كما للولايات المتحدة الأمريكية قائمة تضم الدول والمنظمات الإرهابية، وكذلك الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى دول لها قوائمها الخاصة بها التي تصنف الجماعات والمنظمات الإرهابية تبعاً لتضرر مصالحها وتعارضها مع أيدلوجياتها واستراتيجياتها الأمنية والدفاعية، فإنه يتطلب من الدول العربية أن تضع قائمة خاصة بها تتوافق مع الأخطار التي تهددها وتفضح المنظمات وحتى الدول التي تهدد الأمن العربي والاستقرار داخل الدول العربية والنسيج الاجتماعي، ومع أن هناك دولاً عربية تظن وتعتقد أنها بعيدة عن الإخلال بأمنها واختراقها من قبل تلك الدول، ولا تزال تثق بالابتسامة الدبلوماسية التي تنتهج التقية السياسية أكثر من السلوك المهذب، إلا أن الأحداث وما كشفته حتى على أراضي تلك الدول من تشكيلات إرهابية وخلايا نائمة، تؤكد بأن الجميع غير آمن ولا يمكن الاطمئنان لأصحاب تلك الابتسامة التي أوكلت لأذرعها الإرهابية الإخلال بأمن العديد من الدول العربية.
وما تشهده المحاكم المصرية واليمنية والكويتية والإماراتية خير دليل على ذلك، ففي مصر يحاكم أمام محاكم الجنايات عناصر من تنظيم حزب حسن نصر الله الذي يسمي نفسه بـ»حزب الله» وهم بعيدون عن تعاليم الله، وهذه العناصر الإرهابية شاركت في اقتحام وحرق السجون المصرية، وقبل ذلك حاولت تنفيذ عدة عمليات إرهابية في منطقة قناة السويس، وفي اليمن تقوم عناصر من هذا الحزب بتدريب مجاميع إرهابية من جماعة الحوثي وقد استأجر لها نظام ملالي إيران في دولة إريتريا على سواحل البحر الأحمر مراسي يتدربون بها لإرسالها إلى شمال اليمن، أما في مملكة البحرين وفي الكويت فقد كشفت السلطات بالبلدين خلايا إرهابية من هذا الحزب جمعت بين الخلايا النائمة وشبكات التجسس وفرق تنظيم وتوريط أبناء الخليج العربي لإرسالهم للقتال في سوريا، بنفس أسلوب تنظيم القاعدة، وهو نفس ما يحاول القيام به في دولة الإمارات العربية المتحدة.
أما في العراق وسوريا فقد جاهر هذا الحزب والمليشيات الإرهابية المرتبطة به بالعمل علناً للقيام بالأعمال الإرهابية للإضرار بأمن تلك الدولتين أو للتحرش بالدول المجاورة كما يفعل المعتوه واثق البطاط صنيعة حزب حسن نصر الله في العراق، الذي سلم له عدة صواريخ ويكلف بإطلاقها مرة باتجاه دولة الكويت ومرة باتجاه أراضي المملكة العربية السعودية، ولا ندري كيف يتسنى له الحصول على صواريخ في دولة يزعم رئيس حكومتها بأنه يديرها وفق مقتضيات القانون.
أما في سورية فحزب حسن نصر الله ومليشيات أبو الفضل العباس، والمختار، وذو الفقار المتخصصون في ذبح الأطفال والنساء فأعمالهم وممارساتهم الإرهابية الوحشية كفيلة بوضعهم بصدارة قائمة المنظمات الإرهابية.
لقد قاموا بكل الأفعال والأعمال التي تتعفف حتى الحيوانات عن القيام بها، وهذا يتطلب من الدول العربية المسارعة بوضع قائمة للدول والمنظمات الإرهابية، وعلى جامعة الدول العربية المبادرة بتكليف الإدارة القانونية لوضع مسودة قانون وتضع الدول والمنظمات الإرهابية لمحاصرتها وتحصين الدول العربية من شرورها، وإذا كانت الجامعة العربية جادة في خدمة القضايا العربية فعليها أن توضح موقفها من نظام بشار الأسد الذي يستعمل البراميل المتفجرة في إبادة شعبه، ونظام المالكي الذي ينشر الاقتتال الطائفي لتدمير النسيج الاجتماعي، إضافة إلى تعاون هذين النظامين مع المنظمات والأحزاب الطائفية الإرهابية كحزب حسن نصر الله ومليشيات أبو الفضل العباس والمختار، ومليشيات النصرة وداعش والقاعدة التي تعمل بتمويل وتنسيق مع هذين النظامين رغم توجيه بعض عملياتهم ضد قواته لاستجلاب ردود فعل طائفية تدفع المجتمع إلى الاحتراب الطائفي.