي يقيمها خادم الحرمين الشريفين في قصره العامر لما يزيد عن أربعمائة مدعو من المشاركين والمدعوين من النخب الثقافية والفكرية والإعلاميَّة من الوطن ومن البلاد العربيَّة والإسلاميَّة ومن قارات العالم، ويستمر الاجتماع والنقاش والحوار لعدة ساعات يبحث فيها ما يهم الوطن والإقليم والإنسانيَّة عامة.
ليخرج المحتفى بهم جميعًا وهم يلهجون بالدُّعاء له - حفظه الله- بطول العمر والتسديد لمواصلة دوره البنّاء في عمليات الحوار والنقاش والدعوة إلى السلام.
وإننا لنتطلَّع إلى هذه الجائزة الثقافية تعبيرًا وتقديرًا لإسهاماته -حفظه الله- الحضارية والفكرية والإنسانيَّة، وتشجيعه للعلم والمعرفة حتَّى أضحى أنموذجًا وتجسيدًا حيًّا لروح التسامح والمحبة والإخاء.
وكم تسعد وزارة الحرس الوطني وهي ترى صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وزير الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة ذلك الشخص الذي يهتدي ويسير على نهج خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله- بالرِّعاية والاهتمام والمتابعة لكل نشاطات المهرجان الوطني للتراث والثقافة، ولهذا فإنّ تسلم سموه الكريم هذه الجائزة الكريمة نيابة عن خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله- لدليل واضح على مدى الرؤى والاهتمامات الثقافية والتراثية والإبداعية التي يوليها سموه الكريم من الرِّعاية والتشجيع ويحرص على مسيرتها الناجحة المباركة لما يخدم حاضرنا الزاهر ويؤطر لمستقبل مشرق بإذن الله تعالى.
والله الموفق..