كشف رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر عن أن الجنرال قاسم سليماني هو الرجل الذي يدير الأوضاع في العراق، وأنه يسير التوجهات السياسية لمصلحة (قضيته وجمهوريته وحكومته ومذهبه)، وأنه يحاول أن يعقد تفاهمات مع دول عربية ودول خليجية وأوروبية تخص العراق.
الشيخ مقتدى الصدر كشف عن هذه المعلومة الخطيرة، التي يفترض أن يعرفها من يهمه الأمر في الدول العربية التي تركت العراق ساحة للإيرانيين العنصريين والطائفيين، وتركت الملالي يتوسعون في نفوذهم الذي فاق كل الحدود، فقاسم سليماني الذي يدير مفاصل الحكم والأمن والسياسة والاقتصاد في العراق يوسع دوره للقيام بالعلاقات الخارجية لهذه الدولة العربية التي كانت عظيمة فدمرها الأمريكيون، ويكمل عملهم الآن الإيرانيون.
يقول الشيخ مقتدى الصدر إن سليماني حاول أن يفتح حواراً مع الدول العربية المجاورة للعراق فلم يجد أذناً صاغية، وأنه حاول زيارة بعض دول الخليج العربية فلم يُلَبَّ طلبه، والآن يحاول زيارة دول الاتحاد الأوروبي.
طبعاً لا يمكن أن تقبل دول عربية، وبخاصة دول الخليج العربية، بأن تبحث الشأن العراقي مع شخص يمثل دولة يعرف الجميع أطماعها، ليس في العراق فحسب، بل في كل الدول العربية، رغم علمنا بأن قاسم سليماني لم يبحث الأوضاع في العراق مع دولة تديرها أنظمة عميلة لإيران كسوريا، ودول بها نفوذ يفوق نفوذ الأجهزة الرسمية كلبنان، بل إنه أكثر من ذلك ينسق مع هاتين الدولتين، ويطبخ المؤامرات ضد الهوية والوجود العربي في كل من الدول الثلاث (العراق وسوريا ولبنان) كجسر للهلال الطائفي. أما محاولته مع دول الخليج العربية فلا بد أن تُرفض وتُصد بحزم، بل يجب على دول الخليج العربية أن تدرس أبعاد مثل هذا التدخل السافر في شؤون قُطْر عربي مهم، وأن تبلغ جامعة الدول العربية بهذا السلوك الوقح إن كان للجامعة العربية اهتمام بالحفاظ على الهوية العربية وانتماء العراق لمحيطه العربي.
أما طلبه لزيارة دول الاتحاد الأوروبي فأعتقد أنه سيجد استجابة من بعض الدول التي لم يكن خافياً سعيها إلى تقاسم (كعكة المصالح) في العراق مع نظام الملالي في إيران. والأوروبيون يرون أن (كل الطرق سالكة) لاعتماد ملالي إيران وجنرالات الحرس الثوري الإيراني ممثلين عن دول عربية معينة كالعراق وسوريا ولبنان، وأنه طالما أن كبيرة الغرب (أمريكا) تنسق مع هؤلاء الملالي فلماذا يتأخرون هم عن هذا التنسيق والتفاهم للاستفادة من خيرات العراق؟
الأوروبيون لا يخفون ذلك، ولا يغلفون توجههم نحو طهران بأي غطاء؛ فقد أعادت بريطانيا ممثليها الدبلوماسيين إلى العاصمة الإيرانية، واستقبلت لندن القائم بالأعمال الإيراني. أما النمسا وإيطاليا فقد سارعتا بإرسال وزيرَيْ خارجيتَيْهما لكسب ود الإيرانيين، وكل هذا على حساب المصالح العربية التي لا تزال عاجزة عن عقد اتفاقيات اقتصادية وتجارية توقف تدفق البضائع الأوروبية التي تستفيد من أسواقنا، وتتجاهل مصالحنا السياسية والاستراتيجية..!!