الحمد لله رب العالمين القائل: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَابًا مُّؤَجَّلاً}، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله القائل: (لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها).
إن في موت المؤمن المحتسب لراحة، فلقاء الله تعالى بأعمال صالحة ونية صادقة مما يسعد المرء ويسكن الأحزان ويحبس العبرات، فاللقاء: لقاء كريم والمحاسب رب العالمين قال: {فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ}.
أخي خالد بن إبراهيم الرومي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، «إن العين لتدمع والقلب يتفطر، وإنا على فراقك لمحزونون، ولكن لا نقول إلا ما قاله الصابرون: {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} لقد تركت هذه الحياة وأحسبك والله حسيبك ولا أزكي على الله سبحانه أحداً، ممن يحسن الظن بالله سبحانه، فها أنت علم في الدعوة وعلم بالتواصل مع الدعاة وعلم من أعلام تدريس الحديث إمام وخطيب تواصلت مع الصغير قبل الكبير قريباً كان أو بعيداً صديقاً كان أو زميلاً تجاوزت المحن التي مرت بك برباطة جأش وبصبر وبدون توجع أو تأوه أجدك مبتسماً، لا تسنح فرصة لقدوة أو إزجاء نصيحة برفق ولين إلا وتقتنصها.
مرت بك ظروف مرضية في طفولتك وصباك ولم تجزع، وفي مرضك الأخير وأنت مكلوم بالجراح لا نكاد نعرف مرضك ولا نعلم ما بك حتى والدك أخفيت مرضك عنه رأفة بحاله فكان هذا مثالاً للبر بالوالدين والعمل على عدم تعكير صفوهما وفرحهما فتلك قدوة للشباب في بر الوالدين، كانت شكواك لله وحده ذهبت للعلاج ولم تيأس ومكثت مدة ثم جلست فترة رغم أوجاعك لم تنقطع دروسك وتوجيهاتك ثم ذهبت مرة أخرى وعدت، فكان موعدك مع لقاء ربك سبحانه، رحلت من هذه الدنيا الفانية ونعلم هل نعزي أنفسنا فيك أم نعزي الآخرين الذين تقاطروا من كل حدب وصوب صغاراً وكباراً أمراء ووزراء وعلماء ومشايخ وطلبة علم ومحبين كثر فأنت باق بيننا وإن رحلت فأثرك ظاهر ومحبتك باقية.
أرجو الله سبحانه وتعالى أن نكون وإياك ممن قال الله سبحانه وتعالى فيهم: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ}.
اللهم ارحمنا وإياه وجميع موتى المسلمين.