أكدت مديرة مشروع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المعهد البولندي للشئون الدولية الدكتورة باتريشا ساسنال لـ»الجزيرة» أن العلاقات مع المملكة متقاربة ومريحة جداً لكلا البلدين، وهناك تشبه كبير بينهما، مثل تاريخ الدولتين وتقارب أعداد السكان ومتوسط دخل الفرد في العاصمة.. كما أن كلا البلدين يحتاج إلى ما لدى الآخر من فرص، فالمملكة تعتبر غنية بموارد الطاقة والزيت والنفط، فيما تنقصها المساحات الزراعية والمياه، ومن جانبنا لدينا ما تحتاجه في مجال الاستثمار الزراعي وغيره. وأضافت: بعد ورش العمل التي استضافتها كل من وارسو والرياض، حان الوقت للعمل ونزول الميدان، فقد تحدثنا خلال تلك الورش عن التعاون المشترك، ووضع سياسات تعزز وتقوي العلاقة بين الطرفين من جميع الجوانب، وللإعلام دور في ذلك.من جانبه ذكر السكرتير العام للجنة التجارة الدولية المهندس عمر باحليوه لـ»الجزيرة» بأن العلاقات التجارية بين المملكة وبولندا بدأت في العام 2001 بتبادل تجاري لا يتجاوز 38 مليون دولار، واليوم يصل إلى مليار دولار، وما زال الطموح أكبر من الواقع، فالعلاقة السياسية والاجتماعية بين البلدين جيدة، إلا أنها لا ترتقي للمستوى المطلوب في الجانب الاقتصادي. ويرى باحليوة أنه من الأفضل توسيع العلاقة التجارية، وزيادة حجم التبادلات، على أن يكون التركيز على قطاع المؤسسات المتوسطة والصغيرة وخصوصاً فيما يتعلق بالتقنية. وقال: هناك شركات بولندية متخصصة في الصناعات الكهروميكانيكية ترغب بالدخول للسوق السعودي وتواجه صعوبة، إما في اللغة أو في جهل المستثمرين بطبيعة السوق السعودي.. وتابع: وبولندا برعت في صناعة المواد الثقيلة وتعتمد الجمهورية الألمانية بشكل كبير على التقنية البولندية في صناعة الأساسيات أو مدخلات الصناعات الألمانية، وبالتالي المملكة تستطيع الاستفادة من هذه التقنيات والصناعات والاستثمار طويل المدى فيها، كما أنها وصلت لمراحل متقدمة في استخدام التقنية في صناعة التعدين. وعن أهم أهم المجالات التي من الممكن أن يستثمر فيها السعوديين في بولندا قال: على سبيل المثال المجال العقاري والخدمي والمواصلات والاتصالات وخلافه، كما أن هناك فرصة لجذب التقنية البولندية عن طريق تكثيف الزيارات البينية فيما بين الشركات التجارية والاستثمارية، واطلاعهم على الفرص الاستثمارية في المملكة، وكذلك قيام الهيئة العامة للاستثمار بتنظيم ورش عمل للجانب ابولندي، واستضافة شباب الأعمال البولنديين، ومن رأيي، فإن إقامة منتدى اقتصادي سعودي - بولندي في بولندا تنظمه الهيئة العامة للاستثمار سيكون له تأثير كبير على توسع العلاقات التجارية بين البلدين. ويتفق المهندس باحليوة مع الدكتورة باتريشا في تقارب عادت البلدين «المجتمع البولندي قريب نوعاً ما لعادات مجتمعنا» والمستثمر أو الزائر السعودي يعامل معاملة راقية ومميزة من قبل البولنديين، ويجب أن تستغل هذه الصداقة، كما أن الشعب البولندي يتطلع إلى تعلم اللغة العربية، مما يشجع فتح أبواب التعاون في مجال التعليم عن طريق تبادل طلاب الجامعات.وأضاف: بولندا تتميز بمصداقية وثقل في الاتحاد الأوروبي، كونها تعد أكبر اقتصاد في أوروبا الشرقية، وأحد أكبر الاقتصادات العشرة التي انضمت إلى الاتحاد الأوروبي مؤخراً، ولها أدوار عديدة في دعم مواقف للمملكة في الاتحاد الأوروبي، مثل حماية المملكة من الضرائب في منتجات الكربون وغيره سواء على الصعيد الأوروبي أو الدولي.وفيما يتعلق بالمجال الزراعي وحجم تطلعات البولنديين لاقتناء الفرص من قبل المستثمرين السعوديين كونها تمتلك المياه والأراضي الزراعية الخصبة، قال باحليوة: الزراعة في بولندا موسمية بسبب الثلوج ولكن لا يمنع ذلك من البحث واقتناء الفرص في مجال الاستثمار الزراعي.